ذات يوم من الأيام ، كانت توجد فتاة صغيرة في السن ، كانت تلك الفتاة في مقتبل عمرها ، وكانت يتيمة الأبوين ، إلا أنها رغم فقد والديها ، ظلت متمسكة بطباع أبويها ، التي نشأت عليها ، حيث حفظتها ، ونشأت تتأسى خطاها عن ظهر قلب ، كما كانت تلك الفتاة تمتلك قلبًا طيبًا ، وصافيًا للغاية ، كانت نعم الفتاة ، نقية القلب ، والسريرة .كانت الفتاة وحيدةً ، ليس لديها أي أقارب ، وكانت كثيرًا ما تتكبد عناء العيش وحدها ، وتبيع الزهور ، والورود الرائعة البهية ، في متجر قامت باستئجاره ، من امرأة ، تتصف بغلظة القلب ، وكانت في كل يوم ، تنغص عليها حياتها ، وهي بريئة ، لا تملك من أمرها شيء ، إلا أن تصبر .اعتادت تلك السيدة ، أن تقدم إلى الفتاة ، حتى تأخذ منها الإيجار ، مع حلول كل مساء ، فتقوم بلا رحمة ، بأخذ كافة الأموال الموجودة مع الفتاة ، ولم تكن تبقي معها ، إلا بضعة نقود قليلة جدًا ، لا تكفي شراء الخبز للطعام ، ظلت الأمور على ذلك كثيرًا ، وذات يوم من الأيام ، حدث أمر غريب مع تلك الفتاة .فعلى غير العادة ، لم تبع ولا وردة ، فجاءت السيدة البغيضة ، حتى تأخذ منها الإيجار ، فتوسلت إليها تلك الفتاة المسكينة ، وأخذت تترجاها باكيةً بأن تمهلها يومين فقط ، فوافقت بأعجوبة شديدة ، وفي تلك الليلة ، جلست الفتاة تبكي بكثرة ، وفجأة ، سمعت الفتاة صوتًا يناديها ، فدنت من ذلك الصوت ، حتى وصلت إليه ، فوجدت أنه بئر .تعجبت الفتاة كثيرًا ، وبدأ البئر يتحدث معها ، وفجأة ، خرجت فتاة كالملائكة من البئر ، كانت جميلة ، ونقية للغاية ، فسألت الفتاة البئر ، عن أمر تلك الفتاة ، فأجابها بأن تلك الفتاة ، هي من داخلها ، فرحت الفتاة كثيرًا ، لأن انعكاس صورتا مبهج للغاية .طلب البئر من الفتاة ، أن تتمنى ثلاث أمنيات ، سيحققها لها على الفور ، فتمثلت أمنيتها الأولى ، في أن يصبح جميع من على وجه الأرض أغنياء ، وألا يوجد بينهم فقير ، أما الأمنية الأخرى ، فتمثلت في أن تصبح ثرية ، وتمتلك العديد من الأموال الطائلة .أما الأمنية الثالثة ، والأخيرة ، فتمثلت في أن ترجع إلى بيتها سالمةً غانمةً ، وفي لمح البصر ، وصلت الفتاة إلى بيتها ، ووجدت فيه الكثير من المجوهرات الغالية ، والألماس الثمينة ، وفي الصباح ، توجت الفتاة إلى مكان البئر ، حتى تشكره على ما قدمه إليا ، من معروف لن تنساه ، إلا أنها لم تعثر عليه .انصرفت الفتاة ، ومضت في طريقها ، وقررت على الفور ، شراء المتجر ، ودفعت مقابله المادي كاملًا ، وبعد ذلك ، حولت المتجر ، إلى مشتل متكامل ، في العديد من الأزهار ، والورود ، والنباتات الراقية ، والجميلة للغاية ، كما جلبت فيه خلايا النحل الصافي ، وأخذت توسع نشاطها يومًا بعد يوم ،وعمدت إلى تشغيل العديد من العمال معها ، وأخذت تنفق كثيرًا في سبيل الل ، فازدهرت تجارتها ، لأنها كانت إنسانة محبة للخير .