كان يا مكان ، يا سعد ، يا إكرام ، يحكى أنه ، في زمن ، ليس ببعيد ، كانت هناك حظيرة ، خلف بيوت أحد الفلاحين ، كانت تلك الحظيرة ، تحتوي على نعجتين اثنتين ، عاشت النعجتان مع بعضهما البعض فترة طويلة من الزمن ، ولكن على الرغم من ذلك ، فلم تكون أي منهما مثل الأخرى .كانت هناك نعجة من الاثنين ، تتسم بأنها سمينة ، وتبدو جميلة للغاية ، حيث كانت تتسم بصوفها الكثيف ، ولحمها السمين ، وكانت على أكمل شكل ، وأفضل مظهر ، وتتمتع بصحة جيدة ، أما النعجة الأخرى ، فقد كانت على العكس من ذلك تمامًا .فقد كانت النعجة الأخرى ، هزيلة جدًا ، وضعيفة للغاية ، وتشعر بالإعياء ، في كثير من الأحيان ، كما كانت تتصف بصوفها الخفيف ، وكان شكل النعجة مبعثرًا ، وليس متناسقًا مع بعضه البعض ، لم تكتف النعجة الأولى ، وهي الجميلة ، بما رزقها الله به ، ولم تحمده ، في يوم من الأيام .وأخذت النعجة ، تتباهى بشكلها ، وحسن منظرها ، وتغيظ النعجة الأخرى ، فكانت النعجة الأخرى ، تشتاط غيظًا ، وتشعر دائمًا بالنقص الشديد ، وكانت تتوسل إلى ربها ، أن يجعلها سمينة ، وجميلة ، كما كانت عليه النعجة الأولى ، إلا أنه ظلت على حالتها تلك ، طيلة فترة كبيرة .وذات يوم من الأيام ، جاء الفلاح ، صاحب الحظيرة ، التي توجد فيها النعجتان ، بتاجر ، حتى يعرض عليه إحدى النعجتين للبيع ، فدخل التاجر ، وأخذ يستكشف أمر النعجتين ، وبدون تردد ، أشار التاجر ، إلى تلك النعجة السمينة ، وأخبره بأنها هي التي سيقوم بشرائها ، وسيذبحها ، ويبيع لحمها .أسرعت النعجة السمينة ، إلى الأخرى الهزيلة ، وأخذت تتوسل إليها ، بأن تنقذها ، لكن النعجة ، لم تستطع فعل أي شيء لها ، وجرت ، وحمدت الله ، على ما رزقها به ، فلو كانت تشبه الأخرى ، لكان نصيبها الذبح اليوم ، ورضت بقضاء الله ، أما النعجة الثمينة ، فقد لقت جزاء ما صنعت ، من تباهٍ ، وتفاخر ، وتم ذبحها ، وبيع لحمها السمين .