كانت الأسرة تعيش جميعها فى كوخ صغير ، كان موجودًا في وسط الأشجار العالية ، وكان أفراد الأسرة جميعًا ، يشعرون بالرضا على حياتهم ، ويحمدون الله على قدره إليهم ، وعلى وظيفة والدهم .كانت الأسرة تحب كلبهم عنتر كثيرًا ، وكانوا يقدرون فضله ، ودوره الذي لا ينسى ، في تصيل عم الشواف في كل يوم إلى الغابة ، بالنسبة إلى بكري ، وزهران ، أبناء عم الشواف ، فكانوا لا يزالون يتلقون التعليم ، في المدرسة ، وكان عم الشواف يأبى ، ويرفض كثيرًا ، أن يذهبا معه إلى الغابة ، حيث كان يخاف ، ويخشى عليهم كثيرًا .كان عم الشواف يتمنى أن يتعلم ولداه أفضل تعليم ، ولم يكن يعجبه حاله المتواضع ، وكثيرًا ما كان يشعر بالضيق ، والغضب الشديد ، والفتور تجاه حياته ، حيث كان يتطلع إلى اليوم ، الذي يسكن فيه مع زوجته ، وأولاده ، فى قصر كبير ، تحيط به بساتين رائعة ، من أفضل ، وأجمل أنواع الأزهار ، والقصر مملوء بالكثير من الخدم ، وألوان مبهجة من الحرير اللامع .كان عم الشواف ، يشعر بالتعب ، والإرهاق كثيرًا ، من جراء عمله الشاق ، كما كانت عيناه تؤلمه كثيرًا ، وكان لا يشتكي ، وقد اعتاد ذلك الرجل الطيب ، على أن يذكر أولاده ، بحمد الله ، على كل شيء ، في السراء ، والضراء ، والكبيرة ، والصغيرة ، ويذكرهم بأنه مهما كانت حالتهم ، فهم أفضل بكثير من غيرهم ، ولكن ابنه زهران ، لم يكن يرضى بالأمر الواقع ، ولا بحياته .كان ذلك من أكثر الأشياء التي تحزن الرجل الطيب ، وذات يوم من الأيام ، كان ذلك الرجل ، يقطع فى أشجار الغابة العالية ، وكان معه كلبه الوفي عنتر ، وأثناء عمله ، مر تاجر كبير عليه ، وكان يبدو من مظهره أنه غريب ، وعجيب للغاية ، ويبدو عليه الثراء الكثير ، والغنى غير المحدود ، فابتسم وقال : ” السلام عليكم ، ورحمة الله ، وبركاته ، أيها الحطاب ” .