قصة من التراث اليمني: أسطورة الحمل


ما هو الحمل؟

الحمل المعروف هو صغير الخروف.. لكن الحمل الذي تتكلم عنه الخرافة هو بحسب معتقداتهم شبيه الجن لونه أبيض .. وقد أسموه الحمل لأنهم ظنوا أن لونه أبيض كصغير الخروف..

دعونا لا نطيل..

الخرافة الأولى آكل الموتى

يقال أنه عند دفن الميت فأنه يؤكل ما لم تتم حراسته.. وقد صدق الكثيرون وجود كائن طويل أبيض يلتهم الموتى حديثي الدفن وأسموه الحمل ... وإلى الآن يتم حرآسة بعض القبور لمدة ثلاثة أيام لحمايتها حسب أعتقادهم ...

طبعاً قد يستغرب المرء كيفية تصديق ملايين المواطنين لهذه الخرافة ... لكن علينا ان نتذكر أن لكل الشعوب موروثها الشعبي الخرافي ..

الخرآفة الثانية الحمل الأعمى

!@!
لم يصدق الكثير خرآفة آكل الموتى ولكنهم لازالوا يصدقون وجود الحمل ولكن بمكان آخر...

سأخبركم قصة مريم ثم نستنتج الخرآفة... مريم فتاة جميلة بعمر الزهور... أجمل فتيات القرية ، كانت ذات سلوك حسن ولا ترفض لأحد طلباً ، لكنها كانت فقيرة وكان وضع أهلها المادي سيئاً...

في يوم ما بينما كانت مريم تلعب إذ ببنات القرية يطلبن منها مرافقتهن للغآبة لقطف ثمرة الدوم من شجرة العلب .. لم تستطيع مريم الرفض .. كانت جميع فتيات القرية يكرهنها ويشعرن بالغيرة منها لجمالها ولأن الجميع يحبها لحسن أخلاقها.. فعندما وصلن للغآبة لم يتفقن من تصعد إلى شجرة العلب العالية لقطف الثمار ... فبدأن يختلقن الأعذار ... فواحدة رفضت الصعود لأنها ترتدي شال والدتها الجديد وتخاف تمزقه ومنهن من تقول أنها ترتدي حذاء خالتها الجديد .. وأخرى خاتم عمتها الذهبي وتخاف وقوعه وضياعه أثناء هز الشجرة لأجل سقوط الثمار... فنظرن إلى مريم المسكينة التي لم تكن تملك سوى ملابسها القديمة.. واتفقن أن تصعد هي الشجرة ولم تستطيع مريم رفض طلبهن فلايوجد ما تخسره على شرط ان يملئن لها سلتها بعد ان يملئن سلالهن ..

صعدت مريم بصعوبة بعد أن ساعدنها فقد كانت الشجرة عالية لدرجة يصعب الصعود والنزول.. وقامت بهز الشجرة لأجل أن تسقط الثمار... وبعد أن ملئن سلالهن تركنها على الشجرة العالية وهربن فقد كانت هذه خطتهن منذ البداية.. ولكنهن تعمدن ذلك لأنهن يعلمن أن هنالك وحش يسكن الغآبة يدعا الحمل ، وهو طويل وأبيض اللون وبأمكانه أن يشم رآحة الفتاة إذا كانت خائفة...

وبالفعل شم الحمل رائحة مريم ، وكان أعمى ، فتوجه إليها يلتمس طريقه وهو يقول: أشتم رائحة أنسى وسوف آكله بضرسي...

فخافت مريم وقالت : رجاء لا تأكلني فأن لحمي مر...

فقال لها وهو يؤشر بأصابعه واحدة تلو الأخرى : أن وقعت على الخنصر سأكل أخيك وأن وقعت على البنصر فسأتزوجك وأن وقعت على الوسطى سأعيدك لوالديك وأن وقعت على السبابة فسأقتلك وان وقعت على الإبهام سأقتل والديك...

ولأنه كان ضخم كانت أصابعه ضخمه جدا.. فتمنت مريم الوقوع على الوسطى ولكن وقعت على البنصر فتزوجها وأخذها لقصره حيث أهداها جناح ذو ثمانية غرف وأعطاها مفاتيح الغرف جميعاً وحذرها من فتح الثامنة لحكمة لا يعلمها ألا هو...

مريم فتحت جميع الغرف السبع .. وكانت كل غرفة تحتوي على أشياء معينة كالملابس الفاخرة والأكل الشهي الخ ..

لكن الفضول قتل مريم لمعرفة ما تحتويه الغرفة الثامنة ، واخيراً لم تعد تقاوم تلك الرغبة ففتحت الغرفة الثامنة لتنصدم بالمنظر .. فها هي ترى جماجم وعظام بشرية .. فأقفلتها سريعاً وعندما عاد كانت قد عزمت على قتله والتخلص من شره ... فذهب الحمل للنوم وكان ينام و عيناه مفتوحتان وعندما يستيقظ عيناه مغمضتان والعكس.. فأخذت مريم سكين ورآت عينا الحمل مفتوحتان فقتلته وهربت ..

كانت هذه القصة من تأليف الأجداد فقد كانوا يحذورن بناتهن من الذهاب للغآبة وتسلق الأشجار .. وكانوا يستحبون لبناتهن لبس ملابس جديدة أثناء قطف ثمار الدوم..

غريب جداً غريب..

الخرآفة الثالثة العشية والصبحة والهارش

أسماء غريبة .. ماذا تعني؟ .. حسنا سأخبركم ما هي حكاية هذه الأسماء...

كانت هنالك أمراة ولديها ثلاث اطفال ، ولدان وبنت ، فمرة نامت بنتها دون عشاء فأتتها العشوة والتهمتها ويقال ان هذه العشوة هي شقيقة الحمل .. فنهضت الأم وبنتها مفقودة فحذرت أولادها من النوم دون عشاء..

وفي اليوم التالي لم يفطر أحد أبناءها فأتى وقت الغداء وهو مفقود قد ألتهمه الصبوح شقيق الحمل ... فحذرت الأم أبنها المتبقي من عدم تناول وجباته بإنتظام .. ولكن أبنها تجول ليلاً فألتهمه الهارش والد الحمل..

وكانت الأمهات تصدقن هذه الخرافة وتحذرن أولادهن ... وأحياناً لا تصدقهن ولكن فقط لتخويف أطفالهن ..

هنالك الكثير من المقالات حول هذا الكائن الخرآفي وقد زعم البعض رؤيته في الشارع ... مع اني أستبعد وجوده .. لكن إذا كان حقيقي فهل يعقل أنه من فصيلة الجن..؟

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك