في بادية الجزيرة العربية كان قيس بن الملوح يرعى الغنم والإبل مع ابنة عم له تدعى ليلى العامرية، وكان الطفلان يلعبان ويمرحان معاً طوال فترة الرعي، شب الطفلان على القرب من بعضهم البعض مما جعل شرارة الحب تتقد في قلبي الصغيرين البريئين، لكنهم لصغر وحداثة سنهم لم يعرفوا سبب هذا التعلق ببعضهم البعض.
كبرا الأطفال فكان لا بد طبقاً لعادات العرب أن يفرقوا بينهم، فمنعت ليلى من الرعي مع قيس، وهنا اتقد نار الحب في قلب الإثنين لكن نار الحب كان أقوى في قلب قيس، بعد فترة ذهب قيس لعمه طالباً يد ابنته ليلى للزواج، وهنا اختلفت الروايات قيل أن عمه رفضه بسبب الشعر الذي قاله قيس في
ليلى لأنه من عادات العرب إن قال أحدهم الشعر في امرأة لا يتزوجها، وقيل أنه كان هناك خلاف على الإرث بين والد ليلى ووالد قيس فرفض عمه زواجه لهذا السبب.
وفي رواية أخرى أن العم قال لقيس احضر لي مهر ليلى 100 من النوق الحمر وكان هذه النوق مشهورة ونادرة عند العرب، لكن قيس غاب فترة من الزمن وعاد ومعه مهر ليلى 100 ناقة حمراء، لكن فور وصوله صدم بأن عمه استغل رحيله وزوج ليلى من رجل يدعى ورد.
هنا فقد قيس عقله نهائيا على ضياع ليلى وكان يهيم في الصحراء ويقول فيها الشعر، وقال فيها قصيدة جميلة سمائها المؤنسة كانت تؤنسه بفراق ليلى ، ومن كثرة وجمال شعره في ليلى اشتكاه عمه للخليفة أن ذاك فأهدر دم قيس، وكان قيس لا يختلط بالناس حتى قيل أن أباه ذهب به للحج وطلب منه أن يتعلق بأستار الكعبة ويدعوا الله أن يخلصه من حب ليلى ، وفور وصولهم للكعبة تعلق قيس بأستارها ودعى الله أن يزيد قلبه حباً وتعلُقً بليلى.
وكانت والدة قيس تترك له الطعام في الخلاء ثم تذهب اليوم التالي فلا تجد الطعام فتعلم أنه بخير، وفي أحد الأيام تركت الطعام ثم رجعت فوجدته كما هو فعلمت أن مكروها أصاب قيس، فطلبت من شباب القبيلة أن يبحثوا عنه وبالفعل وجدوه ميتاً في الصحراء.