لم تذهب نور أو علياء للكلية ليومين منذ الحادثة.. وقد اتفقتا أيضًا على ألا تحكيان ما عرفتا لأحد.. فهو رجل شرير ولكنه أيضًا رجل ميت.
فلتتركا من يريد أن يحزن عليه يحزن.. من يريد أن يعدد صفاته الحميدة فليفعل لن تمنعان أحدًا من البكاء على الأستاذ القدوة.. لن تفضحاه، فالأمر اختلف الآن.
بل ستحزنانأيضًا عليه.. فللميت حرمته.
وبالفعل قد حزنتا .. ولم تأتيا بذِكر المحفظة التيأخذتها نور من علياء لاحقًا لأحدٍ، ولم تفسران ما اكتشفتا لأحد.. ظلَّ الأمر بينهما.
وفي صباح اليوم الثالث بعد موته.. كانت تتحدث علياء لنور في الهاتف حتي نفذت البطارية فذهبت علياء للتليفون الأرضي ليتحدثا به.. وقد رن الهاتف وهي ذاهبة إليه.. ترد علياء معتذرة:
-لقد نفذت البطارية اعتذر (معتقدة أن الاتصال من نور).
فيرد عليها صوت خشن:
-هل أتحدث مع علياء مصطفى السيد؟
علياء(بارتباك):
-نعم.. من معي؟
فيرد نفس الصوت:
-الرائد سيف المصري.. مباحث عامة.
علياء(بوجوم):
-ماذا؟.. ماذا حدث؟؟
-لا تقلقي.. أردت فقط أن نتحدث قليلًا ولم أرِدأنأرسل لك سيارة شرطة.
فأنا أعلم ما تسببه أضواء سيارات الشرطة من إحراج.
-لماذا؟ ماذا حدث؟
-أراكِ غدًا.. في العاشرة.. إلى اللقاء (ويغلق الخط).
تتصل بعدها علياء بنور وتحكي لها ما حدث وكيف طلب الضابط أن يتقابلا..
فتحاول نور طمأنتها.. ولكنها تفشل.
في مساء نفس اليوم..
يجلس الشيخ عبد الرحمن بعد صلاة العشاء في المسجد يقرأ وِرده اليومي من القرآن.. فهو
ما شاء الله- محافظ على قراءة نصف جزء من القران يوميًا في نفس الميعاد بعد صلاة العشاء، ولم يقطع ذلك الوِرد يومًا منذ أن بدأه منذ حوالي أربع سنوات..
لم يقطعه حتى منذ يومين عندما توفي صديقه يوسف حمدان.
يتبع....