يشتهر العرب بضرب الأمثال وهي الطريقة التي يعبر بها الفرد عن موقف ما عن طريق الحكمة المجموعة في عدد بسيط من الكلمات ، واشتهر مثل إحدى حظيات لقمان كثيرًا ، وكلمة الحظية تصغير لكلمة الحظوة بفتح الحاء ، ومعناها المرماة .قال أبو عبيد هي التي لا نصل لها أو لا نصل إليها ، ولقمان معناه هنا ه لقمان بن عاد وحديثه كان بينه وبين رجلين من عاد عمرو وكعب ابنا تقن بن معاوية ، كان يربيان الإبل أما لقمان فكان يربي الغنم ، فأعجبت لقمان الإبل فطلب شرائها فأبيا .فعمد لقمان إلى البان غنمه من ماعز وضأن وأنافح من أنافح السخل فلما رأيا ذلك لم يرغبا في ألبان الغنم ، فلما رأى منهم ذلك فقال اشترياها ابني تقن أقبلت ميسا وأدبرت هيسا وملأت البيت أقطا وحيسا بمعنى أن الضأن تجز جفالًا وتنتج رخالًا وتحلب كثيرًا ولم يبتعاه الأبل .وذات يوم أصاب أرنبًا وقام فأشغل عليه التراب حتى نضج فأكلاها فقال لقمان يا ويلة أنيئة أكلاها أم الريح اقبلاها أم بالشبخ اشتوياها ، فلما رآى أنهم لم يغفلان عن الإبل قط فخدعهما وقال ما تصنعان بهذه النبل الكثيرة فقال إنها حطب ولا أحمل معي غير نبلين فإن لم أصب بها فلست بمصيب فبددت النبل غير سهمين فعمد لقمان للنبل فحواها ولم يصب منها بعد ذلك غرة .كان لعمرو بن تقن زوجة طلقها وتزوجها لقمان وكانت المرأة تثول لا فتى إلا عمرو وكان ذلك يغيظ لقمان ويذكرها بسوء وقال لها ولله لقد أكثرت في عمرو فولله لاقتلن عمرو فقالت له لا تفعل .كان لهما سمرة يستظلان بها حتى ترد الإبل من السقي فصعدها لقمان واتخذ فيها عشا رجاء أن يصيب منهم غرة فلما جاءت عمرو بالإبل على البئر رماه لقمان بسهم في ظهره وقال حس أحدى حظيات لقمان ، فأصبح ذلك مثلًا ، يُضرب لمن عرف بالشر فإذا جاءت هنة من جنس أفعاله قيل إحدى حظيات لقمان أي أنه فعلة من فعلاته .