رواية 1984 لجورج أورويل : القسم الحادي عشر


عملیة التبدیل المتواصلة هذه تطبق على الصحف فحسب، بل كانت تطال أیضا الكتب والدوریات والنشرات والإعلانات

والأفلام وأشرطة التسجیل وأفلام الكرتون والصور وكذا كل أنواع الأدب أو الوثائق التي یمكن أن تحمل مضامین سیاسیة أو

أیدیولوجیة . فیوماً بیوم وربما دقیقة بدقیقة یتم تحدیث الماضي بما یجعله یتوافق والحاضر. وهكذا، فإن كافة تنبؤات الحزب یتسنى، بالدلیل الوثائقي، إظهارها باعتبارها صائبة. كما أن كل فقرة إخباریة أو أي إبداء لوجهة نظر تنعارض مع مجریات الحاضر كان لا یسمح لها بالبقاء ضمن أي سجلات. فالتاریخ كله كان بمثابة لوح تم تنظیفه لإعادة النقش علیه بما تستلزمه مصلحة الحزب. وحینما یتم الانتهاء من عمل ما، فإنه یصبح من المتعذر تمام كان الإتیان ببرهان على أن ثمة تزییفاً قد جرى .
كان أكبر الأقسام ضمن دائرة السجلات، والذي یكبر بكثیر ذاك الذي یعمل به ونستون، یتألف من أشخاص مهمتهم هي تعقب وتجمیع كافة نسخ الكتب والصحف وأیة وثائق حلمت محلها أخرى وبارت یتعین إتلافها . وهناك مجموعة من أعداد

«التایمز»، والتي ربما بسبب تغییر في التحالفات السیاسیة أو نبوءة كاذبة وقع فیها الأخ الكبیر، قد تمت إعادة كتابتها عشرات المرات.

كان ونستون لا یعرف من هو تیلوتسون هذا ولا العمل الذي یقوم به . فالناس في دائرة السجلات كانوا لا یمیلون للتحدث عما یسند إلیهم من مهام. ففي القاعة الطویلة الخالیة من النوافذ، وحجراتها المصطفة على صفین وحفیف الأوراق الذي لا ینتهي وهمهمة الأصوات التي تهمس أمام أجهزة التسجیل، كان یعمل عشرات الموظفین الذین لم یكن ونستون حتى یعرف أسماءهم ، مع أنه كان یراهم یومیاً یروحون ویجیئون سراعاً في الممرات أو یلوحون بالإشارات في أثناء «دقیقتي الكراهیة». ولكنه كان یعرف أن في الحجرة المقابلة لحجرته ، تعمل المرأة ذات الشعر الرملي ، التي تعكف یومیاً على تعقب ومحو ما یرد في الصحف من أسماء لأناس تمت إزالتهم من الوجود، ومن ثم ینبغي اعتبارهم وكأنهم لم یكونوا أبداً. وكان في ذلك شيء من الملاءمة لحالتها ،

إذ كان زوجها قد لاقى ذلك المصیر قبل سنتین. وعلى بعد بضع حجرات كان هنالك شخص هادئ، غیر فعال، ویبدو كأنه یعیش في عالم من الخیال، یدعى إمبلفورث، وذو أذنین مغطاتین بشعر كثیف ویتمتع بموهبة مدهشة في التعامل مع القوافي والأوزان. كان إمبلفورث یعكف على إنتاج نسخ محرفة ، أو نصوص نهائیة كما كانت تسمى، من القصائد التي أصبحت تتعارض مع أیدیولوجیة الحزب ، ولكن لسبب أو لآخر كان ینبغى استبقاؤها في موسوعة المختارات الأدبیة. وهذه القاعة التي تضم خمسین عاملاً أو ما یقارب هذا العدد، كانت قسماً فرعیاً واحداً، أو خلیة مفردة ضمن المنظومة الضخمة المعقدة لدائرة السجلات.

بینما كان یوجد فوق وتحت، مجموعات كبیرة من العاملین المنهمكین في كم هائل من أعمال لا یمكن تخیلها. فهناك قاعات الطباعة الضخمة بخبراتها واستدیوهاتها المجهزة بشكل جید من أجل تزییف الصور. وهنالك قسم البرامج الإعلامیة بمهندسیه ومنتجیه وفرق الممثلین الذین اختیروا خصیصاً لمهاراتهم في تقلید الأصوات ، كما كان ثمة جیوش من الكتاب المراجعین الذین تقتصر وظیفتهم على وضع قوائم بالكتب والدوریات التي ینبغي مراجعتها. وكان هنالك مستودعات ضخمة حیث تخزن الوثائق المصححة فضلاً عن الأفران المخفیة والتي یجري فیها إتلاف النسخ الأصلیة. وفي مكان أو آخر، مجهول الاسم، كانت هنالك العقول المدبرة التي یناط بها التنسیق بین الجهود وإرساء الخطوط العامة للسیاسة التي

