أمام عمارة الدكتور..
الجو مضطرب وازدحام شديد.. ما بين مشاهدين وسيارات إسعاف ومطافئ،الكل يشاهد ذلك الحريق في العمارة.. وما إن تهدأ النار حتي يحدث انفجار آخر فيها.. ويقف الناس بين متحمس للمنظر ومستمتع وبين خائف ومشفق..
من بين هؤلاء تجد شابًا في الثلاثينات من عمره يدعى عبد الرحمن، بجلبابه الأبيض يدمع في وقارٍ يلائم لحيته الطويلة وهو يشاهد الجثة وينظر للساعة التي ذابت مع الجلد وأصبحا كيانًا واحدًا..
قبل أن تُغطَّى وتُسحَب من أمامه.. ينظر في انعدام وعي لـ سيف المصري ضابط المباحث وهو يسأله:سيف(وهو يشعل سيجارة جديدة):
-هل هو دكتور يوسف حمدان؟
يكتفي عبد الرحمن بإيماءة من رأسه، فيؤكد سيف:
-واثق؟ إن الجثة مشوهة من الحريق تمامًا..
يرن هاتف سيف الخاص فيجيب بسرعة ويبدو عليه الاهتمام
سيف(يتكلم في الهاتف وينتظر ليسمع محدثه ثم يكلمه):حسنًا.. أنا أمام المنزل.. نعم.. يوسف.. لقد مات.. لقد انتهى الأمر.. لا.. لا يوجد أية خطورة، لا تقلق.
ثم يغلق الخط وينظر لعبد الرحمن ويسأله):هل أنت متأكد من كونه هو؟
-إن العمارة كانت ملكه ولا يسكنها غيره.. وكذلك يكفي النظر ليده لترى ساعته التي لم تفارقه يومًا.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
-أعلم أنك كنت صديقه الوحيد.. ولكننا في حاجة للتأكد من كونه هو.
-إنه هو.. أنا متأكد.
سيف(يشعل سيجارة): حسنًا.. ستأتي لي غدًا لنكمل الإجراءات.
يومئ عبد الرحمن وينصرف.. بينما يشعل سيف سيجارة جديدة.
ينادي سيف مسئول قوة المطافئ الموجودة:
-متى ستنتهي هذه الفوضى؟
- لا نعلم.. فكلما سيطرنا على الحريق اشتعل من جديد.. فهو حريق كيميائي.
- حسنًا.. إنها ليست المرة الأولى لك لتقف أمام حريق كيميائي.. متى سينتهي؟
- لا أعلم حقًا.. إنني قد تصديت لحرائق بمصانع كيميائية ولكنني لم أرَأبدًا مثل هذا.. كمية الانفجارات توحي بأن صاحب العمارة يحضر المتفجرات كهواية بعد أن ينتهي من عمله (ويضحك).
ينظر له سيف نظرة جدية ويرمي سيجارته على الأرض):
-أريدأن ننتهي بسرعة..
وينصرف من أمامه).
يتبع....