ذات يوم من الأيام ، ذهب مالك مع والدته ، إلى سوق الكبير ، الموجود في المدينة ، التي يعيشون فيها ، حيث كان ذلك السوق كبيرًا جدًا ، ويوجد فيه كل شيء ، من مستلزمات الأسرة ، من ملابس متعددة الأشكال ، والألوان ، وألعاب مسلية ، وممتعة كثيرًا ، بالإضافة إلى مختلف أنواع الطعام ، وغيرها من الأشياء المتعددة .كان مالك يبلغ من العمر خمسة أعوام ، وكان يشعر بالسعادة الغامرة ، لأنه كان للمرة الأولى ، سيرى السوق الكبير ، الذي قد سمع عنه الكثير من الحكايات الممتعة من قبل أمه ، التي كانت تعتاد على الذهاب إليه كثيرًا ، وفي أثناء الطريق ، وقبل الوصول إلى السوق ، أوقفت الأم ابنها قائلةً له : ” ابني مالك ، إن السوق من الداخل ، مزدحم بشكل كبير ، لذا يتوجب عليك ألا تترك أبدًا ، يدك من يدي ، مهما كان ” .قال مالك ، وهو يبتسم : ” حاضر يا أمي ، لن أترك مطلقًا يدك ، مهما كان ” ، أخيرًا وصل الابن ووالدته إلى السوق الكبير ، وانجذب مالك بشدة إلى شكل الألعاب المعروضة ، مختلفة الأشكال ، والألوان ، وكانت تلك الألعاب تغمر السوق بالكامل .وبدأ بعد وقت قليل ، يشير إلى أمه ، حتى تشتري له من الألعاب كلها ، ولكن والدته قد طلبت من مالك أن يهدأ قليلًا ، حتى تنتهي من شراء جميع أغراض ، ومستلزمات المنزل ، ظل مالك ينظر إلى يمينه تارةً ، وإلى يساره تارةً ، وفجأة انفلتت يد مالك من يد أمه ، وكان ذلك أثناء حمله أمه بعض الأشياء .فقد أدرك مالك أنه يمكنه أن يتجول بمفرده ، حتى يشاهد الكثير من الألعاب الساحرة ، وأخذ يمشى بعيدًا عن والدته ، وهي منشغلة بحمل الأغراض ، التي قامت بشرائها ، بعد قليل ، التفتت الأم تبحث عن ابنها ، ولكنها لم تجده ، فأحست بالفزع الشديد ، وقد مضت مسرعة تبحث عن مالك ، في الأماكن كلها ، الموجودة في السوق .وعلى الوجه الآخر ، وقف مالك منفردًا ، في ركن جانبي ، إلى جانب امرأة عجوز ، تبيع الألعاب ، وأخذ ينظر بلهفة على الألعاب ، ثم اقترب من العجوز ، وجلس بجوارها ، وبدأ يضع يديه على الألعاب ، وهنا ابتسمت العجوز ، وقالت له : ” هل جئت إلى هنا حتى تشتري بعض الألعاب ؟ ” ، هز الطفل رأسه ، دون أن يتكلم .ابتسمت العجوز ، وسألت قائلةً : ” أين أمك أيها الولد الصغير ؟ ” ، ولكن مالك لم ينطق بكلمة ، واستمر فقط في العبث بالألعاب الموجودة ، وبعد وقت قليل ، شعر مالك بالخوف ، فأخذ يبكي ، حيث أدرك أخيرًا أن أمه ليست معه ، أحست العجوز بالمخاوف التي تحييط بالصغير ، وأدركت أنه تاه عن أسرته ، ممن كان معهم في السوق .على الفور ، قامت العجوز بحمل ألعابها ، ووضعتها في عربتها الصغيرة ، التي كان يجرها الحصان ، وأعطت إلى مالك لعبة جميلة ، حتى يهدأ ، ومن ثم اتجهت إلى قسم الشرطة ، الموجود في السوق ، ولما دخلت مع مالك ، وجدت امرأة تبكي أمام الشرطي ، على الفور ، صاح مالك ، وقال : ” أمي ” ، فأسرعت إليه أمه ، التي كانت تبحث عنه ، وشكرت ربها ، ثم العجوز ، واعتذر مالك إلى أمه ، ووعدها ألا يتركها مرةً أخرى .