امل فتاة تبلغ من العمر 21 عاماً يشهد لها الجميع بالرقة والجمال اللافت للنظر، والشخصية الطيبة والصفات الرائعة، كانت امل لا تؤمن بالحب ولا تصدق قصص الحب التي تسمعها من زميلاتها واقاربها، فهي كانت تتمتع بشخصية جدية صارمة تميل دائماً إلى العمل والاجتهاد في دراستها فقط ولا تفكر في اي شيء آخر سوى عائلتها الصغيرة، إلا أن امرأ غريباً كان يحدث معها دائماً يثير قلقها، كانت كل ليلة تقريباً ترى في منامها حلماً به شاب وسيم يتقرب إليها وتقع في حبه ويطلب يديها للزواج، وكان الغريب في الامر هو كثرة تكرار هذا الحلم وظهور نفس الشاب حتى أصبحت تحفظ ملامحه تماماً على الرغم من انها لا تعرفه ولم تشاهده من قبل في واقعها .
وذات يوم اعلنت الجامعة عن رحلة ترفيهية الى احد المدن الساحلية، ففرحت امل وصديقاتها بهذه
العطلة وتحمسوا كثيراً لقضاء وقت ممتع قبل بدء امتحانات نهاية العام، سافر امل بالفعل مع صديقاتها وعاشت لحظات شيقة وجميلة يشوبها الضحك والمرح والجنون، وفي أحد الأيام طلبت منها صديقتها النزول للتسوق لتأتي ببعض الطلبات الضرورية، فنزلت امل تبحث عن احتياجات صديقتها وفي طريقها شاء القدر أن تصطدم بقوة بشاب طويل، التفتت إليه وهي في شدة غضبها وما إن رفعت عينيها إليه حتى تفاجئت بملامحه وهيئته، شعرت امل انها تعرف هذا الشاب او قابلته أكثر من مرة، ولكن سرعان ما تداركت الموقع واستجمعت غضبها الذي اخفته دهشتها وقالت له في توتر : كيف تصطدم بي هكذا ؟ عليك ان تتوخى الحذر، فقال لها باسلوب صارم وعصبي : انتي من كنتي تسيرين دون تركيز ولا وعي، اشعل رده واسلوبه غضبها من جديد لتصرخ في وجهه : أنت المخطئ في الاساس، تجرأ الشاب وامسك بيدها قائلاً : بل انتي المخطئة، تملكتها الدهشة من جرئته، سحبت يدها بسرعة وأدارت إليه ظهرها وأكملت طريقها.
تابعت امل طريقها وهي تفكر في هذا الشاب، انها تذكر ملامحه جيداً فكيف وأين رأته من قبل ؟ وكيف يتجرأ ويمسك يديها ليهز كيانها ويقشعر جسدها من تلك اللمسة !! ، فاقت من تفكيرها وشرودها على صوت إحدى صديقاتها التي التقت بها بالصدفة في الطريق لتخبرها أنه من المقرر إقامة حفلة مسائية على الشاطئ اليوم وإن الجميع مدعوون إلى هذه الحفلة، تحمست امل وابدت نيتها في الحصور، وبالفعل في المساء تجهزت امل وصديقتها وذهبا معاً إلى الحفل، وهناك تفاجئت بوجود الشاب الذي التقت به في الصباح، اختلطت مشاعر أمل في تلك اللحظة بين الضيق والفضول في معرفة من هو هذا الشاب الذي تسلل الى حياتها قدراً، ظلت امل تتابعه بنظراتها حتى لاحظ هو الآخر وجودها، أراد ان يقترب منها ويتعرف عليها إلا انه خشي رد فعلها ولكنه تجرأ بعد أن اكتشف انها صديقة مقربة لجارته، بدأ الشاب حديثه مع أمل بالإعتذار عما حدث منه في الصباح، وتقبلت أمل اعتذاره، وبدأ كلاهما في الحدث عن بعض التفاصيل والموضوعات المهمة، حتى نسوا كل من حولهم، ظلا معاً حتى انتهت الحفلة واضطر كل منهما العودة إلى منزله، إلا أن سحر الحب قد منعهما عن النوم تلك الليلة، قضت أمل الليلة وهي سعيدة وكيف لا وهي قد وجدت فيه فتى أحلامها الذي كان يزورها في منامها كل ليلة، بالفعل كان هو من تراه في أحلامها.
في اليوم التالي استيقظت امل مبكراً، وقررت في داخلها ان تلتقي به مرة أخرى قبل عودتها إلى المدينة، حيث أن الوقت المقرر للرحلة قد انتهى وعليها الاستعداد للسفر من جديد، بحثت كثيراً عنه ولكن لم تمكن من العثور عليه، فاضطرت إلى العودة دون ان تراه، لم يكن الشاب يعلم ان تلك الفتاة قد تركت الشاطىء والمنطقه بأكملها وعادت إلى مدينتها، ظل يبحث عنها بعدها لعدة أيام لكن دون جدوي، شعر هو الآخر بشئ غريب تجاهها، لقد انجذبت روحه إلى تلك الفتاة الغريبة، مرت عدة اشهر بعد هذا الموقف وعاد كل منهما إلى حياته الطبيعية دون أن يبدي اهتماماً كبيراً بما حدث، ولكن في الواقع لم يتمكن أياً منهما من نسيان الآخر او محو تلك الذكرى الغريبة من ذاكرتهما .
وذات يوم جاءت إلى امل دعوة لحضور حفل زفاف إحدى صديقاتها، فخرجت لشراء فستان جديد من أحد المولات، ومن جديد تكرر معها نفس الوقت، حيث اصطدمت بشاب اثناء سيرها، التفتت اليه، فإذا به نفس الشاب، سيطرت عليهما الدهشة لدقائق وهما غير قادرين على استيعاب ما يحدث، استغل الشاب الفرصة وعرض عليها الجلوس في أحد الكافيهات للتحدث قليلاً، وافقت أمل دون تفكير ، وهناك اعترف لها بحبه وإعجابه بها ورغبته في خطبتها، وأنه قد بحث عنها طويلاً، غمرت الفرحة قلبها وعادت إلى عائلتها تخبرهم بما حدث معها، وتم الاتفاق على عقد القران بعد سنة اشهر، الآن قد تزوجا ولديهما ثلاثة أطفال، ولا تزال أمل تحلم بزوجها كل ليلة، وتكتب مذكراتها بعنوان فارس احلامي لا أعرفه ولكني عشقته بجنون .
.
.
.