كانت محاكمات مدينة (سايلم) للسحرة فترة مظلمة في التاريخ الأمريكي، خلالها قُتلت العشرات من النساء –وحتى بعض من الرجال– من قبل الدولة لمجرد أنهم اتهموا بالشعوذة قبل عدة مئات من السنين، تبقى تلك المحاكمات حتى يومنا هذا حكاية تحذيرية ضد الهستيريا الجماعية التي تصيب المجتمع، وفشله في الالتزام بالإجراءات العدلية السليمة.
محاكمات (سايلم) ليست النموذج الوحيد للتمييز الظالم للمحاكم في هذه المدينة فقط، هذا لأنه بعد 150 سنة هزّت الولايات المتحدة فضيحة قضائية مرة أخرى، ونحن نتحدث عن المحاكمة التي أقامتها (سايلم) ضد الطماطم.
!@!
في عام 1820 اعتقد الجميع أن الطماطم الحمراء سامة، وبالفعل كان هناك العديد من الأوروبيين الأغنياء الذين لقوا حتفهم أثناء تناولهم لها، ولكن ذلك حدث بسبب تناولهم إياها على أطباق من معدن البيوتر، حيث يحرر التركيب الكيميائي للطماطم الرصاص الموجود في معدن البيوتر ما يسبب التسمم بالرصاص، وقد كان هنالك مزارع شهم اسمه (روبرت غيبون جونسون) علم أن الطماطم ليست سامة طالما أنك لم تأكلها ملوثة بالرصاص، لكنه كان بحاجة إلى طريقة لإثبات ذلك لأهل (سايلم).
سار (جونسون) إلى مبنى المحكمة المحلية حاملاً سلة كبيرة من ”الطماطم المسموم“ ليقيم الحكم عليها، وسرعان ما تجمع حشد من الناس متحمسين لمشاهدة هذا الرجل وهو ينهي حياته بالتأكيد، لأن مشاهدة الناس يموتون كان أمراً ممتعاً تاريخياً.
أحضر (جونسون) معه طبيباً مرموقاً وهو الدكتور (جيمس فان ميتر) تحسباً لأن يكون مخطئاً، وقبل تناوله لها أمسك (جونسون) سلة الطماطم وقال: ”سيأتي الوقت الذي تكون فيه هذه الطماطم القرمزية الفاتنة الغنية بالفائدة لذة للعين ومتعة للفم، سواء كانت مقلية أو محمصة أو مشوية أو حتى تؤكل نيئة، وسوف تشكل أساس حقول كثيرة“، وهذا بالتأكيد أكثر خطاب ملحمي قيل قبل تناول الطماطم في أي وقت مضى، ثم أكل السلة بأكملها..
وكما يمكنك التخمين، لم يمت، وبعد فترة وجيزة، نمت زراعة الطماطم للمستوى العملاق الذي هي عليه اليوم.