سيدة متزوجه تبلغ من العمر 34 عام لديها طفلان تأتي إلى العمل في المعمل من سنين وتتحدث معي أحياناً تشكي لي بعض همومها وانا استمع لها بصدر رحب فأنا احب الاستماع لحكاوي الناس كثيراً ومشاكلهم لن أنكر وهم يحبون استماعي لهم ، قالت لي بأنها حزينة على حالها وعلى ابنها البلغ من العمر 9 سنوات فالطفل ليس طبيعيا ومعقد نفسياً فتساءلت بفضول لماذا ، اخبرتني بسبب ما رآه يومها وشاهده ؟
رددت عليها بحيرة شديدة وعدم فهم قائلة :
– وماذا رأى الطفل ؟
نظرت لي طويلاً اخذت نفسيا عميق ثم قالت :
– كانت المشاكل كثيرة مع زوجي منذ سنوات وكنا مختلفين دوماً نتشاجر بسبب كذبه وخداعه لي وعدم قول الحقيقية ومشاكل وعدم تفاهم وقتها طلبت منه الطلاق لأنني تعبت من الخلافات وفي أحد الأيام جاء زوجي واخبرني بأنني ملبوسة بأحد العفاريت من الجن ولابد من الذهب معه لشيخ لاخراج الجن من جسدي
وبعدها صمتت تنظر لي بخوف وخجل .
وهنا لا انكر شعرت بالحماس فالموضوع يبدوا شيق جن وعفاريت وشيح يا للجمال ابتسمت لها مشجعة ان تكمل قائله :
– ها وماذا حدث ؟
نظرت لي وتنفست بعمق يبدوا أنها حقا ذكرى سيئة للمرأة ولا تريد تذكرها او انها اول مرة تخبر عنها احد وبعدها اكملت :
– كنت اعرف بأنني ليس بي شيئاً فانا اقرأ القرأن واواظب على صلاتي وليس بي شيئاً ولكنه هو المخادع والمحتال ولكني كنت اريد أن أرضيه لانه قال لي بأن الشيخ هو الذي سيفصل بيني وبينه لذلك ذهبت مضطره ، ورفضت أخبار أحد من اهلي واخذت ابني معي ولم اتركه عند امي حتى لا تسألني وتعرف شيء ذهبنا إلى منزل قديم ودخلنا عند الشيخ جلست على الأرض مع زوجي اخذ الشيخ يقرأ بعض الصور من القرأن الكريم وانا استمع عادي جدا لم أتأثر بشيء .
ولم اقول شيء واذا بالشيخ يضربني بعصاية من الخيرزان بقوة على قدمي واخذ يضرب في وانا ابكي بشدة من قوة الضربة واصرخ لان الضرب كان قوى والشيخ يقول بصوت عالي :
– انت ملبوسة بعفريت هو اللي بيخليكي متسمعيش كلام زوجك ويضرب العفريت وانا اصرخ من الالم واقول له بان الضرب مؤلم ولكنه لا يتوقف عن الضرب ويقول انا بضرب خلي العفريت يخرج من جسمك وتسمعي كلام زوجك وتطعيه وزوجى صامت يشاهد باستمتاع الضرب وخروج العفريت من جسدي وابني يصرخ كنت اشعر بكل ضربة على جسدى واعرف بأنني لست ملبوسة ولا شيء والرجل كاذب وخرجت من عنده وجسدى كله علامات من اثر العصاة والخيرزان على رجلي ويدي وظهري كنت اشعر بالألم الشديد ..
توقفت عن الكلام وانا لم استطع ان اتوقف عن الضحك وانا اتخيل المنظر امامي لدرجة انها اخذت تبكي فجعلتني ابكي معها وهي تقول :
– اعرف بأن زوجي هو من اتفق مع الرجل لعمل تلك التمثيلية السخيفة ليجعلني اتراجع عن الطلاق بموضوع العفريت هذا .ولم استطع اخبار اهلي بشيء..وسكت ولم اطلب الطلاق من جديد ولم افتح الموضوع ليس من اجله ولكن من اجل اولادي فهو لا يستحق .
في الحقيقية وهي تحكي كنت اشعر أيضاً بانها تمثيلية من زوجها لاخافتها للتراجع عن موضوع الطلاق والكف عن المشاكل والسؤال فإن الشخص الملبوس لا يشعر بأي ضرب ولا يبدأ الشيخ بالضرب إلا عندما يتحدث الجن بداخل الشخص ويريد منه الخروج ولكنني لم اقول شيء ولكنها تفهم بنفسها وهذا ما يؤلمها ..
فلا ادري لماذا لا يواجه الانسان نفسه وحقيقته ويريح الطرف الاخر فلماذا الكذب والخداع وحتى التمثيل في العلاقات الانسانية وكيف يفعل ذلك الزوج ذلك بزوجته ومن اين احضر وجائته تلك الفكرة الشيطانية فإن اعترف أبليس بشيء سيطلب من البشر تعليمه بعض الحيل والالاعيب ليكمل حياته معهم فلقد اصبحت طرقة قديمة جداً وغير فعاله مع طرق وابتكارات البشر الابشع من طرقه حسبي الله ونعم الوكيل في كل مخادع ظالم محتال يتلاعب بمشاعر وعواطف الناس لمصلحته هو .