تقرر ما یجب الاحتفاظ به من الماضي، وما یجب تزویره أو محوه .
ولم تكن دائرة السجلات هذه إلا فرعاً من فروع وزارة الحقیقة ولم تكن مهمتها الأساسیة إعادة بناء الماضي فحسب، بل تزوید

مواطني أوقیانیا بالصحف والأفلام والكتب ، وبرامج شاشة الرصد، والروایات والمسرحیات، وبكل أنواع الإعلام أو الإرشاد أو التسلیة، من التمثال إلى الشعار، ومن القصیدة الغنائیة إلى بحوث علم الأحیاء ، من كتب التهجئة الخاص بالأطفال إلى معجم اللغة الجدیدة . ولم یكن على وزراة الحقیقة أن تلبي الاحتیاجات المتنوعة للحزب فحسب، بل علیها أیضا أن تؤدي الدور نفسه، ولكن بمستوى أدنى، لمصلحة البرولیتاریا. فهناك سلسلة كاملة من دوائر الوزارة المنفصلة التي تتعامل مع أدب البرولیتاریا وموسیقاهم ومسرحهم ووسائل لهوهم بصورة عامة . وهناك تصدر جرائد تافهة لا تحوي شیئاً تقریباً إلا أخبار الریاضة والجرائم والتنجیم. وتنتج الروایات الجنسیة ذات الخمسة سنتات وأفلام الإثارة الجنسیة والأغاني العاطفیة التي یتم تألیفها بوسائط آلیة مثل ذلك النوع من جهاز الكالیدسكوب المعروف بناظم الشعر.

وهناك أیضاً قسم فرعي - اسمه في اللغة الجدیدة بورنوسیك - ویعمل على إنتاج أحط أنواع المواد الإباحیة، وهذه

كانت توزع بمغلفات مختومة لا یسمح لأي عضو من أعضاء الحزب، ما عدا أولئك الذین یعملون فیها، بالنظر إلیها .

انزلقت ثلاث رسائل من الأنبوب بینما كان ونستون یعمل، لكنها كانت تتعلق بأمور بسیطة، واستطاع بالفعل الانتهاء من أمرها قبل أن یداهمه موعد «دقیقتي الكراهیة». وحینما انتهت الدقیقتان عاد إلى حجرته، وتناول معجم اللغة الجدیدة من فوق الرف، وأزاح جهاز التسجیل جانباً ، ونظف نظارتیه حتى یفرغ لمهمته الرئیسیة في ذلك الیوم .
كانت أمتع الساعات في حیاة ونستون هي تلك التي یمضیها في العمل. صحیح أن معظم العمل كان مملاً ورتیباً، ولكن كانت هناك مهام صعبة ومعقدة إلى حد قد ینسى المرء نفسه في غمرتها ، كما ینساها وهو منهمك في مسألة ریاضیة ، حیث یطلب منك عملیة تزویر دقیقة ولیس ثمة ما تسترشد به غیر معرفتك بمبادىء «انج سوك» وتقدیراتك الشخصیة لما یرید الحزب أن یقوله . وكان ونستون یجید مثل هذه المهام، حتى أنه كان یعهد إلیه أحیاناً بتعدیل المقالات الرئیسیة في «التایمز» المكتویة بكاملها باللغة الجدیدة. فض ونستون الرسالة وقرأ ما یلي:
الزمان 3-12-83 نقل الأمر الیومي للأخ الكبیر خاطئ جداً جداً، عدم الإشارة إلى أشخاص، اكتبه ثانیة مصححاً، أرسله إلى فوق، لا تحفظه.
وفي اللغة القدیمة تعني: أمر الأخ الكبیر في جریدة التایمز یوم 3 كانون الأول (دیسمبر) وفیه إشارات لأشخاص غیر موجودین فعلاً أعد كتابته بشكل كامل وابعث بالمسودة إلى مرجع أعلى قبل وضعه هي الملف وحفظه.
تفحص ونستون المقالة المثیرة للاعتراض، فأمر الأخ الكبیر كما یبدو كان مخصصاً للإشادة بعمل مؤسسة إذ إذ سي سي، التي كانت تزود البحارة في القلاع العائمة بالسجائر وبعض الكمالیات الأخرى . ذكر أحد الرفاق ویدعى الرفیق وذرذ وهو من الأعضاء البارزین في النخبة، مثنیاً علیه ومنحه وساماً رفیعاً من الدرجة الثانیة. وبعد ثلاثة أشهر حلت هذه المؤسسة فجأة. وكان بوسع المرء الظن بأن وذرذ وشركاءه قد باتوا من المغضوب علیهم ، ولكن لم تصدر أیة إشارة إلى ذلك لا في الصحف ولا على شاشة الرصد.

