سابقاً، إذا كنت تملك المال الكافي فستقوم خدمة البريد بشحن أي شيء أقل من 275 سم و32 كيلوغرام لفائدتك إلى أي مكان، لذا كانت هناك الكثير من الأشياء التي قد يرغب المرء في شحنها، والتي تتناسب مع تلك الشروط، كالأطفال على سبيل المثال، وبطبيعة الحال في الوقت الحاضر من ”غير القانوني“ أن تحشر ابن أختك الصغير في صندوق ثم تشحنه إلى كمبوديا، ولكن ذلك لم يكن ممنوعاً دائماً.
!@!
قبل عام 1913؛ لم يكن بإمكان مكاتب البريد شحن أي شيء يزيد وزنه عن أربعة أرطال، لكن في 1 يناير 1913 جرى العمل بنظام الطرود البريدية الذي مكن الناس أخيراً من شحن طرود كاملة لبعضهم البعض، كانت هذه نعمة كبيرة للاقتصاد وشهدت شركات الطلب بالبريد ارتفاعاً في عائداتها، كانت عائلات الطبقة المتوسطة قادرة على توفير المال أيضاً، فبدلاً من شراء تذاكر لأطفالهم لركوب القطار كان بإمكانهم شحن أولادهم الصغار عبر البريد.
بشكل عام كان ينظر إلى قصة الآباء الذين يرسلون الأطفال بالبريد كنكتة ظريفة، ولكن في بعض الأحيان كان الأمر يحصل بالفعل، فعلى سبيل المثال شحنت إحدى العائلات ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات قرابة 100 كلم إلى منزل جدتها وهو ما كلفها 53 سنتاً فقط، دفعتها مقابل الطوابع البريدية كأجور للطوابع.
استغرق الأمر سنة كاملة حتى تقوم مكاتب البريد بسد تلك الثغرة في نظامها، لكن كان لا يزال هناك العديد من الأمثلة على الأهالي الذين حاولوا إرسال أطفالهم في صناديق صغيرة، على أمل ألا يلاحظ أحد ذلك.