كان هناك مملكة يحكمها ملك عظيم فأنجب أمير عرف من صغره بالعدل, والصدق, وعندما سار كبيراً تولى حكم المملكة؛ فأراد والده أن يزوجه أميرة تشاركه في حكم المملكة, وكان لهذا الملك ثلاثة أميرات من عمه, فسأل كل واحدة منهن ماذا تفعل إذا تزوجت الملك؟، فأجابت الأولى أنها سوف تصنع بطانية تكفى كل أ فراد المملكة؛ أما الثانية فجوابها أنها سوف تصنع فطائر تكفى المملكة, وكان جواب الثالثة أنها سوف تساند الملك وتقف بجانبه في حكم المملكة .
فقرر أن يتزوج من الأولى ولكن قبل الزفاف سألها عن البطانية التي صنعتها ؟فضحكت بصوت مرتفع وقالت له
إنها كانت تمزح . فتزوج الثانية فسألها عن الفطائر؟، فضحكت أيضا وقالت له أنها كانت حجتها لكي يتزوجها فغضب الملك وطلقها؛ فتزوج من الثالثة وعندما سألها كيف ستسانده وتقف إلى جانبه ؟ فأجابته أن الأيام كفيلة بأن تثبت صدق كلامها, وكانت حقا صادقة، فحقد عليها أخواتها وقرروا أن يدمروها، وعندما أنجبت الملكة طفلين جميلين
ولد له علامة في رأسه وبنت تضحك عندما تشرق الشمس وتبكى عندما تغرب الشمس .
ومن شدة غيظهما, وحقدهما على الملكة والملك قام أخواتها بخطف الطفلين ووضعهما بصندوق ,وألقاهما بالنهر، فوجدهما رجل صالح لا ينجب أطفالاً, وقام بتربيتهما هو وزوجته,وبتسميتهم أمير وأميرة, أما الملك والملكة فحزنوا حزناً شديداً وبحثا عنهما ولم يجداهما، وتمر الأيام والرجل الصالح وزوجته فارقوا الحياة إلى الأبد, وقبل موتهما تركا إرثاً لولديهما وحكوا لهما قصتهما، ونصحاهما بأن يذهبوا إلى مملكة الملك العادل، فذهب أمير وأميرة إلى مملكة الملك العادل, وشرعا يتجولان في المملكة, ويشاهدان المناظر الطبيعية الخلابة, فرأتهما خالتهما وعرفتهما من علامتهما فأرسلت إليهما ساحرة شريرة، وقالت لهما الساحرة أنها ستؤجرهما منزلاً مقابل مبلغ من المال، فوافق أمير وأميرة
وفي اليوم التالي جاءت الساحرة الشريرة إلى المنزل فوجدت أميرة تنظف المنزل فسألتها الساحرة الشريرة عن أخاها ؟ فقالت لها أنه ذهب إلى الصيد؛ فقالت لها الساحرة الشريرة إن منزلهما جميل ولكنه ينقصه ماء الجير الراقي فقالت لها أميرة وأين أجده؟فقالت لها الشريرة في جبل العجائب، فأتى أمير إلى المنزل وطلبت منه أميرة بأن يذهب إلى جبل العجائب ليحضر ماء الجير الراقي فرفض أمير وقال لها الجبل مليء بالمخاطر فحزنت أميرة
فقرر أمير بأن يذهب ليحضر الماء، وأعطى إلى أخته مرآة تنظر إليها لتعرف أخاها إذا كان في خطر، وذهب أمير إلى جبل العجائب فقابل رجل مسن، وأخبره بأنه يريد أن يذهب إلى جبل العجائب ليحضر الماء فقال له المسن إنه جبل مليء بالمخاطر، وإذا ذهبت عند ماء الجير سوف تجد أسدً، فإذا وجدته محمرة عيناه في اتجاه الشمس مفتحة فإنه نائم وإذا كانت عيناه مغلقة فلا تقترب منه فذهب أمير فوجده عيناه محمرة وفي اتجاه الشمس فأخذ ماء الجير وذهب إلى أخته ففرحت، ولكن الساحرة أتت اليوم التالي، ووجدت ماء الجير وأمير حي، فغضبت وقالت لأميرة أن منزلهما ينقصه الشجرة الذهبية فطلبت أميرة من أخيها، فذهب إلى جبل العجائب وقابل المسن، وأخبره بالخطر الذي سوف يواجهه، وقال له المسن توجد فى جبل العجائب حية كبيرة فإذا وجدتها ملفوفة حول الشجرة ومقفلة عينيها فلا تقترب فإنها سوف تقتلك, وإذا وجدتها مفتحة العينين وباتجاه الشمس وليست ملفوفة على الشجرة فإنها نائمة
فوجد أمير الحية نائمة فكسر فرع الشجرة الذهبية وذهب إلى أخته، وفرحت وزرعت الشجرة في منزلهما وازدهرت، وغضبت الساحرة غضباً شديداً فقالت لأميرة أن منزلهما ينقصه العصفور ذو الريشة الذهبية، فطلبت أميرة من أخاها وقال لها أنه جبل مليء بالمخاطر, فطلب منها بأن تنظر إلى المرآة فإذا وجدتها مسودة فهو في خطر ثم ذهب وقابل الرجل المسن فأخبره المسن أن كل الفرسان اللذين ذهبوا لإحضار العصفور تحولوا إلى صخور،فأصر أمير بأن يذهب، فقال له المسن سوف تجد مخاطر كثيرة ولكن عندما يأتي العصفور ويغني فوق الصخر اتركه لمدة نصف ساعة حتى تقبض عليه، فذهب أمير وواجه كل المخاطر ولكنه لم يصبر لنصف ساعة فانقض عليه العصفور وحوله إلى صخرة فاسودت المرآة فعلمت أن أخاها في خطر
فذهبت أميرة إلى جبل العجائب، وقابلت المسن وقال لها ماذا تفعل لتنقذ أخاها، وذهبت إلى الجبل فوجدت العصفور يغني على الصخرة فتركته إلى نصف ساعة ثم قبضت عليه، وقالت له أن يرجع أخاها فقال لها العصفور بأن تحضر ماء الجير, وترش به الصخور فتحولت الصخور إلى فرسان وكانت آخر صخرة هي أخاها، وشكرها كل الفرسان ورجعت مع أخيها والعصفور إلى المنزل، فغضبت خالتهما وعندما كانت تحكي لأختها بأن أولاد أختهما مازالا أحياء سمعهما الملك وعاقبهما، وذهب الملك والملكة إلى ولداهما, وانتشرت السعادة في كل أنحاء المملكة.