كان هناك ثعلب جائع ومر ذلك الثعلب بشجرة معلق عليها طبلة كبيرة، ولما كانت الرياح تهب كانت أغصان الشجرة تقرع الطبلة بشدة وبقوة، وسمع الثعلب صوت الطبلة فتتوجه ناحية مصدر الصوت، لأنه ظن أنه شيء كبير ضخم يمكنه أن يتناوله، فهجم الثعلب على الطبلة فوجدها جوفاء من الداخل على الرغم من ضخامة حجمها وقوة صوتها.
والعبرة التي يمكن أن نستخلصها من هذه القصة هي أن علينا ألا نغتر بمناظر الناس وهيئهم، فيمكن أن يكون ظاهره على عكس باطنه.
الحبوب والحمامتان:
كان هناك حمامتين أنثى وذكر، قاما بملئ عشهما الصغير بالشعير والقمح، فقال الذكر لأنثاه إذا وجدنا في الصحراء شيئا نأكله فلن نقترب أبدا مما قمنا بتخزينه في عشنا هذا، وإذا أتى الشتاء ولم نجد ما نأكله أكلنا مما خزناه في عشنا هذا، فوافقت الأنثى على رأي ذكر الحمام، وكانت الحبوب طرية ناضجة ولما أتى الصيف جفت الحبوب واضمحلت وقلت.
وأتى الذكر يوما فوجد الحبوب ناقصة، فظن أن أنثاه أكلت منه ولم يصدقها لم حلفت له، لكنه كان غاضباً جداً فقام بالنقر على جسدها بقوة حتى ماتت، ولما أتى الشتاء مرة
أخرى، رأى ذكر الحمام الحبوب ازدهرت في العش وكثرت.
فعرف أن الأنثى كانت صادقة ولم تكذب عليه، فوقف بجانب جثة الأنثى وقال كيف أستفيد من الحبوب والحياة من بعدك وقد ظلمتك وجرت عليك وكيف أعيد الماضي، وأستمر حزنه طويلاً حتى زهد الماء والطعام ومات حزناً على الأنثى وظلمه لها.
والعبرة التي يمكن أن نستخلصها من هذه القصة هي أن الندم والحسرة هي جزاء من يتعجل في تدبر الأمور وإطلاق الأحكام المتسرعة.
السرطان وذكر البط:
كان هناك ذكر بط يعيش في غابة بها بحيرة مليئة بالأسماك، ولما كبر في السن توقف عن الصيد فجاع كثيراً جداً ، فقرر أن يحتال من أجل أن يأكل، فرآه السرطان يوما وسأله ماذا بك أراك في شدة الحزن، فقال ذكر البط أنا حزين لأن الصيادين قرروا أن يستولوا على البحيرة وما فيها من أسماك، فقال السرطان سأخبر جميع السمك بما قلته لي منذ قليل وأحذرهم.
فأتى جميع السمك بسرعة لذكر البط وطلبوا من المشورة في أمر الصيادين، فقال ذكر البط لا نستطيع شيئاً في أمر الصيادين، ولكني أعرف مكاناً يمكنكم جميع العيش فيه ومكان جميل ورائع، فكان يحمل يومياً أثنين من السمك لمكان بعيد ويأكلهم ويعود، وقال السرطان لذكر البط خذني اليوم للمكان الذي أخذت فيه السمك، فحمل ذكر البط السرطان فلما وصل به لمكان قتله للسمك رأى عظام السمك، فقال السرطان لذكر البط سأحافظ على حياتي لأخر نفس في جسدي، فهجم السرطان على ذكر البط حتى عصر عنق بين كلاليبه فمات ذكر البط في الحال، وعاد السرطان للأسماك يخبرهما بما حدث معه ومع الأسماك السابقة.
والعبرة التي يمكن أن نستخلصها من هذه القصة علينا ألا نثق في الأعداء وتحذيراتهم حتى لو أظهروا لنا الطيبة وحسن الخلق، وعينا أن نباغتهم بقوة وسرعة شديدة ونحسن التصرف معهم.
الثلاث السمكات
كان هناك نهر صغير به 3 سمكات، وكانت النهر في مكان لا يرى بسهولة لانخفاضه عن مستوى الأرض، وكان الصيادون لا يعرفون بأمر النهر الصغير، ويوما رأى أثنين الصيادين النهر، فقرر أن يعودا في يوم آخر لصيد الأسماك الموجودة في هذا النهر، وبعد ذهاب الصيادين قفزت السمكة الأولى من النهر الصغير للنهر الذي يجاوره، أما الثانية فلما أتى الصيادين تظاهرت بالموت، فرماها الصيادين على الشاطئ، وقفزت هي بعد ذك أما السمكة الثالثة فقد استسلمت للصيادين فصادوها بكل سهولة ويسر.
والعبرة التي يمكن أن نستخلصها من هذه القصة أن الناس ثلاثة أصناف صنف يجتهد ويحرص على أفاده نفسه ويبعد عن يؤذيها، والصنف الثاني يتمهل ويتأنى فإذا وقع البلاء خلص نفسه في اللحظات الأخيرة الحاسمة، والصنف الثالث صنف عاجز يلهو ويلعب ولما يبتلى يقع عاجزا مستسلماً.