في منزل علياء في صباح اليوم التالي، تجلس هي ونور سويًّا، تبدأ علياء الحديث قائلة:
- ليتنا كنا سويًّا لتساعديني على وصف ما رأيت.
-لقد فهمت من حديثكِ ما رأيت.. دكتور كيمياءورأيتِ في منزله دخان ناتج من تجربة كيميائية.. ماذا في ذلك؟
علياء(بنفاذ صبر):
-ركزي قليلًا.. لقد أجرينا العديد من التجارب ودخلنا المعمل مئات المراتوأستطيعأنأخبركِ بكل تأكيد أن هذا الدخان لم يكن عاديًا على الإطلاق.
نور: لقد قلتِ إنه لم يفتح الباب كليا.
- صحيح.. لم يفتح الباب كليا ومع ذلك رأيت ذلك الكم من الدخان.. ذلك يدل على أنه كان كثيفًا جدًا.
-لم يكذب في شيء، فعندما دخل المدرَّج أول مرة قدَّم نفسه كدكتور وعالم كيمياء حيوية وعقاقير ماذا في ذلك؟
- إنه لا يمتلك مالًا ليكون لديه معمل في بيته.. إنه لم يغيِّر بدلته منذ سنتين.
نورضاحكة:
-وأيضًا سيارته يُضرَب بها المثل في الصبر.
- من أين له المعمل؟بل من أين له عمارة كاملة؟والأهم من هذا وذاك ما أمر المحفظة؟ لماذا أنكرها؟؟
- حسنًا.. هذا ما أراه غريبًا.
-إنه يخبئ لغزًا ما.. أظنه لغزًا كبيرًا.
نور بتشكيك:
-وهل تريدين أن تعرفي ما هو اللغز؟
- بالطبع.. هل لديك فكرة كيف نعرف؟
-لا أعلم.. ولكن لماذا لم نفكر من قبل في معرفة فيم كانت رسالة الدكتوراة الخاصة به.
- صحيح سيفسر ذلك الكثير ولكن كيف نعرف؟
- سمعت أن موقع الجامعة يوفر بعض المعلومات عن الدكاترة والأساتذة فلنرى.
* * *
بعد البحث تقول نور:
-إن الموقع لا يوفر معلومات عن كل طاقم التدريس.. فقط مجموعة منهم.
-لنجرب حظنا.
- إنه هنا ما معنى هذا؟!!
علياء(تقرأ المكتوب أمام اسمه): "دكتوراه عملية"
- هذا يعني أنه اخترع شيئًا ما؟؟
- قلت لك إنه أكبر من مجرد أستاذ جامعة.
- لنجري بحثًا عنه.
-أعطِني هذا لأجرب.(وأخذت "اللاب توب" منها
دخلت على محرك بحث مشهور وكتبت:"د.يوسف حمدان"
ضغطت زر الإدخال، وجدت موسوعة علمية شهيرة غالبًا ما تستعين بها في أبحاثها العلمية ضمن أوائل النتائج.. ضغطت عليها لتُفتَح نافذة مكتوب بها:"دكتور يوسف حمدان محمد علي، ولد في ..."
واستمرت سيرته الذاتية حتي وجدتا عنوانًا فرعيًا
"اختراعاته"
"اخترع الدكتور يوسف العديد من الفيروسات والمضادات لها أثناء عمله في مصر، وكذلك أثناء سفره لروسيا.. ولكن يبقي أكبر اختراعاته اكتشاف يسبب (متلازمة ستوكهولم) لفترة زمنية معينة والمضاد له..."
نور(بعدم فهم): ما هذه المتلازمة؟
علياء(وهي تفتح صفحة بحث): شيء جديد لدرجة أننا لا نعلمه.. أو خطير لدرجة أننا لم نقابل مصابًا به.
وكتبت في صندوق البحث:"متلازمة ستوكهولم"، ودخلت على أولى النتائج وكانت في نفس الموسوعة:
"متلازمة ستوكهولم هو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف.
أُطلِقَ على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا هناك مجموعة من اللصوص على بنك "كريديتبانكين" واتخذوا بعضًا من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام عام 1976. في خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفيًا بالجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.
وقت قليل من الوجوم.. ثم بدأت نور بالتساؤلات بسرعة لدرجة لا تسمح لعلياء بالإجابة حتى.
* * *
بعد أن استطاعت علياء أن تشرح لنور ما استطاعت هي فهمه..سألت نور:
-ولكني لا أفهم ما أهمية فيروس كهذا أساسًا؟.. ماذا يجعل شركة صينية تشتريه بمبلغ 12 مليون دولار وهو تحت التجربة؟
- تصوري أن الدولة أوأيًا كان من يحمل هذا الفيروس استطاع أن يوصله لكِ..
سوف تصبحين مِلكًا له حرفيًا.. فهو قد يفعل أي شيء بكِ ومع ذلك لا تعترضين ولا تشتكين.. بل تدافعين عنه ضد من يشتكيه.. والسؤال ليس هكذا.. بل قولي دكتور يوسف الذي لا يملك ثمن بدلة جديدة ماذا فعل بال12 مليون دولار.
- سؤال منطقي..
- نحن لا نعلم الكثير.. ولكننا نعلم أن الدكتور ليس جيدًا كما يبدو للناس.
- لنواجهه في الكلية .. سيعلم الجميع حقيقته.
- سنفكر فيما سنفعل.
-بدون تفكير.. يجب أن يعلم الجميع حقيقته.. يجب أن يعلموا أنه شخص بدون ضمير.
-حسنًا.. ولكن سنفكر في طريقة لفعل ذلك.
يتبع....