كان ذلك هو المتوقع، لأنه لم یكن من المعتاد أن یحاكم السیاسیون المنشقون أو حتى یدانون علناً. فحملات التطهیر الكبرى التي تشمل آلاف الناس وتصحبها محاكمات علنیة للخونة ولمجرمي الفكر الذین أقروا بخسة ما اقترفوا من جرائم وجرى إعدامهم فیما بعد، لم تكن سوى عینات خاصة للعرض ولا تحدث غالباً أكثر من مرة واحدة كل سنتین. أما الأمر المألوف فهو أن الأشخاص الذین یجلبون على أنفسهم غضب الحزب كانوا یختفون من الوجود ویختفي معهم ذكرهم دون أن یعثر على أي مفتاح یكشفه سر اختفائهم . وفي بعض الحالات لا یكون هؤلاء قد ماتوا بعد. وربما یعرف ونستون ثلاثین شخصاً، فضلاً عنه أبویه، ممن اختفوا في هذا الوقت أو ذاك .

حك ونستون انفه بملقط للورق في یده، بینما كان الرفیق تیلوتسون ما زال منكباً على جهاز للتسجیل بصورة توحي بسریة ما یفعله. ولما رفع راسه ثانیة باتجاه ونستون شعر بنظرة عداء تلمع في عینیه. تساءل ونستون عما إذا كان الرفیق تبلوتسون منهمكاً في المهمة نفسها التي تم إسنادها إلیه . إن ذلك من الجائز تماماً .

فمهمة على هذه الدرجة العالیة من الدقة، لا یمكن أن نعهد بها إلى شخص بمفرده؛ ومن جهة ثانیة إلا أوكلت هذه المهمة للجنة معناه الاعتراف العلني بوقوع التزویر. لذلك من المرجح أن یكون هنالك عشرات من العاملین یعكفون الآن على عمل نسخ لما قاله الأخ الكبیر بالفعل. وبعد ذلك یقوم بعض ذوي العقول المدبرة من أعضاء النخبة في الحزب باختیار هذه النسخة أو تلك، وإعادة تنقیحها عبر عملیات معقدة من المراجعة مع الإحالات اللازمة، ثم یتم تمریر الكذبة التي وقع الخیار علیها إلى السجلات الدائمة لتصبح حقیقة .

لم یكن ونستون یدري أي جرم ارتكبه وذرذ، ربما حدث ذلك بسبب الفساد أو عدم الكفاءة. أو ربما لأن الأخ الكبیر كان یرغب

في التخلص من أحد مرؤوسیه الذین یحظون بشعبیة جارفة . أو قد یكون لأن وذرذ أو واحداً من ذویه قد اشتبه في أن لدیهم میولاً انشقاقیة، أو ربما ، وهو الأرجح ، أن ما حصل قد حصل فقط لأن حملات التصفیات والإبادة كانت جزءاً ضروریاً من آلیات عمل الحكومة. المفتاح الوحید الحقیقي لهذا اللغز یكمن في عبارة «لا تشر إلى الأشخاص» هي ما تنطوي على إشارة إلى أن وذرذ قد مات فعلاً ً. لكن لیس لك أن تفترض دائماً بأن هذه هي الحال مع كل الذین یتم القبض علیهم، ففي بعض الأحیان یطلق سراح بعضهم ویمنحون حریتهم لسنة أو سنتین ثم ینفذ فیهم حكم الإعدام.

وأحیاناً كثیرة قد یظهر بعض من تحسبهم في عداد الموتى منذ أمد طویل ظهوراً خاطفاً عبر محاكمة علنیة حیث یدلي بشهادة یورط بها مئات آخرین قبل أن یختفي، ولكن للأبد هذه المرة . أما وذرذ فلم یكن یعد شخصاً على أي حال، وهذا یعني أنه لم یكن له أبداً أي وجود .

وهنا قرر ونستون أن مجرد قلب اتجاه خطاب الأخ الكبیر لن یكون كافیاً، وأن من الأفضل أن یجعله یعالج مسألة لا علاقة لها أبداً بموضوعه الأصلي.
كان في وسعه تحویل الخطاب إلى إدانة للخونة ولمجرمي الفكر، ولكن ذلك سیكون مكشوفاً، كما كان یمكنه أن یختلق انتصاراً تحقق على الجبهة، أو نجاحاً في تحقیق فائض إنتاج في الخطة الثلاثیة التاسعة، ولكن ذلك قد یعقد السجلات تعقیداً شدیداً.

إن المطلوب هو قطعة من الخیال الخالص. وفجأة خطرت على باله فكرة جاهزة . إنها صورة الرفیق أوغیلفي الذي مات مؤخراً في میدان المعركة وسط أجواء ملحمیة. وما أكثر المناسبات التي كان الأخ الكبیر یكرس فیها خطابه الیومي لإحیاء ذكرى أحد أعضاء الحزب عدیمي الذكر المتواضعین لیجعل من حیاتهم ومماتهم مثالاً یحتذى به . والیوم یجب الإشادة بذكرى الرفیق أوغیلفي . صحیح أنه لم یكن هنالك وجود سابق لشخص حقیقي اسمه أوغیلفي، ولكن بضعة أسطر مكتوبة وصورتین مزیفتین له لكفیلة بأن تجعل له وجوداً.
أطرق ونستون لحظة ثم جذب جهاز التسجیل باتجاهه وشرع یملي بأسلوب الأخ الكبیر المألوف: وهو أسلوب عسكري ومتحذلق في آن. وبسبب لجوئه لحیلة طرح الآسئلة ثم تقدیم الأجوبة الفوریة علیها بنفسه ، (مثل أتدرون أي الدروس یمكن أن نستخلصها أیها الرفاق؟ إن الدرس - والذي یكون أحد مبادىء الاشتراكیة الإنجلیزیة - هو)، فقد كان من السهل تقلیده .

في الثالثة من عمره ترك الرفیق أوغیلفي كافة لعب الأطفال ما عدا الطبلة والرشاوش ونموذج لطوافة. وفي السادسة، أو قبل سنة من ذلك، إذا تركنا جانباً بعض قواعد الحساب، التحق بمنظمة الجواسیس، وفي التاسعة أصبح قائد مجموعة. أما في الحادیة عشرة فقد وشى بعمه إلى شرطة الفكر بعدما استرق السمع لحدیث كان یبدو أنه یتضمن میولاً إجرامیة. وفي السابعة عشرة أصبح منظم مقاطعة في رابطة مناهضة الجنس، وفي التاسعة عشرة صمم القنبلة الیدویة التي كانت تتبنى مشروعها وزارة السلام،

والتي تسببت أولى تجاربها في مصرع واحد وثلاثین أسیراً من أوراسیا عند تفجیرها . وفي الثالثة والعشرین قضى نحبه وهو

یؤدي الواجب. فبینما كانت تلاحقه طائرات نفاثة معادیة أثناء تحلیقه بطوافته فوق المحیط الهندي حاملاً وثائق هامة أثقل جسمه بالرشاش وقفز من طوافته إلى أعماق المیاه مع ما كان یحمله من وثائق. إنها نهایة بطولیة نموذجیة ، حسبما یقول الأخ الكبیر، لا یمكن أن یفكر فیها المرء إلا وتثیر لدیه مشاعر الحسد. بعدئذ أضاف الأخ الكبیر بضع ملاحظات عن الطهر والإخلاص اللذین تمتع بهما الرفیق أوغیلفي في حیاته. فقد كان لا یقرب الخمر ولا یدخن السجائر ولا یلتمس الراحة من عمله إلا ساعة واحدة في الیوم یمارس فیها الریاضة، فضلاً عن أنه نذر نفسه للعزوبة معتقداً أن الزواج ورعایة الأسرة لا یناسبان شخصاً مثله ، لقد وهب نفسه للواجب أربعاً وعشرین ساعة في الیوم. ولم یكن له حدیثاً إلا الحدیث حول مبادئ الاشتراكیة الانجلیزیة، ولا هدفه له في الحیاة إلا إلحاق الهزیمة بالعدو الأوراسي وتعقب الجواسیس والمخربین ومجرمي الفكر والخونة بشكل عام.

فكر ونستون في نفسه ما إذا كان سیمنح أوغیلفي وسام الاستحقاق، ولكنه عدل في النهایة عن تلك الفكرة لأنها ستجر وراءها مراجعة سجلات هو في غنى عنها. ومرة ثانیة رفع ناظریه صوب منافسه في الحجرة المقابلة، وكان ثمة شيء في

نفسه یقول له إن تیلوتسون منهمك في العمل ذاته الذي یؤدیه هو. لكن لم یكن ثمة طریقة لمعرفة أي عمل سیتم تبنیه في النهایة،

غیر أنه كانت لدیه قناعة راسخة بأن عمله هو الذي سیتم اعتماده. فالرفیق أوغیلفي، الذي كان منذ ساعة لا یرد حتى على خیال، أصبح حقیقة راسخة الآن. وفكر ونستون كیف أنه یمكنك أن تبعث الحیاة في الموتى بدون أن یمكنك ذلك مع الأحیاء. فالرفیق أوغیلفي، اللذي لم یسبق أن كان له وجود في الحاضر، أصبح الآن موجوداً في الماضي، وحینما ینسى الناس عملیة التزویر ویطویها النسیان، فلسوف یصبح وجوده یضاهي وجود كل شارلمان أو یولیوس قیصر في صحته و ثبوته.

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك