تدخل علياء إلى مكتب سيف بعد أن سمح لها العسكري الواقف أمام المكتب..
سيف(مبتسمًا):
-أهلًا بك.. ماذا تشربين؟
-لا شيء، شكرًا..
يرن الجرس فيأتي العسكري ويقول:اثنين قهوة.. أرى أنك لم تنامي(موجهًا كلامه لها).
- نعم، لم أنَم جيدًا الليلة السابقة وكيف أنام و...
سيف(مقاطعًا وبلهجة جادة):
-أهذا لأنكِ قتلتِ دكتور يوسف؟
قالت مرتبكة أو قل ارتبكت فقالت): ماذا تقول.. لا يمكن أن..
سيف(مقاطعا بشيء من السماجة):
-أعلم أنك لم تقتليه،إنني أمزح فقط (انفجر ضاحكًا).. فقط أردتأن نتحادث قليلًا كما قلت لك مسبقًا.
اسمعيني جيدًا، الوضع كالتالي.. قام يتمشى بهدوء ويشعل سيجاراته كأنه في عرض مسرحي، ثم أكمل:
-إن الدكتور يوسف رجل غريب حقًا، فهو امتلك الكثير من المال وبدلًا من أن يشتري سيارة ويتزوج حسناء.. اشترى عمارة حولها لمعمل كيميائي..
أكمل (ضاحكًا): ورجل غريب كهذا لا يموت إلا ميتة غريبة فهو مات محروقًا في شقة في الطابق الأول على الرغم من أن بابها كان مفتوحًا، ألم يستطع الهرب منه؟.. ألم يستطع القفز من النافذة؟.. بل إن الطابق الأول مهجور وشقته بالطابق الثالث ماذا دفعه للبقاء في الطابق الأول من الأساس؟
-يمكن أن...
رفع يده بحزم فابتلعت كلامها، وأكمل هو قائلًا:
-لقد شككت في ميتته.. وأجريت تحرياتي وقد عرفت أنك قد ذهبتِ إلى شقته في اليوم السابق للحادثة في حوالي السادسة والنصف مساءً..
-لقد كنت أعيد له محفظته لقد...
سيف(مقاطعًا):
-احكي لي بالتفصيل أرجوكِ.. فكما تعلمين "الشيطان يسكن في التفاصيل".. واعلمي أن القضية قد انتهت على أنها حادثة ولكني أتحدى نفسي ليس إلا..
وإن كان هناك شُبهة جنائية فأتوقعألا تكوني مشتبهتنا.
قالت: سأحكي كل شيء.
بعد انتهت من حكاية ما حدث منذ أن ذهبت للدكتور في مكتبه وحتى عادت من منزله.. وكانت منهارة من البكاء وصوتها متقطع، قال سيف بابتسامة:
-لا عليكِ.. وأيًا كان ذلك لا يثبت أي شبهة جنائية.. ولكنه يثير فضولي أكثر.
وأمر العسكري بإحضار عصير ليمون لها.. وتركها وحدها في المكتب وقال لها انتظري حتى تتمالكي نفسكِ وانصرفي.
تجلس وحدها وتشرب عصيرها بيدين مرتجفتين حتى يرن هاتفها فترد بسرعة.. تجد أن أمها تخبرها بأن هناك طرد قد جاء باسمها للمنزل، وأنه لا يمكن استلام الطرد بدون وجودها.
تذهب علياء على الفور للمنزل لترى الطرد.. وتفكر في سلسلة الأحداث الغريبة التي حدثت لها اليوم.. في الصباح تذهب للقِسم وبعدها يصلها طرد.. استغرقت في تفكيرها ونسيت جلستها المرعبة مع الضابط وبدأت في تخمين ما في الطرد وهي في الطريق.
يتبع....