التاريخ مليء بالظواهر التي لن تتكرر مرة أخرى، وعلى الرغم من وجود السوق السوداء لسرقة وإعادة بيع النباتات الغريبة اليوم، إلا أنها لا تقارن بما كان يحدث مع زهرة السحلبية –أو الأوركيد– خلال القرن التاسع عشر، أي أن الناس لم يعودوا يقتلون بعضهم بعضاً حرفياً للحصول على أجمل زهرة سحلبية، فخلال العصر الفيكتوري كان الأثرياء يستأجرون ”صيادي السحلبية“ ليجوبوا العالم بحثاً عن عينات جديدة نادرة منها، لذلك سافر هؤلاء إلى أماكن غريبة للعثور على هذه النبتة النادرة، وهذا يعني عبور التضاريس الصعبة، والتعرض لبعض الأمراض القاتلة، والنجاة من هجمات الحيوانات المفترسة، ومحاربة الشعوب الأصلية، وحتى مواجهة صيادي السحلبية الآخرين، وبسبب هذا لاقت الغالبية العظمى من صيادي الزهرة حتفها سريعاً.
!@!
كانت درجة العداء كبيرة بين صياديها المتنافسين عليها، وكثيراً ما وجدوا أنفسهم يستعملون البنادق ضد بعضهم البعض، أو يخربون بذور الزهرة الخاصة بالصيادين الآخرين لتدمير كنزهم، وغالباً ما كانوا يطاردون بعضهم حول العالم فيما يشبه أفلام (إنديانا جونز)، وحتى لو تمكن أحد الصيادين من البقاء على قيد الحياة ونجا وبصحبته آلاف من زهور السحلبية ونجح في شحنها بأكملها إلى أوروبا، فإنه في كثير من الأحيان سوف ينتهي بها المطاف ميتةً ذابلة عند وصولها.
ليس من المفترض أن يتم نقل هذه النباتات، كما كان السبيل الوحيد لتحقيق الأرباح هو إذا ما تم شراء النبتة في مزاد علني يضمن جودتها، وبعضاً من عناء الساعين وراءها.