كان هناك شاباً صغير السن، حكمت عليه ظروفه القاسية برفقة أصدقاء سوء، انجرف معهم في تيار إتباع الشهوات واللذات، كانت من بينهم فتاةً جميلةً ولكنها لا تعرف عن العفة شيئاً، وقع الشاب في حبها، ويا لها من حسرةٍ؟! إذ أن قلبه يخفق لأول مرةٍ، ويغرم بفتاةٍ ولكنها ليست أهلاً لحبه، أحبها حباً كثيراً، ورغب في مشاركتها بقية حياته، وبادر بمصارحتها شعوره تجاهها ولكن للأسف فهي تملك شخصيةً غير شخصيته الطاهرة النقية، إذ طلبت منه أن يقابلها بمكانٍ نائي بعيداً عن الأنظار ليثبت لها مدى حبه وصدق مشاعره تجاهها؛ فذهب الشاب ولما وصل عندها،
أدخلته وأغلقت الأبواب وقامت بدعوته ليفعل بها ما حرم الله
فكانت صدمةً قاسيةً بالنسبة له حيث أن الفتاة التي أحبها من كل قلبه وعزم على الزواج بها رغم صغر سنه، تكشف عن حقيقة أمرها، ولكن الفتى مازال الإيمان يقبع بداخله، إذ تذكر الله وتذكر عقابه الأليم لمن يخالف أمراً من أوامره وإنها لكبيرةً من الكبائر، ولكن كيف يخلص نفسه من تلك الفتاة التي لا تخاف الله وتجاهر بمعصيته، وهي مصرة على فعلتها وغير متنازلة أبداً، فكر في حيلةٍ ماكرة ليخرج من مأزقه مخافة من الله
لقد ادعى أنه يعاني من مرضٍ خطير”مرض الإيدز”، وأنه يخاف عليها من أن تنتقل إليها العدوى، فأصابه الذعر عندما أخبرته بأنه لا داعي للقلق إذ أنها مصابة به من ثلاثة أعوام، فيا لجمال الخالق، إذ يعلم عبده المحب من قلبه ومن يدعي حبه، لأن الله يعلم أن حبه ساكنٌ بقلب عبده ” الشاب المراهق” نجاه من أخطر الأمراض، وكذلك نجاه من رفقة العاهرة، وأهم من ذلك قذف في قلبه محبة التوبة النصوحة
فعزم هذا الشاب على السير في الطريق المستقيم وعدم التخلي عنه مهما صادف في الحياة، إذ أعطاه الله الحليم بعباده فرصة ثانية حين أمهله ولم يعاقبه بذنوبه، وأعطاه درساً وعظةً حين كشف عن بصيرته نهاية الطريق الذي كان منغمساً به، فلو لم يخاف الله لحظة دعوة الفتاة له لكان أصابه المرض منتقلاً له منها، وما بعد هذا المرض إلا الموت؟!، وما بعد الموت على معصية وغضب الله إلا النار؟!