قصة بيضة الحنش - قصة من التراث الجزائري


كان يا مكان في قديم الزمان هناك رجل يعيش مع عائلته في الغابة عيشة بسيطة لكنها سعيدة ، كانت له زوجة طيبة و جميلة و أخت عانس حادة الطباع ، كان الرجل يخرج كل يوم للعمل ويترك زوجته مع أخته في المنزل فتتشاركان في الأعمال المنزلية معاً ويقضيان ساعات الظهيرة في حكاية القصص وحل الألغاز إلى أن يأتي المساء ويعود الرجل إلى منزله فيتناول عشاءه مع زوجته و أخته ..

و مع مرور الأيام لم يعد منزل الرجل كما كان لأن الهموم و القلق بدأَ يحومان حوله لأن زوجته لم تحمل بعد رغم مرور عدة سنوات على زواجهما ، كما أن أخته لم يسعفها الحظ في الزواج ، و رغم هذا لم يقنط الرجل من رحمة الله لكن أخته كانت عكسه ، لقد انتظرت طويلاً أن تتزوج لكن النصيب كان ما زال بعيداً و هذا ما جعلها عصبية وأصبحت علاقتها بزوجة أخيها متوترة ، كيف لا و زوجة أخيها أصغر منها وقد تزوجت وهي تراها كل يوم مع أخيها سعيدان وهي وحيدة دائماً ؟ هذا ما جعلها تكره زوجة أخيها وتتشاجر معها كل يوم وتشتكيها لأخيها ، لكن أخاها و زوجته صابران عليها لعلمهما بسبب كل هذا ، لكن الأخت تمادت أكثر و أكثر في كرهها لزوجة أخيها وحاولت إقناعه بتطليقها لأنها لم تنجب له ، لكنه لم يكن يرد عليها.

!@!
و ذات يوم قررت الأخت أن تقتل زوجة أخيها لأنها لم تعد تحتمل و الغيرة أعمت قلبها ، فذهبت إلى الغابة وبحثت طويلاً حتى وجدت بيضة حنش كبيرة أخذتها وقامت بوضعها في طعام زوجة أخيها و قدمته لها ، أكلت الزوجة و هي لا تعلم بمكيدة أخت زوجها ، أما الأخت فقد انتظرت قدوم الصباح لترى زوجة أخيها جثة هامدة ، لكن الصباح اشرق و دهشت الأخت الشريرة أو استغربت لماذا لم تمت زوجة أخيها رغم البيضة السامة التي أكلتها ؟ و بقيت تنتظر لكن لم يحدث شيء ..

ومرت أيام على الحادثة و بدأت الزوجة تشكو ألماً وتقلصات في بطنها ، كما أن حركات غريبة وأصوات باتت تصدر من الزوجة ، وهنا عرفت أخت الزوج أن هناك خطباً ما في وضع زوجة أخيها و بدأت تراقبها ، ومع الأيام زادت حدة الاضطرابات وهنا أخبرت الأخت أخاها أن زوجته ساحرة تعمل مع الشيطان ، لكن اخوها لم يصدقها و لكنها طالبته بمراقبتها ليتأكد من ذلك ، وما أن فعل ذلك حتى رأى بعينيه كل شيء ، وهنا طالبته أخته بأن يطردها و إلا سوف تؤذيهما ، لم يجد أخوها من أمرها إلا أن طرد زوجته وهي لا تعرف ما يجري لأنها كانت في حال سيئة من الألم والمغص ، و هامت المسكينة من ألمها في الغابة حتى وقعت مغشياً عليها.

ومع الغروب مر رجل في الغابة فوجدها فحملها إلى منزله ، كان الرجل ميسور الحال فاحضر لها طبيباً ليعالجها لكنه عجز عن معرفة دائها ، أحتار الرجل في أمر المرأة خاصةً و أن بطنها بدء غريباً وكبيراً ، فاحضر أحد العرافين بعد أن عجز الطب عن علاجها وهنا طلب منه العراف بعد أن فحصها أن يحضر لها لحماً كثيراً ويجب أن يكون مالحاً جداً ويطعمها منه وبعد أن تشبع يعلقها من قدميها في السقف و يضع اسقلها دلواً كبيراً من الماء البارد ، ففعل الرجل ما أمره العراف وبعد أن قام بتعليقها بعد أن أطعمها جلس ينتظر ، فبدأت المرأة تتلوى وتضطرب و ما هي إلا لحظات حتى خرج من فمها حنش وسقط في الدلو ، وهنا فسر له العراف ما حدث فقال إن المرأة أكلت بيضة حنش كبير و أنه كبر في بطنها و لأنه أطعمها لحماً مالحاً فأن الحنش أكل معها في بطنها وعطش فخرج من فمها ليشرب في الدلو وهذا سبب تعليقك لها في السقف لكي يسهل خروج الحنش.

دُهش الرجل من كل هذا فاخبره العراف بأن يقوم بدفن الحنش حياً ، ففعل ذلك وشفيت المرأة تماماً وحكت قصة ظلم أخت زوجها لها فرق قلب الرجل لها وبعد مدة تزوجها وعاش معها سعيداً وأنجبت له ولداً جميلاً ، لكنها لم تنسى ما فعلته أخت زوجها السابق فطلبت من زوجها أن يأخذها لتزور أناساً من معارفها وهو لا يعلم أنهما زوجها السابق و أخته ، فأخذها اليهم وقد أوصت أبنها أن بطلب منها أن تحكي حكاية بيضة الحنش عندما يجلسون ، و ما إن وصلوا وفتحت الأخت الباب حتى عرفتها لكنها لم تجد بداً من إدخالها فقد حسبتها ميتة ، و ما أن جلسوا حتى طلب الأبن من أمه أن تحكي قصة بيضة الحنش ، وهنا ارتبكت الأخت لكن الأم بدأت تحكي ، وما هي إلا لحظات حتى اهتزت الأرض وانشقت وخرج منها حنش كبير وقام بخطف أخت الزوج و ألتهامها أمامهم وهم في دهشة ، وهكذا كان عقاب من ينوي شراً بالناس ليكون عبرة لهم.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك