كان هناك فتى يدعى “إياس” يسكن مع أبيه في قرية نائية عن عمه, وأقاربه, و في يومٍ من الأيام طلب منه والده أن يذهب إلى عمه لكي يسامحه قبل موته، فذهب إياس مع والده إلى بيت عمه, وكان عمه رجل ثري يملك منزلاً ضخماً, وتجارة واسعة, وعندما دخلا إلى المنزل أحس “إياس” أنه غير مرحب بهما، فطلب منه أبوه أن ينتظره ليحكي مع عمه فانتظر “إياس” في مكان بعيد عنهما ولكنه مرئي؛
ورأى أباه يتوسل إلى عمه لكي يسامحه, ولكن عمه كان منزعجا ولا يقبل أن يسامحه, وقام بطرده من المنزل فرأى “إياس” عمه المتعجرف وهو يطرد والده بمذلة، فذهب إليه وطلب من أبيه أن كفاهما ذلا ولا بد لهما أن يذهبا, وإذا بصوت فتاة ينادى بألم عماه:”لا تتركني وتذهب, وتبكي بحرقة وتطلب من عمها بأن يسامح أباها, وهنا
تلتقي أعين كل من “إياس” و”ساري” للمرة الأولى، ويطلب أبوها منها الذهاب إلى غرفتها؛ وعاد “إياس” ووالده إلى قريتهما مع أماله الضائعة, وهنا سأل “إياس” والده لماذا يطلب من عمه السماح ؟، فأجابه والده لأنه كان يحب والدته ولم تتزوجه
وبعد أيام قليلة تمكن المرض من والد “إياس” وانتقل إلى رحمة الله، وإذا بإياس يحبس نفسه في غرفة بدموع الحزن ويرن الهاتف ولم يجب، وتتكرر نغمة الهاتف عدة مرات و أخيراً إياس يرد على التليفون ويقول من معي؟، فتقول “ساري” مجيبة: “ابنة عمك لقد قلقت عليك كثيراً ، لماذا لم تجب على الهاتف؟، فأجاب لقد انتقل عمك إلى رحمة الله، وهنا تبكي “ساري” مواسية “إياس” في عمها الراحل، وتوالت المكالمات بين “ساري” و”إياس”إذ تعلق بها كثيراً ، وقد أحبها من النظرة الأولى وكان يحلم بها ويفكر فيها، و”ساري” لم تختلف عنه إذ كانت تحلم به, وتفكر فيه
وذات يوم اعترف بحبه لها, وازدياد شوقه إليها، فقرر أن يذهب إلى والدها ويطلب يدها منه, ولما ذهب إلى أبيها لم يرحب به، فقال له “إياس” لقد توفي أخاك، فرأى “إياس” نظرة حزن في البداية، ولكنها بعد ذلك تحولت إلى نظرة لا مبالاة
فقال له “إياس” جئت لأطلب منك شيئا، فنظر إليه عمه وقال له أني أحب التبرعات ماذا تريد؟، سيارة , منزل, نقود، فقال له “إياس” لا جئت لأطلب منك يد “ساري”، فنظر إليه عمه باحتقار, وذله, وأهانه وطرده من بيته؛ فرجع “إياس” إلى منزله مع خيبة أمل؛ وإذا بالهاتف يرن، إنها “ساري”، فيجيب “إياس” بحسرة قائلا:”انسيني يا حبيبتي لقد فرقنا والدك، وتقول “ساري” له: “لقد وعدتني, وعاهدتني إنك سوف تفعل المستحيل من أجلي إنك خائن، هنا تدعي “ساري”على نفسها بالموت، وتمر الأيام وإذا بساري تصاب بمرض السرطان، وتتصل بحبيبها وتقول له: “إنها فرحة لأن الله استجاب إلى دعائها وأصيبت بالسرطان، وهنا تقع الكلمات كالعاصفة على قلب “إياس”حيث لا يستطيع النطق, والحركة, ويتساقط الهاتف من بين يده، وتمر الأيام وينصح الأطباء أباها بالسفر إلى الخارج للعلاج، وسافرت “ساري” مع أبيها للعلاج من مرض السرطان
أما “إياس” فقد باع كل ما لديه ليسافر إلى “ساري” ليقف بجانبها، فوصل إلى المستشفى وهو خائف من ردة فعل عمه عندما يراه، فطرق باب الغرفة، وإذا بعمه يقف أمامه ويقول له تفضل يا بني، لقد كان الحزن مخيم على وجهه، فدخل “إياس” الغرفة لرؤية “ساري” ويطمئن عليها، وعندما وقعت عيناه في عينيها أخبرها قائلا: “سوف تكونين بخير حبيبتي، ونتزوج وننجب أطفال”, ابتسمت “ساري”، وقال والدها لكما ما تريدان يا أحباء قلبي، ويتزوج “إياس” من “ساري” في المستشفى باحتفال الأطباء والممرضات بهما، وتخبر “ساري” إياس قائلة: “يا ليتني لم ادع بالمرض”،
وبعد أيام قليلة إذا بساري تصرخ من شدة الألم، ويذهب “إياس” مسرعاً إلى الأطباء ليفحصوا “ساري” ولكن المرض كان متقدماً ولم يستطع الأطباء إنقاذها، وإذا بها تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتطلب من “إياس” أن يتزوج بامرأة أخرى، ويتابع حياته وإذا رزقه الله بفتاة يسمها “ساري”، إذ أحبته بقدر حبها للممات بعد فراقه، وتنطق الشهادة وترحل.