قصة الخناس

منذ #قصص رعب

قد يضعنا القدر في تجارب ، لم نكن نحسب لها حسابًا ، ولكنها تترك في أنفسنا أثرًا قد لا نستطيع محوه للأبد ، مثل بطل قصتنا . يقول الراوي ويدعى أحمد ، أنا طالب بالمرحلة الثانوية ، أعيش مع أسرتي المكونة من أبي وأمي وإخوتي ، لا داعي لذكر أنني راسب بالثانوية العامة ، على الرغم من أن شقيقتي الكبرى طبيبة ، وشقيقي يدرس بكلية الهندسة ، قد أكون مهملاً بعض الشيء ، ولهذا قرر والدي أن يرسلني إلى بلدتنا الريفية لأعيش مع خالتي ، حتى تمر فترة الاختبارات بسلام . اعترضت في البداية ، فخالتي غير متزوجة وليس لديها أبناء وتعيش وحدها ، وتعدني أنا وأشقائي مثل أبنائها ، ولكنني لا أعدها كذلك فعلاقتي بها كانت غير وثيقة ، كما أنني لم أكن أفضل الحياة الريفية كثيرًا ، وفي النهاية رضخت لرغبة والدي ووالدتي . جهزت لي خالتي أفضل الغرف داخل منزلها ، بالطابق الثاني ووقفت أتأمل المكان حولي ، المنازل قريبة لدرجة أنك تستطيع سماع أصوات الجيران ، وبالقليل من التركيز يمكنك معرفة ما يتحدثون بشأنه ، مضى أسبوعان مكثت خلالهما بالبلدة ، وكنت قد استطعت أن أتعرف على بعض من حولي ، وعلمت أن هناك دجالاً بالقرية يدعى الحاج عويس ، وهو صاحب كرامات وبركة ! وفي إحدى الليالي خرجت أستنشق بعض الهواء ، فلمحت منزل عويس بالقرب منا ، به إضاءة حمراء خافتة ، غلبني الفضول فأتيت بعدستي المكبرة ، وأمسكت بها فرأيت الرجل يجلس أرضًا ، وسط دائرة من الشموع ، وعلى الأرض سائل أحمر اللون ، وبتقريب العدسة تيقنت أنها دماء ! ظللت أراقب ما يحدث فوجدته يتمتم بكلمات ما ، لم أستطيع أن أفهم ما يقوله ، ولكني فجأة رفعت العدسة إلى وجهة ولمحته ينظر لي نظرة مرعبة للغاية ، وفجأة شعرت بشيء ضرب صدري وأسقطني أرضًا ، زحفت قليلاً ثم رفعت رأسي لأنظر مرة أخرى ، لأجده أغلق النافذة المقابلة لي ، فذهبت لأنام وأنا أفكر فيما حدث . في اليوم التالي ، أخذني الفضول مرة أخرى لأشاهد ما يفعل هذا الرجل ، ولمحته يسير حول منزله ، وبيده طفل صغير أشبه بالمخدر ، حاولت أن أتبين ما يحدث ولكني لم أستطيع ، ذهبت إلى شبكة الإنترنت لمعرفة ما يحدث ، وكل ما وجدته أن السحرة يستخدمون الأطفال للتضحية بهم ، من أجل كسب الجان في صفوفهم ، ألهذا أتى بالطفل ؟ جاءت خالتي وطلبت مني أن أذهب لشراء بعض الأطعمة ، فذهبت وأنا أسير في الشارع شعرت بمن يسير خلفي ، تلفت لأجد عويس ينظر لي نظرة أرعبتني وقال لي لا تتدخل فيما لا يعنيك ، حتى لا تتأذى وهذه المرة هي مجرد تحذير فقط . عدت إلى المنزل وصعدت إلى غرفتي ، ووقفت لأراقب ما يحدث مرة أخرى ، فوجدت عويس يخيط ثوبًا عليه طلاسم كثيرة غير مفهومة ، بشكل أشبه بالجلباب ، ومرة أخرى رآني ونظر لي بنفس النظرة المرعبة . وذهبت لأنام فإذا بالكرسي الهزاز ، في غرفتي يتحرك من تلقاء نفسه ، نظرت في ربع لأجد شيئًا أسود اللون وممتلئ بالشعر الكثيف ، وله عينان حمراوان كدت أبتلع لساني عندما رأيته ، وفجأة نهض وبدأ يقترب مني ، فصرخت بشدة وأغمضت عيناي ، لأستفيق وأجد خالتي تجلس بجواري وهي تبكي وتقول لي أنني كنت واقعًا على الأرض وأرتعد بشدة ، ثم قالت أنها سوف تعيدني إلى أسرتي ولكني رفضت وطلبت منها أن أخرج لأستنشق بعض الهواء .

