رواية طالبة ولكن (الفصل الحادي عشر)



منذ ثلاثة أيام..
يجلس سيف في مكتبه، يضع كومة من الأوراق أمامه ويفكر ويدوِّن بعض الكلمات من وقتٍ لآخر ليذكِّر نفسه بها.. تنتشله طرقات الباب من استغراقه في الأوراق.. يسمح للطارق بالدخول ويرفع رأسه ليراه فيجده الملازم أول علاء.
يدخل علاء سائلًا بتعجب:
-حضرتك هنا منذ أمس؟
سيف(يترك الورق ويتثاءب):
-نعم.
- لماذا؟إنها حادثة والأمر ليس بذلك الحجم.
سيف(وهو يشعل سيجارة):
-نعم، إنه أكبر من ذلك.. فالمجني عليه ليس شخصًا عاديًا، لقد اخترع العديد من الأشياء التي تجعل الكثيرين يسعون إليه.
- لقد أمرتني أن أراقب المنطقة.. ولكن لا يوجد شيء.. فقط حكايات الغموض التي كان يعيشها وكيف كان طيبًا و...
سيف(مقاطعًا):
-فهمت.. لا شيء مفيد.
- تعلم حضرتك كيف يكِّون الناس هالة من الغموض حول الموتى.. ما بالك بالميت محروقًا.
- حسنًا.. ألم تجد شيئا بسيارته أيضًا؟
- لا شيء.
- حسنًا.. لقد فعلت ما بيدك.. أظن أن حيرتي لن تهدأ الآن.
علاء وهو يشير إلى إحدى الصور على المكتب:
-من هذه التي في الصورة؟
- إنها علياء، أحد الأسماء التي ظهرت كثيرًا أمامي.. فعندما سألت عن الطلاب المفضلين للقتيل في الكلية ظهر اسمها.. وعندما سألت عمن زاره في ليلة الحادثة ظهر اسمها أمامي كذلك..

يتنهد سيف بعنف ويقول):
-ولكن يبدو في النهاية أنها نهاية مسدودة على الرغم من الشكوك التي تثيرها في نفسي.
- تقصد الشكوك الناتجة عن مقابلاتها لعبد الرحمن؟
سيف(وقد استيقظت حواسه دفعة واحدة):
-ماذا؟؟ قابلت من؟
علاء(بارتباك):
-لقد رأيتها وأنا على القهوة تقابل عبد الرحمن أمام بيت المجني عليه وتسلمه مظروفًا وتذهب معه.
سيف(بغضب وقد أطفأ سيجارته بعنف):
-ولم يثر ذلك أدنى شك لك يا حضرة الضابط؟؟
- بل شككت به، فذهبت وسألته فقال إنها قريبته من بلدته وقد أتت لتسلمه إيجار الأرض.
سيف(وهو يطرق على المكتب بعنف):
-تسلمه الإيجار في منتصف الشهر؟.. هيا بنا الآن.
خرجا من الباب وأغلق سيف الباب بعنف خلفه.

أجرى سيف بعض الاتصالات حتى عرف أن علياء في منزلها، فأمر علاءأن يذهب للمنطقة ويتحرى عنها ويجمع ما يمكن جمعه عنها ويراقبها طوال اليوم وإن لاحظ أي شيء غريب أن يخبر سيف فورًا..
بعدها بساعة على جهاز اللاسلكي:
-أظنأن هناك أمرًا غريبًا قد حدث اليوم؟
سيف(بحماسة):
-ماذا حدث؟
- هناك شركة بريد خاصة تسمي "السهم الذهبي" قد أتت وانتظرت أمام المنزل ما يزيد عن نصف ساعة أمس حسب أقوال أحد جيران علياء.
- أجرِ لي بحثًا على هذه الشركة، أريد أن أعرف مقرها اليوم.
- ولكنك أمرتني بمراقبة علياء.
- انسَ أي شيء ما عدا هذه الشركة الآن.
-عُلِم وجاري التنفيذ.

بعدها بقليل، جاء أمر لسيف بالتحقيق قي جريمة قتل جديدة.. سائق شاحنة تم قتله عن طريق قناص برصاصة في جبهته على الطريق الصحراوي.
يذهب سيف هناك وبمجرد وصوله يتصل بعلاء ويطلب منه أن يأتي على وجه السرعة.. وعند وصول علاء.. يستقبله سيف قائًلًا:
-وجدتها قبلك (ويشير للسيارة).
علاء(مصدوم):
-إنها سيارة الشركة.
سيف(وهو يشعل سيجارة):
-وسائقها قد قُتِلَ بواسطة قناص.
-وأين يتمركز قناص في هذه الصحراء؟ أظنه سيكون مكشوفًا.
سيف(بسخرية):
-لقد أكثرت من مشاهدة الأفلام .. القناص ليس شرطًا أنيتخفى ويحمل سلاحه في حقيبة آلة الكمان.. قد يكون بمنتهى البساطة من سيارة أمامه.
-انظر.. هناك كاميرا على جانب السيارة.
سيف(وهو ينفث دخان سيجارته):
-أعلم..
-أعتقد أن المدير أو ما شابه يطمئن على وصول الطرود لأصحابها.
- نعم، هناك من يطمئن، ولكنه ليس مدير الشركة.. لأنه لا يوجد مدير للشركة.
علاء(بتعجب):
-لا أفهم..
سيف(يلقي سيجارته على الأرض): سيظل اسم علياء لعنة تظهر في كل الجرائم..

ثم يوجه كلامه لعلاء):
-هل دخلت الفرقة المسرحية في المدرسة مسبقًا؟
-لا أفهم لكن..
سيف(مقاطعًا بجدية):
-هل مثَّلت مسرحيات في حياتك من قبل؟
-نعم، مرة.. منذ زمن طويل.
سيف(مبتسمًا):
-أرجوأن تكون قد استفدت من تلك التجربة.. لأنك ستحتاجها.

يطفئ السيجارة بحذائه):
-!!!!!!!!

في صباح اليوم التالي، سيف يحادث علاء على اللاسلكي قائلًا:
-أينأنتالآن؟
-في الجامعة.. عبد الرحمن وعلياء أمامي.
- جيد لا تتركهما.
- لكنهما انفصلا.
- أين اتجه كل منهما؟
-قابلت علياء نور، واتجهتا لمدرج المحاضرات.. واتجه عبد الرحمن للمبنى الإداري.
- إذن.. اتبع عبد الرحمن.
- لقد دخل مكتب الدكتور.. هل أدخل خلفه؟
- لا.. انتظر.
- لقد خرج.. لم يكمل خمس دقائق.
- كفى، هذا سلم المراقبة لأحد آخر وتعالَ المكتب.

لاحقًا في نفس اليوم.. تأتي معلومات بوجود علياء وعبد الرحمن في المقهى فيذهب علاء وسيف هناك.. يجلس علاء وسيف في مكان بعيد بحيث يريان عبد الرحمن وعلياء، ولكنهما لا يسمعان شيئًا.
يتكلم علاء قائلًا:
-ولكني لا أعلم لماذا دخل المكتب فهو لم يتأخر؟
- لقد دخل ليأخذ شيئًا..

أخذ نفسًا من السيجارة) ثم أكمل:شيئًا محددًا.
- ولكننا يجب أن نسمع ما يقولان،أليس كذلك؟
سيف(مستهزئًا):
-لقد تفوقت عليَّهذه المرة.
علاء(بإحراج):
-حسنًا.
هنا يخرج عبد الرحمن ورقة من جيبه..

تجلس علياء مع عبد الرحمن ويتناقشان، تتحدث علياء قائلة:
-وماذا وجدت في الخزنة؟
عبد الرحمن(بتعجب):
-أية خزنة؟.. لا يوجد خزنة.
-لقد توقعت أنها خزنة مختفية خلف ساعة الحائط.
عبد الرحمن(وهو يخرج السواك):
-حسنًا، لقد كانت ساعة حائط حقًا.. ولكن ملصق بها من الخلف ورقة..
علياء(مقاطعة باندفاع ):
-إذا كان ملتصق بها جواب.. أين هو؟
-اصبري قليلًا.. إنه لم يكن جواب، إنه قصة.. قصاصة ورق بها قصة
-!!!!
-سأقرأه عليك(يخرج الورقة ويفتحها).

هنا ينادي سيف أحد العاملين بالمقهى ويشرح له أنه ضابط شرطة وأنه يريد أن يسمع أيًا من كلام هذا الرجل(ويشير على عبد الرحمن) ويوصل ما سمع له فورًا..
فذهب العامل وفعل ما طلبه منه سيف، وعاد بعد قليل..
علاء(بلهفة):
-ماذا سمعت؟
العامل(بارتباك):
-لم أسمع شيئًا.
سيف(بابتسامة):
-بالطبع سمعت ولو كلمة.. أيجب عليَّأن أنعش ذاكرتك؟(بلهجة تهديد).
العامل(بتردد):
-لقد سمعت كلمتين ولكنها دون فائدة.. علاء(مقاطعًا):
-اترك لنا هَمّ تحديد الفائدة.
سيف سائلًا:
-ما هما؟
قال العامل
-"والكَيِس من يفهم"علاء(ينظر لسيف):
-أظن أنه يجب إرسال شخص آخر ليقاطعهما مرة أخرى.
سيف(يضم يديه ويستند عليهما ويكرر بلحن): "الكيس من يفهم.. الكيس من يفهم.. الكيس من يفهم".
هنا يغلق عبد الرحمن الورقة.

ينظر سيف لعلاء )ويقول: حان موعد مهاراتك المسرحية.. أتمنى أن تنجح في ذلك الاختبار.

ثُمَّ إنِّها تَماوَتَت فَطَفت على وَجهِ الماءِ مُنقَلِبَةٍ على ظَهرِها تارَةً، وتارَةً على بَطنِها؛ فأخَذَها الصيادان فَوَضعاها على الأرضِ بَينَ النهرِ والغديرِ؛ فَوَثَبَت إلى النهرِ فَنَجَت. وأمّا العَاجِزَةُ فَما تَزَلْ في إِقبالٍ وإِدبارٍ حَتّى صِيدَت).
أعجبتني هذه القصة.. والكيس من يفهم.. "
يقاطعهما أحد العاملين في المقهى ليسألهما عنما يطلبانه.. فيطلب قهوة وتطلب هي عصيرًا على عَجَل فهي تريد أن تعرف باقي الرسالة..

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك