من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر؛ كان يُنظر إلى الحنين إلى الماضي على أنه مرض واضطراب نفسي، حيث اعتقد الأطباء أنه أشبه بجنون الارتياب، لكن من دون الخوف من التعرض للهجوم أو الاضطهاد، حيث تقوم المعاناة على الشوق الغامر للأشياء من الماضي، وكان هذا التشخيص مرتبطاً بشكل كبير بالجنود الذين يصيبهم الحنين إلى الوطن حالما يغنون بعض الأغاني أو يرون الأشياء التي تذكرهم بطفولتهم، وقد وصل الأمر لذروته بين أفراد الجيش السويسري حيث إذا ما غنى شخص أغنية بعنوان Khue-Reyen كانوا ينفجرون بكاءً، ولكن ليست الأغنيات المؤثرة وحدها ما يثير الحنين بل أمور كثيرة مثل: البيئة التي عشت فيها، وطموح غير محقق، وتناول طعام لذيذ، والحب، وكانت هذه المؤثرات في كل مكان.
!@!
تراوحت أعراض الحنين بين ما هو معقول مثل الحزن العام والانتحار وصولاً إلى ما ليس له علاقة بالحالة مثل التهاب الدماغ والنوبات القلبية.
بالطبع، كما هو الحال مع أي مرض، كان هناك أيضاً تفشي لـ”الحنين المزيف“، حيث تظاهر بعض الجنود به للحصول على مبرر لتجنب القتال، لكن الجيوش لا يمكن أن تقوم بدون جنود، لذلك انتشر علاج سريع يقوم على الترهيب من خلال التهديد بدفن الذين يعانون من الحنين أحياء، أو مجرد علاج الأعراض بالطرق التقليدية مثل استخدام العلق لجعل الناس يستفرغون ويشعرون بالغثيان بدل الحنين، وفي الوقت الذي وصل فيه الحنين إلى أمريكا أمضى الجنود وقتهم إما يُهدَدون بالقتل أو كان تُطلق عليهم مجموعة من الألقاب المعيبة ليخجلوا من حزنهم، لأنهم، كما تعرفون، في أمريكا.. في نهاية المطاف تحولت طريقة التعامل مع الحنين لتصبح أكثر لطفاً، وأصبح الحنين في حد ذاته مظهراً مقبولاً.