تشارك “قيس بن الملوح” طفولته مع ابنة عمه “ليلى بنت مهدي بن ربيعة بت عامر” ببادية “نجد” أثناء العصر الأموي؛ وأحبها حباً شديداً منذ الصغر لم يعرف الزمان مثيلاً له، ومن شدة حبه لابنة عمه، أصبح الشعر يجري بعروقه مجرى الدم، فكان يمدحها ويتغزل بها في قصائده، مما أغضب والدها ودفعه إلى زواجها لغيره، ولكن نار الحب بقلب العاشق تزداد أضعافاً مضعفة بفراق حبيبه؛ إذ أخذ يبحث عنها
بكل مكانٍ مما أودى به إلى الجنون، ومن الجانب الآخر حبيبته لم تقوى على نار الفراق، ففارقت الحياة تاركة خلفها من جن جنونه بسبب حبها، فأصبح يقول العاشق المجنون:” لا ملك الموت المريح يريحني . . ولا أنَا ذُو عَيْشِ ولا أنَا ذُو صَبْرِ”، فاستجاب الرحيم لدعائه، ووكل ملك الموت بإراحته من جميع أوجاعه.