بقيت النهار كامل وأنا كنفكر في هاداك السيد، وكنقول راني تسرعت، علاش قلت ليه يجي، دابا يعرف الماضي ديالي ويعرف أنني والدة من الزنقة وباللي مسخوطة كنت سبب وفاة بابا وكنت سبب مرض ماما وقطيع البزولة ديالها، وخوتي حالفين ما يشوفو في وجهي، وبديت نقول آش درت أنا بقى لبويا غير الزواج، أنا وجه الزواج ولا وجه الدار والعائلة، وبديت نبكي تاني، وهو يدوز من عند الله الشاف عبد الكبير اللي خدمني في الشركة نهار الأول، ولقاني نبكي وهو يجلس احدايا وقال لي مالك أكوثر ؟ ياك ما كاين باس ؟ واش اهضر معاك شي حد في الخدمة ؟ واش وصال عندها شي حاجة ؟ قولي الللي خصاتك أنا موجود بحال خوك، قلت ليه حتى حاجة أخويا عبد الكبير، وهو يقول : ومالك ؟ قلت عاودت ليه القصة ديال هاداك السيد كاملة وهو يبدا يضحك وقال لي وحتى انتي راك مدوخة على مالو ؟ يلقى أحسن منك ؟ الحمد لله انتي شابة زوينة ومخلقة وبت عائلة، نساي علينا هاديك الشهور اللي فاتت راه ما كايناش شي وحدة ما عمرها خرجات مع الرجال ومع الدراري في هاد الزمان، انتي راك غير مرة وحدة وتصيدتي وكتب عليك اللي كتاب، أما البنات راهم يقيلو يدورو في الديور والزناقي وفي الأخير يمشيو للطبيبة ويرجعو كيف كانو ويتزوجو من نهارهم بحال إلى حتى شي حاجة ما كانت، راه ربي بغى يحن عليك ويعوضك على ما فات، راك إنسانة مؤمتة الصلاة والدين والصيام لله الحمد والله الركة كلها كتشكر فيك من الخدامة حتى للباطرونا، توكلي على الله وعرض علينا نفرحو بيك، وقنعني مسكين وحايد لي هاديك الأفكار الكحلة من راسي، وقررت صافي نوافق إلى جى عندي هاداك السيد وقبل على بنتي تعيش معانا، ورجعت للدار طايرة، وفي الباب ديال الدار لقيت مولات الدار كتستناني وهي كتبتاسم في وجهي.
وصافي قلت ليها إلى بان ليك يصلح ليا أحبيبتي صافي ما عندي ما نقول راه انتي اكبر مني وعارفة احسن مني، ولكن مشكلة وحدة هي اللي كاينة، قالت لي ىشمن مشكلة الله يهديك أبنتي ؟ عرفتك غاديا تقولي لي بنتك وصال، ألالة كوثر بنتك راه هضرت معاهم عليها وقلت ليهم كلشي، وقلت ليهم باللي راك تعرضتي لاغتصاب وكانت هي الضحية ديال واحد ولد الحرام تصلط عليك، وقالو لي مسكينة، وقالو لي راه يعاملها بحال بنتو وراه فيها حسنة وفيها الأجر، يعني غير قولي بسم الله وتوكلي على الله، وراه عايش بوحدو عندو برطمة في المعاريف، وكان سادها وساكن مع والديه هنا في الدرب من بعد الطلاق، وراكم غادين تمشيو تسكنو في المعاريف من بعد.
فرحت بزاف وهي هزات التلفون واتصلت بيهم وقالت ليهم عروستنا راها موافقة، وأنا كنسمع الصوت ديال الزغاريد من التلفون خارج، كانت ماماه كتزغرد، وفي الغد اتاصل بيا عزيز وقال لي راه فرحان بالموافقة ديالي وأنه غادي يحاول يعيشني أحسن عيشة إن شاء الله، وملي خرجت من الخدمة لقيتو واقف قدام الخدمة وركبت معاه في الطوموبيل وقال لي غاديا تمشي معايا نشري ليك شي حاجة، ومشيت معاه لواحد البوتيك ديال الذهب، وقال لي عزلي شي خاتم باش نجيبو ليك في الخطوبة إن شاء الله، وبان لي مزروب على الزواج، وشرينا خاتم وسلسلة وبراسلي، ورجعنا، ونزلني حدا الدار وقال لي راه غادي يجي هو ماماه واختو في نهار السبت باش يخطبوني رسميا، وأنهم بغاو يوجدو للعرس مباشرة من بعد الخطبة، وقلت ليه ما كاين مشكل، غير نعلم ماما وأحبيبتي باش تكون في راسهم، قال لي يا الله تهلاي في راسك وفي وصال.
ومشيت قلتها لحبيبتي واتصلت بي ماما وقلتها ليها وفرحات بزاف وبقات تبكي وتزغرد مسكينة، وقالت لي غاديا نجي عندك غدا إن شاء الله نوجد معاك ونحضر معاك أبنتي، وغاديا نشوف مع خوتك إلى بغاو يجيو معايا الله يهديهم.
ودازت الخطبة زوينة وجات أم عزيز واخواتاتو بجوج وخالتو وشي ناس قرابين منهم، وأنا حضرات معايا ماما وخالتي وعبد الكبير الشاف ديالي، وشي بنات خدامين معايا صحاباتي، وبنت احبيبتي وراجلها، وشحال خالتي بكات مسكينة وطلبات مني السماحة وقلت ليها انتي ما عليك والو، وحتى راجلك راه مسكين خاف على سمعة بناتو، وصافي الأمور دازت بخير، وكتبنا العقد ديال الزواج نهار الثلاثاء، ومن بعد صافي وليت كنخرج مع عزيز أنا وصال، وتهلى فيها بزاف وخلاها حتى هي كتموت عليه، وبدات كتقول ليه بابا، وهو فرحان بيها بزاف ما كيخلي ما يشري ليها، وأنا فرحت بزاف وبديت نوجد للعرس أنا وياه.
اعملنا العقد ديال الزواج أنا وعزيز وبدينا كنوجدو للعرس، ولكن المشكلة هي أن طليقة عزيز خرجات لينا من الجنب، تصورو أنها كانت قبل ما ندخل أنا لحياة عزيز كتمنع عليه يشوف اولادو وكتحاول تكرههم فيه، قليل فين كيشوفهم مسكين، وملي عرفاتو تزوجني ووصلاتها الأخبار ديالنا بدات كتعيط ليه كل ساعة، مرة ولدك مريض، مرة راه اولادك كيبكيو توحشوك وبغاو يشوفوك، كل مرة حجة، وأنا كنت كنقول ليه ماشي مشكل راهم اولادك، وهوما محتاجين ليك، ولكن هو كان كيبان لي مخبي شي حاجة، فينما كيجي من عندهم كيبان لي مغير ومهموم، وحاولت معاه وبزز قال لي واحد نهار ما باقيش نمشي عندها راها لصقاتني باغياني نرجعها هي واولادها وكتطلب مني السماحة وقالت لي باللي ما كانش عندها العقل وراها عرفات دابا المكانة ديالو في حياتها، عرفتو وخى أنا كنموت على عزيز وكنغير عليه من أي حاجة، قلت ليه هاديك راها أم أولادك وهادوك أولادك أنا اللي دخلت لحياتك في وقت ماشي مناسب، وقلت ليه أنا كيبان لي من الأحسن ليك والأحسن لهادوك الأولاد مساكن أنك ترجعها وتطلقني وتعاود حياتك مع الأسرة ديالك من جديد، وكون على يقين راني غاديا نكون فرحانة ليكم وسعيدة بجمع الشمل ديالكم، وغاديا نكون أختك وتكون خويا العزيز إن شاء الله، عرفتو ما تصوروش أنه بدى يبكي وقال لي أنت ملاك ما عمرني شفت شي إنسانة في الطيبوبة ديالك، وأنا معاك عاد عرفت معنى الحياة ومعنى السعادة، قبل ما نعرفك راني كنت كنعيش الجحيم، ودبا باغيا ترميني في الجحيم بيديك، وعانقني لأول مرة مسكين كيعانقني ويقول لي هاديك راها لفعة، هاديك راها عينيها غير على الفلوس والدنيا والطمع، ماشي بحالك انتي اللي غير نية.
صافي بقا كيسايس فيها حتى خلاها تنساه شوية وقلبات عليه وما بقاتش كتبرزطو، ولكن المشكلة الكبيرة والمكيدة العظيمة اللي كانت كتوجد فيها لينا أنا وعزيز ما غادين نعرفوها حتى لنهار اللي غادين نمشيو أنا وعزيز لدارنا وفي أول ليلة في الدار، كانت ليلة كحلة، ومن بعدها غاديا تبدا أيام كحلة خلاتني استغفر الله العظيم نشك واش كاين شي حاجة اسميتها الرحمة، وقلت صافي أنا تخلقت باش نتعذب في الدنيا.
دوزنا العرس زوين وكلشي افرح بينا من أصدقاء وعائلة وجيران، كنت كنحس براسي بحال شي أميرة وأنا الناس دايرة بيا وتابعاني والقاعة كلها ديال الأفراح ديال عين الشق عامرة بالناس وكلشي كيهنأ فينا، كان عرس ما عمرني احلمت بيه، وما عمرني ننسى لعزيز هاد الخير وهاد الفرحة الي دخلها عليا في حياتي، سالينا العرس ومشينا للفندق ديال إيدو أنفا كان عزيز حاجز فيه ليلتين، وتبعونا بالطومبيلات حتى لباب الأوطيل والكلاكسونات ونزلنا وأنا لابسة اللبسة البيضة ديال العريسات والناس كتشوف وتلوح لينا في الورد، ودخلنا للفندق، ولكن المشكلة هي ملي بدات أول ليلة ليا مع عزيز، كنت أنا خايفة بزاف، وهو كيحاول ينسيني ويطمأني، ولكن الكارثة اللي خرجات لينا من الجنب، هي أن عزيز ما اقدر يعمل والو، كان مثقف، ومسحور على الزواج، وتم بدات قصة اخرى من الجحيم ديال كوثر اللي تابعها البلاء فينما مشات، المسخوطة ديال مراتو كانت متقفاه ما ينعس مع حتى امراة أخرى من غيرها هي.
المهم باش ما نطولش عليكم، بقى راجلي مسكين كيمشي عند خوتي كل أسبوع وكيحاول يقنعهم وما كيخلي ما يدي معاه ليهم وكيشوفوه متدين بزاف، وشافو الأخلاق ديالو، وكيقول ليهم راه الأقدار هي اللي كتبات على أبوكم وأمكم هادك الشي، ماشي كوثر، وكون ما كانتش كوثر كاع في الدنيا كان باباكم وماماكم غادين يمرضو نفس الأمراض والعمر غادي يسالي في نفس النهار اللي مكتاب ليه، وقال ليهم راكوم ظلمتوها بزاف وتخافو شي نهار لا قدر الله يغبر شي حد منكم انتوما ولا هي ويندم الطرف التاني بزاف، اللهم عتقو الأمر دابا في الحياة، وهي راها كتموت عليكم بزاف.
حتى لواحد النهار كنت في الدار ما علي ما بيا حتى كنسمع الباب تفتح، ودخل راجلي وهو كيضحك وشوية كيبانو لي خوتي كاملين داخلين من وراه، وطرت بالفرحة والبكا والدموع وأنا كنعانق فيهم، وهوما كيطلبو مني السماحة، وفرحو بزاف ملي شافوني لابسة الخمار، وشافوني وليت متدينة بزاف كنحفظ دابا القرآن أنا وبنتي عند واحد الكتاب قرآني في حي بوسيجور بالدار البيضاء، وتحولات حياتي كليا.
أنا كنت كنعرف باللي الله قادر على كلشي، ولكن لكن ما عمرني عرفت بحال دابا أن الرحمة ديال الله ممكن توصل لهاد الدرجة، وأن الإنسان بالقرب من الله ممكن يعيش حياة سعيدة كف عايشة أنا وبنتي دابا وراجلي، ولهذا كنوصيكم كاملين خوتي في الله أنكم تقربو من الله بزاف، والله العظيم حتى مشاكلكم كلها تتحل، اللي كتشكي من راجلها وكتقول ما كيعاملهاش مزيان، واللي كتقول حياتي كلها مشاكل، واللي كيشكي من الفقر ومن الزوجة ديالو ومن الجفاء ديالها، واللي حياتهم كلها مشاكل وصداع ومدابزة وغوات، وكيقولو من صاب شي نهار نعيش بحال الناس في الهنا، كلشي ساهل وكلشي بيد الله خوتي، غير تقربو من الله وحافظو على صلاتكم في الوقت وعلى الفجر، وقيام الليل وصيام الإتنين والخميس، والله حتى تصبح حياتكم حياة أخرى، وتقولو سحان مبدل الأحوال.
النهاية
مشيت مع هذاك الولد واللي سميتو "يوسف" للقهوة وجلسنا شوية، وفي وقت الغذاء طلب مني نمشي معاه نتغذاو في شي سناك ونرجعو، وأنا وافقت وركبت معاه الطوموبيل ومشينا لمدينة سطات، وفي الطريق قال لي شحال هادي ما كلت الماكلة ديال الدار، راني قتلتني ماكلة الزنقة ومرضاتني في المصارن، وقلت ليه أنا علاش ما ماطيبش لراسك في الدار، قال لي ما نعرفش، وقلت ليه أنا بالضحك أنا نعلمك لهلا يحوجك،وهو يعملها بصح ويلصقني ويقول لي اليوم غاديا تمشي معايا توكليني ماكلة الدار راه توحشتها، وتعلميني واخا نبقى نعمل غير ماكلة وحدة، وأنا ما لقايتش ما نعمل وهو كيطلب ويرغب فيا، ومشيت معاه، تقدينا من السوق الخضرة واللحم وشوية الديسير وادخلنا للدار اللي كاري هو وواحد صاحبو، وصاحبو ما كيجيش حتى العشية من الخدمة. دخلت وبديت كنوجد في الغذاء، وهو كيضحك ويعاكسني مرة مرة وأنا كنقول ليه يا إما تهدا أو نمشي بحالي، وهو كيقول لي اني غير نضحك معاك وكنبغيك وما كنقدرش نصبر على حبك.
ملي وقع اللي وقع مع يوسف، الغد ليه حسيت براسي شوية بديت كانسى الهم ديال ممارستي للرذيلة مع يوسف، وبدى تأنيب الضمير كينقص شوية، خصوصا أني حلفت ما باقيا نعاود نعمل بحال هاديك الفعلة، وأنني نتوب لله ونصبح نوض نصلي الفجر دائما ويوميا وقيام الليل، لأنني كنت أصلا قبل الكلية وقبل ما نمشي للحي الجامعي إنسانة متدينة والأسرة ديالي كلها متدينة ولله الحمد، خوتي ما كتفوتهمش الصلاة في المسجد، وقررت نتاصل بيوسف باش نقول ليه باللي هو ما مزيانش وأنه ما دارش الضمير ديالو وما اعتابرنيش بحال اختو أو واحدة من الأسرة ديالو، وملي اتصلت بيه بقى التلفون يصوني بدون جواب، عاودت الاتصال مرة ومرة وعشرات المرات، بلا فائدة، السيد طفى التلفون أو ما نعرف بدل الرقم، دازت 15 يوم ونسيت شوية الهم وأنا على طريق الله، ومشيت لدارنا في زيارة نهاية الأسبوع، وبقات ماما كتسولني على القراية وعلى كيفاش عايشة في الحي الجامعي، وكتوصيني مسكينة على الاحترام والشرف، وقالت لي باللي خوتي إلى شافو علي أي حاجة ماشي هي هاديك يقتلوني أو يقتلو راسهم، بحال إلى الله حسسها باللي وقع لي، وقلت ليها ما تخافيش ماما.
بززت على راسي وشربتو وبقيت كنتبوع وهي كتضرب وتبرك ليا على كرشي حتى رضيت الدم، وحسيت بالأرض كتدور بيا، وهي تقول ليهم وهي وجهها أصفر: "هزوها تكيوها عليكم وديوها للدار راها غاديا تلوح ابنادم بعد شي ساعة يا الله زربو بيها". وشدينا طاكسي من بعد ما خلصاتها صاحبتي ومشينا للدار وهنا بدات الكارثة.
ملي مشيت عند أمي الفايزة وجلست معاها هي وبنتها، غير دازت ثلاث أيام وهوما يضغطو عليّ باش نبدى نخدم معاهم في الدعارة، كانوا كيجي عندهم كل نهاية أسبوع رجلين أو رجل وكيدوزو معاهم الليل كامل في التقسار والشراب والفساد، تصوروا أن الأم كتمارس الجنس هي وبنتها في بلاصة وحدة ومع راجل واحد في نفس الوقت، ما عمرني في حياتي ما كنت كنظن أنه كاينين شي ناس بهاد الوقاحة وهاد السفالة وهاد الحيوانية، وملي ضغطو عليّ بزاف فكرت نخرج نمشي نقلب على شي بلاصة أخرى، ولكن شفت أنني قربت نولد وما عنديش فين نمشي، بالخصوص أنني ما عمرني خرجت من دارنا للزناقي ولا شي بلاصة خايبة حتى وقعات لي الواقعة، وصبرت وجلست معاهم، واضطريت نمارس الجنس مع رجال كيجيو عند "أمي الفايزة" وكنت كنبقى مع الراجل فيهم بلا عقل بلا إحساس بلا أي حاجة، بحال شي مونيكة كيعمل فيها هو ما بغى ويمشي في الصباح بحالو، وكنبقى نبكي كاع الوقت، هاديك الأيام خلاتني نعرف بأن الرجال ديال المغرب ذئاب وأشرار وحيوانات ما كاينش بحالهم، كيشوفك الراجل حاملة وكرشك كبيرة قداش، وهو طالع فوقك ما كيفكر ما كيقول هاد بنت الناس مالها وعلاش هي بحال هكذا، كرهت الرجال وحقدت عليهم وما عمرني نحمل شي راجل حتى نموت ونلقى الله، تصورو أنني ملي كنقول لشي واحد فيهم عافاك أخويا راني حاملة ما تّقلش عليّ كيقول لي دابا تولدي عشرة إلى مشى ليك هذا، أو كيفرض علي الممارسة بطريقة شادة باش ما تحبسوش كرشي، المهم ما بغيتش نهضر ليكم بزاف على هاد الحالة اللي عشتها واللي كنتمنى من الله يغفرها لي لأنني ما كنتش لاقيا شي حل آخر من غير نسكت ونصبر ونحدر راسي.
ملي صافي استقريت في الخدمة ومشات حياتي مزيان، فكرت نتاصل بدارنا، لأنني توحشت ماما بزاف، وفعلا شارجيت الهاتف ديالي واتصلت بيها، وملي جاوباتني بقات تبكي تبكي بمجرد سمعات صوتي، وتبوس في التلفون وتقول لي فينك أبنتي راك سطيتيني من نهار غبرتي ما بقيت شفت النعاس، وبقات كتزاوك فيا وتقول لي فينك وفين عايشة، وملي احكيت ليها كلشي وقلت ليها راني ولات عندي بنية سميتها وصال، بقات كتبكي وتقول لي كيف عاملة بنيتك واش انتوما لاباس، قلت ليها الحمد لله، وأنا نسولها على اخوتي وبابا، وهي تبقى تبكي وسكتات، قلت ليها مالك جاوبيني ياك ما كاين باس، قالت لي خوتك لاباس عليهم كلهم، وباباك الله يرحمو البركة في راسك.
