اخذت ” نوال ” تستمع الى صوت المطربة المفضلة لديها نجاة الصغير ، بصوتها المميز الجميل وهي تجلس على شاطىء البحر ، تعلو امواجه وتنخفض تثور كبركان هائج ، تذكرها الاغنية بتقلبات حبيبها وتغيره معها ، فمرة يكون عاشق ولهان ومرة اخرى يبتعد عنها بلا مبرر ولا سبب لا تفهم شيء كانت نجاة تغني بصوتها الحنون الدافىء :أنا بعشق البحر زيك يا حبيبي حنون وسعات زيك مجنون.
بعدها رددت بحزن شديد وحسرة قائلة : أحببتك ، نعم احببتك و لقد عشقتك ولا استطيع أن أنكر ذلك ، منذ أن رأيتك ورأيت عينيك والحنان بداخلهما ، فلا استطيع أن اتوقف عن حبك ، اعرف إنك لم تكن تحبني ولم تحبني يوما ، ولكن ماذا افعل في قلبي الغبي الذي عشقك بجنون وتعلق بك كالمرض العضال .
عشقتك بجنون ، واحببتك بكل
جوارحي ولا استطيع نسيانك بسهولة ، ولا استطيع البعد عنك تتهرب مني ، ولا ترد على مكالماتي ، و لكنني ما زلت احبك ولا اعرف كيف اتخلص من هذا الحب ، وهذا المرض اللعين ، نعم فحبك هو مرض اريد ان اتخلص منه واشفى .
اريد ان اقتله بداخلي ولكني لا استطيع ، لا اعرف كيف ، واليوم تسألني هل مازلت أحبك ، نعم مازلت احبك ، لكن أريد أن اكرهك لأنك لا تستحق هذا الحب الكبير بداخلي ، لا تستحق هذا الحب لقد خدعتني وجعلتني أحبك وأتعلق بك أخبرتني بأنك منفصل عن زوجتك واطفالك ، وبعد ان تعلقت وأحببتك اكتشفت الحقيقه بأنك لست كذلك.
مازلت أنت تعيش مع زوجتك واطفالك وتحبهم بشده ، وماذا عني أنا الآن ، ماذا افعل وماذا فعلت ذلك بعد أن جعلتني تعلقت بك ، تتركني اليوم كنت اقول لك دوما ألا تتركني ، ولكني أنا اليوم اتمنى ان اتركك ، أن ابعد عنك وعن هذا الحب المريض .
ولكني لا استطيع وكلما تذكرت تلك الأغنيه واستمعت لها ” أنا بعشق البحر ” ، تذكرتك معها ،ولا استطيع نسيانك اود الرحيل ولا استطيع الرحيل ، فهناك نار ومعركة بالسيوف حامية بين قلبي المريض بحبك و بين عقلي الذي لا يريد التخلص منك ابداً، اجلس مع نفسي ، وافكر لابد أن اتوقف عن هذا الحب ، لابد ان تتخلص من ذلك الحب ، فاقتله بداخلي ولكن كيف اخذت تنظر إلى البحر الهائج ، كان البحر ثائرا ، وكانه يخبرها بانه ، حزين عليها بشدة ، ولابد أن تتصرف تأخذ موقف حازم .
وهنا اوقفت الأغنيه التي تردد بصوت ناعم جميل “انا بعشق البحر زيك ياحبيبي حنون ” ، وأغلقت الهاتف ، وهي تقول سأبتعد عن كل شيء ، والقت الهاتف بكل قوة بكل ما يحويه من رسائل ، وكل الارقام التي عليه ، كانت تريد ان تبدا من جديد ، ألقت الهاتف وبعدها رحلت واخذت تجوب في الشوارع ، بلا هدف وبعدها وصلت الى المنزل ، وقالت لقد تركت كل شيء خلف ظهري ، فلن تفكر في ذلك المخلوق مرة أخرى ،فهو لا يستحق ابداً تضيع حياتها من أجله ، وسوف احقق هدفي ، فلا احد يستحق في الكون التضحيه والوقوف عنده وربط حياته بمن لا يستحق ، فالحياة تستمر فلا تتوقف عن البعض .