بعد صلاة العشاء..
يجلس الشيخ عبد الرحمن مسندًا ظهره للمنبر يقرأ وِرده اليومي في مصحفه الخاص..
وفي وسط القراءة يقلب الصفحة ليجد ورقة صغيرة مطوية داخل المصحف..
صدَق وفتح الورقة ليقرأها والدهشة تعتريه:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من يوسف حمدان(رحمه الله).. أعلم أنني مت.. بل قُتِلت إن شئت الدقة.. وأعلم أنني عُذِّبت قبل قتلي.. ذلك كل ما أعلمه.. لكني لا أعلم إن قلت لهم ما يريدون.. لكن وإن قلت لهم.. فهناك فرصة لتنقذ ما تبقى.
أنت صديقي الوحيد وتعرف كل شيءأو ذلك ما تظنه أنت.. لكني أخفيت عليكأمرًا واحدًا.. أمرًا حدث أثناء عملي في روسيا.. سوف تصلك "علياء" في الساعة العاشرة مساءً اليوم أمام منزلي.
سوف تحتاج إليها.. طالبة ذكية وستساعدك - إن أتت-.. بالمناسبة قد تسمع عني بعد موتي أشياء لا تتخيلها.. لكنك تعرفني فلا تصدقها..
وأتمنىأن يصلك ذلك في الموعد وألا تؤخر وِردك.. فقد كنت أضع هذا الجواب يوميًا بعد جزء ونصف من علامة توقفك في المصحف. قد تعتبرها وصية واجبة التنفيذ لكنها ليست كذلك.. فقد تنتهي إلى نفس نهايتي إن قررت مساعدتي، ولكنني أوصيكأن تفكر بعقلك لا بقلبك.. وركِّز في أفعالك وخطط جيدًا.. فالخطوة الأولىالأهم دائمًا.. فالسر يكمن في البدايات دائمًا،
وإن قررت مساعدتي.. فلا تكن مثل:
"فم سعى خلال كتابة، مكان"..
فيقتصر دوره على همهمات مزعجة
أتمنى لك التوفيق
إمضاء ميت".
يمسح وجهه من الدموع ويعيد قراءته أكثر من مرة.. وفي كل مرة يتوقف عند الجزء الأخير فلا يفهمه.
نور تتصل بعلياء.. أول ما ردَّت علياء تكلمت نور قائلة:
-أخبريني أنك لا زلتِ بالمنزل.
- حسنًا.. أنا بالمنزل.
- ولن تذهبي؟
- لست واثقة.
- لقد اتفقنا مسبقًا على عدم الذهاب.. الله وحده يعلم من ينتظرك هناك.
- ولكننا لا نعرف قد يكون..
نور (مقاطعة):
-ولا يفترضأننعرف.. يجب أن نذهب للشرطة ونخبرهم.. ألم يستجوبك ذلك الرائد؟ لا تعندي فالذهاب ليس له فائدة..
علياء(مقاطعة بغضب):
-لن أذهب.. سلام.
- سلام.
تجلس علياء لتفكر بالأمر وتجد أن نور لها الحق في أن تخاف.. ولكنها لم تتحكم في فضولها وقررت خوض المغامرة.. تأخذ علياء الأسطوانة والرسالة وتضعهما في المظروف وتقنع والدتها أنها ذاهبة لنور لأنها مريضة وتنزل.
يتبع....