أنا من بعد ما مشيت أنا وماما للدار عرّات لي بزولتها مسكينة وكانت مقطوعة، كانت صدمة كبيرة ليا، ماما اللي كنبغيها أكثر من أي حاجة في الدنيا، ماما الحنينية والظريفة والكريمة ومولات القلب الكبير اللي كلشي كيشكرها تقطع بزولتها وتمرض بالسرطان. هادي آخر حاجة كنت ممكن نفكر فيها، ولكن كيف كنقول ديما اللي ما اخرج من الدنيا ما اخرج من عقايبها، دوزات معايا ماما 03 أيام كانوا أجمل أيام في حياتي، كنت نمشي للخدمة ونبقى نفكر هيمتا تجي 04 ونص باش نخرج نطير عندها، وكانت فرحانة ببنتي وصال وما خلاتنيش نحس أنها كتعتابرها بنت الحرام، بالعكس كتبقى تلعب معاها وهزاها النهار كامل، وما خلاتنيش نديها للحضانة هادوك 03 أيام، وحنيت ليها رجليها وليديها بالحنة، وديتها للحمام وشريت ليها حويجات، وتدعي معايا مسكينة كل ساعة، ومن بعد عيطو ليها خوتي وقالو ليها ضروري ترجعي دغيا باش تشوفي الطبيب، ومسكينة قالت لي باش نصبر شوية وما نمشيش معاها للدار عند خوتي، قالت لي راهم مازال مقلقين عليك وكيقولو انتي اللي كنت سبب ديال مرض بابا وموتو، وسبب ديال مرضها هي بالسرطان، وغير قالتها لي وبقيت نبكي ونعانق فيها، وهي كتقول لي انتي أبنتي ما عملتي والو راه مكتاب الله كيتصرف، انتي غطلتي غلطة ممكن تغلطها أي بنت في هاد الزمان، دابا ينساو مع الوقت ونهضر معاهم ويجيو هوما براسهم يدوك معاهم، وخوتك الكبار راهم تزوجو بجوج، ورشيد خوك راه ولد ولد سماه أيوب، كيشبه لوصال، وخرجات مسكينة ووصلتها حتى للمحطة، ورجعت وأنا كنفكر كيفاش خوتي ولاو كيحسبوني أنا اللي قتلت باهم ومرضت ماماهم، وكنت سبب في قطع البزولة ديالها، كنت كلما كنقول صافي الدنيا ضحكت ليا وغاديا أيام النكد والهم والحزن تمشي مرة وحدة من حياتي، ولكن الهم كان كيقول لي منك ما نتفرق، واش أنا صكعة إلى هاد الدرجة ؟ علاش يا ربي أنا من دون الناس ؟ مرة وحدة غلطت في حياتي كندفع ثمن الغلطة حياتي كلها، واش أنا ساخط علي الله حتى لهاد الدرجة ؟ كنصلي ونصوم الإتنين والخميس من نهار خدمت وسكنت وحدي، كنقرا القرآن، كنصدق، كنقيّل نستغفر وندعي النهار كامل وحتى بالليل، علاش حياتي ما بغاتش تتبدل ؟
واحد النهار كنت غاديا للخدمة كيف العادة وهازة وصال في الحمال ديال الصدر قدامي، وكانت الشتاء كتصب ووقف لي واحد الراجل بالطوموبيل كان مازال صغير، قالي يا الله نوصلك راه البنيتة غاديا تمرض بالشتا، قلت ليه ربي يخليك راني غير قريبة واخا أنا كنت ما زال قدامي الطريق، لأنني ما بقيتش كنتيق نهائيا، وشفت أن السيد متابعني من ورايا بشوية بالطوموبيل، وخفت بزاف وسرت نجري وسط الما والغيس، حتى وصلت للحضانة عرقانة، ودخلت حطيت بنتي واخرجت لقيتو مازال واقف، مشيت العكس ديال الطريق باش نتفاداه، وهو ينزل من الطوموبيل وتبعني يجري، قال لي ما تخافيش راني كنعرفك من البعد عاودو لي شي ناس عليك كيسكنو احدى الدار اللي كاريا فيها، وشحال هادي وأنا باغي نهضر معاك، راه عاودو لي عليك كلشي وحتى على الأخلاق ديالك في الدرب والاحترام اللي عاطياه لراسك، وأنا راني ناوي المعقول إلى قبلتي عليّ، قلت ليه الله يرحم يرحم ليك الوالدين إلى كنتي باغي تتفلى شوف وحدة من غيري راني ما قادرة على صداع دخلت عليك بالله سبحانه وباللي عزيز عليك، قال لي والله اختي اللي راني قصدي شريف غير آجي طلعي معايا دقيقة للطوموبيل، قلت ليه ما نقدرش أخويا إلى بغيتي شي حاجة آجي عند الناس اللي كاريا عندهم واهضر معاهم راه السيدة اللي كاريا عندها بحال ماما، وهو يقول لي ما قلتي عايب أبنت الناس ودابا زدتي كبرتي في عينيّ، ولكن راني متزوج ومطلق وعندي 02 دراري صغار، عايشين مع ماماهم، إلى كنتي قابلة علي نجي عندكم، قلت ليه حتى تجي ويكون الخير والطلاق ماشي عيب راه من الحلال ديال الله، صافي ومشيت كملت طريقي للخدمة.
ملي رجعت من الخدمة لقيت مولات الدار اللي كاريا فيها كتستناني قدام الباب وهي كتضحك، وغير سلمت عليها وهي تعانقني وقالت لي مبروك عليك ألالة العروسة تستاهلي كل خير، وقالت لي شفتي آش كنت نقول ليك راه ربي كبير وما غاديش يتخلى عليك، قلت ليها آش كاين أحبيبيتي ؟ قالت لي جاو فيك الخطاب، راه جا واحد السيد هو والوالدة ديالو عندنا للدار بغاو يخطبوك، سكتت أنا وابتسمت، وهي تقول لي وراهم ناس مزيانين والولد باينة فيه الله يعمرها دار، وراه باينة فيهم لاباس عليهم وناس ديال الخير، شوية قالت لي دخلي بعد نجلسو ونكمل الهضرة في الدار، ودخلنا للدار وبقات كتهضر لي عليهم وعلى السيد اللي جا يخطبني وقالت لي باللي راه عندو قهوة كبيرة في سونطر ديال المدينة، وباللي راه فات كان متزوج والسيدة اللي كان مزوجها كانت خايبة معاه بزاف، وكانت ما كتحتارموش وفاقساه ديما وعايش معاها غير في الغوات والصداع من نهار تزوجو وهو صابر غير على اولادو ما بغاش يفرقهم ويشتتهم، وفي الأخير ما بقاش قادر يستحملها ويستحمل العذاب اللي عايش فيه معاها هي ودارهم، لأن دارهم حتى هوما كيدخلو ليه في حياتو وكيحرشو بنتهم حتى خرجو عليها وشتتو ليها العش، وراه باغي دابا يبدا حياة جديدة ويحاول ينسى الماضي والعذاب ديالو، وراه كان كيتبعي ويلاحظني من بعيد بلا ما نحس بيه، وسول علي وقالو ليه الناس راها بنت الله يعمرها دار من نهار سكنات هنا ما عمرنا شفنا عليها شي حاجة خايبة، وقرر يجي يخطبني.
تفكرت بابا وبقيت نبكي ونعانق في تصويرة صغيرة ديالو ونبوس فيها، وتمنيت أنه يكون معانا ولكن آش نعمل هادا قدر الله والمكتوب، وفي الغد غير فقت من النعاس سمعت ماما كتهضر في الدروج مع احبيبتي مولات الدار، جات مسكينة بكري مع الفجر، ودخلات عند احبيبتي ونزلت عندهم، من بعد ما لبست بنتي وصال ونزلتها معايا، وفرحات ماما وبدات تزغرد وتعانق فيا، وقالت لي راه خويا الكبير هو اللي جابها بالطوموبيل وأنه قال ليها تقولي الله يبارك والله يعمل ليك اللي فيها الخير، وأنه قال ليها ما نقدرش نشوفها ولا نهضر معاها، الله يسامحها واله يسهل عليها وخلاص، وبقيت نبكي وأنا كنشوف كيفاش خوتي من لحمي ودمي ما بقاوش قادرين يشوفوني ولا يهضرو معايا، لهاد الدرجة غلطة وحدة حرماتني من خوتي ؟ غلطة وحدة خلاتني نشتاق نعانق خوتي وجلس معاهم ونضحك معاهم كيف كنت ؟ كنت أعز وحدة في الدنيا عندهم، كانو كيقولو لماما راها أعز علينا منك والله ، كان اللي اخرج منهم كيجيب لي في ليدو زريعو ولا مسكة ولا حلوة كل نهار، واللي بغى يعمل شي حاجة فيهم حتى يشاورني ويهضر معايا، كنتفكر خوتي ونبكي بالدم والدموع حتى تنشف عيني، ولكن هذا مكتاب الله.
من بعد ما تعرض راجلي للسحر مشينا عند بعض الفقهة اللي هوما متدينين وكيخافو الله وكيعملو الرقية الشرعية بالقرآن، وبقاو كيعملو لينا الرقية باستمرار، ولكن بلا نتيجة ودازت ثلاث شهور بحال هكذا، وأنا وليت كنقول لراجلي نمشي عندها ونطلبها تفك ليه هاد السحر، وهو ما خلانيش وقال لي وخى نبقى مسحور طول عمري ما نطلبهاش وما نضسرهاش راه ربي كبير، خصوصا أن راجلي كيخاف الله وملتزم دينيا بزاف، وما نكدبش عليكم أنا بداو شي عيالات كيعمرو لي راسي راه كاين شي شوافة كتعمل غير الحاجة المزيانة وراها تفك ليكم السحر، والشيطان اضحك علي ومشيت عند أزيد من 04 منهم، وبلا نتيجة، كانوا كياخذو لي غير رزقي ويضحكو علي بالهضرة الخاوية، وصافي استغفرت الله وقلت اللي كتبها الله هي اللي تكون، حتى لواحد النهار، تلاقى راجلي مع شي واحد ولد الناس غير صدفة في المسجد، وكان أخ ملتزم ومتدين، وبقاو كايهضرو وقال ليه على المشكلة ديالنا، وهو يقول ليه راه كاين شي إمام مسجد في عين السبع كيقولو ليه "عبد الواحد" كيعمل الرقية وأنه ما يخليش السحر، ومينا عندو أنا وراجلي وكان الزحام بزاف وما جاتش فينا النوبة، وفي النهار الثاني مشينا قبل صلاة الفجر، وهو غير كيصلي بالناس الفجر ويبدى يفرق في الأرقام ديال النوبة، وبقينا تما من قبل الفجر وما جاتنا النوبة حتى 12 ديال النهار، الناس جاية عندو من الخارج ومن كاع المدن، واعمل لينا رقية على الثمر وعلى الماء، وقال لينا نعومو بيه ونشربوه وناكلو التمر، ونحافظوا على قراءة البقرة وعلى الصلاة وما نسمعوش للأغاني نهائيا، نسمعو القرآن صافي، وهاداك الشي
اللي اعملنا، وسبحان الله في ظرف سبعة أيام تحل الثقاف، واصبح راجلي عادي، واحمدنا الله وشركناه.
النهاية