رواية طالبة ولكن (الفصل السادس


تصل علياء للبيت وتجد أن نور قد وصلت قبلها بناء على اتصال أجرته علياء معها..
قد تصورت علياء طوال الطريق أن الطرد حسب خبرتها السابقة من الأفلام لا بد أن يكون صندوقًا متوسط الحجم بغلاف باهت اللون..
ولكن الحقيقة اختلفت كثيرًا.. لقد وجدت سيارة شركة خاصة تقوم بعمل يشبه البريد حيث تصل الطرود إلى أي مكان في الجمهورية بمقابل مادي..
وأعطاها العامل بعد أن رأىإثبات الشخصية ظرفًا أصفر من الورق المقوى، وبعد أن وقَّعَت الاستلام تركها ورحل..
سألتها أمها عن هذا الطرد.. فأجابت بأنه ليس شيئًا هامًا وستخبرها به لاحقًا.
دخلت غرفتها هي ونور.. فتحت الظرف ووجدت أسطوانة وورقة مكتوب فيها:
"جاءك من يوسف حمدان (رحمه الله) كنت أؤجل توصيل هذا الطرد يوميًا.. ليصلك بعد موتي بثلاثةأيام.. أرجوأن يصلك في الموعد..
إمضاء ميت".
نظرات عدم فهم بين نور وعلياء.. تقترح نور مشاهدة الأسطوانة.. فتقوم علياء بإحضار "اللاب توب" الخاص بها وتضع به الأسطوانة.. لم تجدا سوى مقطع صوتي واحد..
وكان صوت الدكتور.

في نفس الوقت في مكتب سيف.. يجلس سيف غارقًا في بحرٍ منالأوراقأمامه..
يقول: إذن لقد كان أكبر من مجرد أستاذ جامعة.
يسأله ملازم أول علاء:
-ماذا تقصد؟
سيف(وهو يمسك الورق):
-اسمع..

"وقد أتى من بلدته إلى القاهرة ليلتحق بكلية الصيدلة.. وبعد أن أتم دراسته تم تعيينه كمعيد في الجامعة.. وبعد سنتين سافر إلى روسيا لتحضير رسالة الدكتوراه..
ولكنه بقي هناك ما يقرب من عشر سنوات، اخترع فيها العديد من مضادات الفيروسات والاختراعات الطبية، ولكن أهم اختراعاته مسبِّب "متلازمة ستوكهولم"، والمضاد له، وباعه لشركة صينية بمبلغ 12 مليون دولار على ألايتخطىإنتاجه السنوي نسبة معينة.. "

يثني سيف الأوراق التي كان يقرأ منها): أظنأن موته لم يكن صدفة.
سأله علاء:
-وماذا تقترح؟
-أريدكأن تنزل إلى الحي واجلس في المقهى الذيأمام بيته وانقل لي ما يجري..
أظنأن أحدهم قد رأى شيئًا.
-تمام.

تسمع نور وعلياء صوت الدكتور قائلًا: "السلام عليكم.. أعلم أنني ميت، وأعلم أنالموتى لا يعودون للحياة(بلهجة ضاحكة). لا تقلقي، أنا بالفعل ميت.. وكنت يوميًا أؤجلإرسال هذا الطرد لمدة ثلاث أيام.. وها قد وصلك.. لا أعلم كيف مت فقد أكون غرقت أو حرقتأو حتى لم يجدوا جثتي.. ولكني أعلم أنني قد قُتِلت.. لا أعلم إنأثارت قضيتي الرأي العام.. أرىأنهمإن دققوا في الماضي سوف يرون الكثير مما يحب الناس أن ترى.. لا أعلم إنعلمتشيئًا مما اخترعت.. ولكن أيًا كان ما وصلك فهو ليس أخطرهم.. وأيًا كان ما صنعت فهو قد تم رغم إرادتي.. قد تتساءلي لماذا أرسلت إليك هذا..

يسكت قليلًا ليفكر في وصف مناسب).. فلنقل الخطاب.. لكنكِ سوف تفهمين، كل شيء عندما تذهبين أمام منزلي اليوم في الساعة العاشرة مساءً..

يضحك ويقول) قد تنقذين العالم دون أن تدري "
بعدها توقف الصوت.

تنظران لبعضهما البعض.. ثم تحدثت نور:
-لا تخبريني أنكِ تفكرين في شيء سوى تسليم هذه الأسطوانة للشرطة.
- حسنًا.. إننيأفكر بالذهاب حيث..
نور(مقاطعة بحدة):
-لا يمكن أن تكوني جادة.. لن تذهبي لأي مكان.. ستسلمين ذلك للشرطة، ولن تخاطري بالذهاب هناك.
- سنذهب لنري قد نكون قد ظلمناه
- وإن ظلمناه هل سيكفِّر ذهابنا ظلمنا له؟
-إنها وصية ميت واجبة التنفيذ.
- ولكنه ليس ميتًا عاد...
علياء(مقاطعة):
-أظنك تضخمين الموضوع.
نور(بانفعال):
-أضخِّم ماذا؟.. عالم غامض لا نعلم إن كان فاسدًاأم لا.. ولكنه اخترع اختراعات مُهلِكة..
وبعد أن مات محروقًا يرسل لكِ رسالة لتذهبي لمكان معين.. فيكون رد فعلك أنك توافقين على الذهاب.
- حسنًا.. اهدئي.
- لن أهدأ حتى تخبريني بأنك لن تذهبي.
- حسنًا.. سأفكر جديًا بعدم الذهاب.
- بل أخبريني أنكِ لن تذهبي.
علياء(بانفعال):
-حسنًا.. لن أذهب.

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك