يحكي أنه ، كان في يوم من الأيام ، في مدينة كبيرة ، عالية الأسوار ، كان هناك رجل ، من أغنى أغنياء المدينة ، وأثريائها المعدودين ، كان هذا الرجل يمشي وحده في المدينة ، وكان كله زهو ، وفخر ، وتكبر ، في كل شيء يحيط به ، فقد كان متفاخراً بغناه ، وثرائه الفاحش ، وملابسه الغالية النفسية للغاية ، بالإضافة إلى مجوهراته الرائعة الغالية .وفي أثناء سير ذلك الرجل الغني في أحد الطرق ، التي توجد في المدينة الكبيرة ، قابل رجلًا فقيرًا ، ومتواضع الهيئة ، في طريقه ، كان ذلك الرجل الفقير ، يحمل على ظهره الكثير من الحطب الثقيل ، الملفوف على هيئة حزمة كبيرة جدًا ، مما جعلها ثقيلة الحمل على ظهر الرجل الفقير ، مما دفعه إلى أن يأتي مسرعًا في طريقه ، بسرعة بالغة ، حتى يخلص من حمله الثقيل للغاية .كان الرجل الفقير ، يسير خلف الرجل الغني بمسافة قليلة ، فأخذ يصيح ، ينادي بأعلي صوت لديه : ” هيا أفسحوا الطريقإلي على الفور ، أيها المخلصون ، فحملي ثقيل للغاية ، أخذ الرجل يكرر جملته أكثر من مرة ، ولكن بلا جدوى .فقد تعمد ذلك الرجل الغني ، أن يضايق الرجل الفقير المتواضع ، ووقف في طريقه ، يعوقه عن إكمال مسيرته ، ولم يلبي نداءه أبدًا ، فلم ينتبه الرجل الفقير ، وفجأة ، اصطدم المسكين بالرجل الغني ، فتمزق على الفور ، ثوب الغني ، بشكل تمام ، ومخزٍ للغاية ،هنا اشتعل الرجل الغني غضبًا ، وأسرع إلى قاضي البلاد ، يشكوه إليه ، ما فعله به ذلك الرجل الفقير .جمع قاضي البلاد الرجلين ، وإذ به قد سأل الرجل الفقير ، وقال : ” لماذا لم تقم بالتنويه عن إفساح الطريق يا رجل ؟ ، فلم يرد الرجل الفقير ، مما نتج عن ذلك ، غضب قاضي البلاد ، وإذ به قد قال للغني : ” كيف يمكنك أيها الرجل أن تقاضي إنسانًا لا ينطق ولا يتكلم ؟ كيف يمكن لك أن تطالبه بأن يقوم بتنبيهك حتى تفسح له الطريق ؟ ” .هنا رد الرجل الغني ، وقال : ” لا ، وألف لا ، يا سيدي القاضي ، إن هذا الرجل يتكلم ، فقد كان ينادي ، ويصيح بأعلي صوت له ، ويقول : ” هيا أفسحوا لي الطريق ” ، وأخذ يكررها كثيرًا ، أجاب قاضي البلاد ، قائلًا : ” طالما الأمر كذلك ، إذًا فأنت تستحق الكثير من العقاب ، فقد ادعيت زورًا علي هذا الرجل الفقير ، فمن الواضح ، أنك أنت الذي لم تقم بإفساح الطريق إليه ، وها أنت قد اعترفت بنفسك .