خرجت وبالفعل شعرت بالاسترخاء ، ولكن عند عودتي وجدت الناس يقفون حول منزل عويس ، وسألت عما يحدث ، فقالوا بأنه قد ذبح عجلاً ويوزعه على الفقراء ، استعجبت مما يحدث ، وتمسكت بفرصة انشغاله مع الناس وتسللت إلى منزله ، بحثت عن الطفل فلم أجده ، فصعدت للطابق الثاني ، لأجد الكائن الأسود وشعره الكثيف وعيناه الحمراوات يقف أمامي مباشرة ، فتراجعت لأصطدم بعويس ، الذي اتسعت عيناه بنظرة أرعبتني أكثر مما سبق ، وفقدت وعيي . عقب أن استفقت وجدت عويس يقف إلى جواري ، ويعاتبني على تدخلي وفضولي ، فقلت لخالتي صارخًا كيف تأتي بهذا المشعوذ هنا ، قاتل الأطفال فنظر لي الرجل بغضب وقال لي ، لابد أن تنضج قليلاً ، وروى لي أن هذا الطفل يدعى سفيان ، وهو ابنًا لأحد أصدقائه الأثرياء . ولكن فعليًا لا يهتم به أبواه مطلقًا ، وفي أحد الأيام سقط سفيان عن الدرج مغشيًا عليه ، ودخل في غيبوبة ، ليستفيق بعدها ويروي أنه قد رأى جهنم ورأى كائنات سوداء لها شعر كثيف ، تحاول أن تجذبه إلى النار ، هنا أشار الطبيب إلى أن بعض حالات الغيبوبة قد تشاهد أمورًا لا يمكن للطبيب التحكم بها بالطبع . وبعد فترة تبدل حال الطفل تمامًا ، كان الكائن الأسود يظهر في أي مكان يذهب إليه ، بالإضافة إلى اشتعال النيران بشكل مفاجئ أينما ذهب ، فهاتفني والده وعندما ذهبت أدركت المصيبة ، هذا الطفل ليس كما كان ، فقد تلبسته بعض الكائنات السوداء ، وطلبت من والده أن آخذه معي إلى منزلي ، مع تحذيره بأن ابنه خطرًا للغاية . أخذت الطفل معي وصنعت جلبابًا عليه طلاسم حماية من هذا الكائن ، وكتبت نفس الطلاسم على منزلي ، وعلى باب غرفتي ، من أجل الحماية ولكن عندما تدخلت أنت كنت ستفسد كل شيء ، وكان من الممكن أن تؤذ نفسك ، لولا أنني كنت أرتدي جلبابي ، ما أن شاهده الكائن حتى احترق ، واستفاق الطفل بين يدي عقب دخوله غيبوبة مجددًا ، ولكنه عاد إلى طبيعته مرة أخرى . نصيحتي يا بني ألا تتدخل فيما لا يعنيك مرة أخرى ، حتى لا تؤذي نفسك وتؤذي غيرك ، فقد كان من الممكن أن يحترق منزل خالتك وأنتما بداخله ، عقب أن أتى إليك الكائن الأسود بنفسه .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك