في عام 1910م وبعد شهور من الأمطار الغزيرة، هددت باريس والمنطقة المحيطة بها بفيضان ضخم فقد ارتفع نهر السين The Seine River ثمانية أمطار فوق مستواه الطبيعي ، مما تسبب في الطوفان العظيم أو طوفان باريس العظيم والذي تسبب في كارثة إغراق باريس
في شتاء 1909م-1910م عانت باريس والمنطقة المحيطة بها من هطول أمطار أعلى من المعتاد مما أدى لتشبع الأرض والأنهار بالماء وفي شهر يناير لعام 1910م بينما كان الباريسيون منشغلين بالحياة اليومية وأخذوا يشعرون بإحساس زائف بالأمن لأن مستوى مياه نهر السين قد ارتفع مرة واحدة في ديسمبر بالتالي تجاهلوا إلى حد كبير تقارير عن حدوث انهيارات طينية وفيضانات تحدث في مجرى النهر ، كانت علامات التحذير بطيئة حيث ارتفع منسوب مياه نهر السين ثمانية أمطار عن المعدل الطبيعي
بدأ الماء يتدفق بشكل أسرع من المعتاد وبدأت كميات كبيرة من الحطام ، وبحلول أواخر يناير غمر نهر السين باريس كلها عندما دفعت المياه صعودًا من شبكات الصرف الصحي وأنفاق المترو ، وتسللت إلى الطوابق السفلية من خلال التربة المتشبعة تمامًا بالمياه ، لم تفيض المياه على ضفاف النهر داخل المدينة ولكنها غمرت باريس عبر الأنفاق والمجاري والمصارف
تم تصميم هذه الأنفاق الكبيرة من قبل البارون هوسمان ويوجين بيلغراند عام 1878م مما أدى إلى تضخيم الدمار الذي سببه الفيضان عام 1910م وفي البلدان المجاورة وغرب وشرق العاصمة ، ارتفع النهر فوق ضفافه وأغرق التضاريس المحيطة مباشرة
كانت الفيضانات الشتوية حدثًا عاديًا في باريس ولكن يون 21 يناير بدأ النهر في الارتفاع بسرعة أكبر من المعدل الطبيعي واعتبر هذا بمثابة نوع من المشاهدة فقد كان الناس يقفون في الشوارع وهم يشاهدون ارتفاع مياه النهر وعلى مدار الأسبوع التالي لذلك قام آلاف الباريسين بإخلاء منازلهم من تسرب المياه للمباني من الشوارع بجميع أنحاء المدينة ، مما أدى لإغلاق الكثير من البنية التحتية الأساسية وكانت البنية التحتية أكثر عرضة للفيضانات لأن معظمها تم بناؤه داخل نظام الصرف الصحي لتجنب ازدحام الشوارع
تحركت الشرطة ورجال الإطفاء والجنود عبر الشوارع المغمورة بالمياه في قوارب لإنقاذ السكان الذين تقطعت بهم السبل من الحصول على مساعدات وتجمع اللاجئون بالمدارس والكنائس والمباني الحكومية وتمكن العمال من عمل حواجز على نهر السين وبمجرد غزو المياه لمحطة قطار Gare d’Orsay ، توقفت الحركة في المدينة وسافر السكان بالقوارب وصنعوا سلاسل من الممرات الخشبية التي بناها مهندسون حكوميون ومدنيون وفي يوم 28 يناير وصلت المياه لأقصى ارتفاع 8
62 مترًا يعادل 28
28 قدم فوق المستوى الطبيعي وفي شهر مارس عاد النهر أخيرًا إلى المستويات الطبيعية
الآثار الناتجة عن الطوفان العظيم :
بلغت تقديرات الأضرار الناجمة عن الفيضانات نحو 400 مليون فرنك واستمر الفيضان لمدة أسبوع ولم يتم الإبلاغ عن وفيات ، وكانت هنالك مخاوف من تفشي المرض بعدما غمرت المياه المنازل