قصة أخطر مكان على الأرض عبر العصور؟


كانت الصحراء الكبرى في إفريقيا في يومٍ من الأيام أخطر مكان للتواجد فيه على وجه البسيطة، ذلك أنها كانت مرتعاً لزواحف طائرة هائلة الحجم، ولأنواع مختلفة من الديناصورات، وحيوانات صيادة تشبه التماسيح اليوم، وذلك منذ 100 مليون سنة من الآن.

يقع ما يعرف باسم التشكيل الصخري الصحراوي (كمكم) على طول الحدود الجزائرية المغربية، وهو تشكيل صخري موثّق بشكل ممتاز وتملؤه التكشيلات الصخرية الحفرية التي تحمل تسجيلات وآثار عن أشكال حياة جابت الأرض على مدى عشرات ملايين السنوات.

في هذا المكان، قام علماء الحفريات منذ عقود بتوثيق البقايا الحفرية لأسماك عظمية وغضروفية، وسلاحف، وديناصورات، وزواحف مجنّحة طائرة، بالإضافة إلى نباتات وبقايا حفريات أخرى.

تتضمن حمادة (كمكم) عدداً كبيراً جداً بشكل غير مسبوق من الحيوانات اللاحمة الضخمة الحجم، وهي تمثل بشكل جيد التنوع الذي كان عليه الشمال الإفريقي أفضل من أي تشكيل صخري آخر في هذه القارة.

نشر فريق علماء الحفريات المسؤول عن هذه الدراسة موضوع مقالنا اليوم على موقعنا «دخلك بتعرف» أعمالهم في مجلة Zookeys، وهناك قاموا بمقارنة ملاحظات تم تسيجلها في بعثات علمية دامت عقوداً، وسجلات أحفورية من منطقة (كمكم)، كما قاموا بمراجعة مجموعات بيانات لسجلات حفرية موجودة الآن في متاحف حول العالم.

!@!
وقد كانت النتيجة ما أسموه على أنه ”أكثر عمل بحثي مسهب عن حفريات الفقاريات من الصحراء الكبرى منذ قرن تقريباً“، وهو ما يمنح نظرة أشمل على الموقع والتاريخ اللذان يعتقدون أنهما الأخطر على وجه البسيطة على مر التاريخ.

خلال العصر الطباشيري، كانت المنطقة التي تحيط بـ(كمكم) في يوم من الأيام موطناً لنظام أنهار أوسع، وهو ما كان بدوره موطناً لأنواع مختلفة من كائنات بحرية وبرية. تشير الحفريات إلى أنه على الأقل كانت ثلاثة من أكبر الديناصورات المفترسة التي تم توثيقها على الإطلاق تعيش هناك، بما في ذلك الـCarcharodontosaurus ذو أنياب السيف الذي يبلغ طوله ثمانية أمتار، وشبيهه في الحجم الـDeltadromeus Raptor، إلى جانب الزواحف المجنحة الطائرة، التي هي في الأساس عبارة عن تماسيح عملاقة طائرة.

يقول رئيس فريق البحث، وهو نزار إبراهيم، والذي يشغل منصب بروفيسور مساعد في جامعة (ديترويت) في تصريح: ”إن هذا بدون شك أخطر مكان عبر العصور على كوكب الأرض، وهو مكان ما كان لإنسان يسافر عبر الزمن أن يصمد فيه طويلاً“.

وعلى قدر الرهبة التي كانت عليها هذه الحيوانات الضخمة والخطيرة التي كانت تجوب المنطقة في ذلك الزمن من تاريخ الأرض؛ كانت كذلك الحيوانات التي كانت تتغذى عليها، وهي عبارة عن أسماك ضخمة ومخيفة، يقول الأستاذ المساعد في هذه الدراسة وهو البروفيسور (ديفيد مارتيل) من جامعة (بورتسموث): ”كان هذا المكان ممتلئا عن آخره بدون شك بأسماك ضخمة، بما في ذلك الأسماك مجوفة الشوك والأسماك الرئوية. أما الأسماك مجوفة الشوك على سبيل المثال، فقد كانت على الأرجح أكبر حجما من نظيرتها التي نعرفها اليوم بأربع أو خمسة أضعاف. كما كانت تعيش في هذه المنطقة أسماك قرش المنشار كبيرة الحجم التي تعرف باسم Onchopristis والتي كانت مجهزة بأبشع الأسنان وأكثرها إثارة للرعب، والتي كانت تشبه الخناجر المسننة، لكنها كانت براقة بشكل جميل“.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك