بعض رغباتنا قد تدفعنا للجوء إلى طرق لم نكن نتخيل أن نسير في دروبها من قبل ، كأن نطرق أبواب السحرة والمشعوذين ، وأن نلجأ لهم في لحظة يأس وقنوط ، ولكن في النهاية لن نجني سوى البؤس والشقاء كما حدث لبطل قصتنا . يقول الراوي ويدعى محمد ، أنا شاب في أواخر العقد الثاني من العمر ، تزوجت من ابنة عمي قبل خمسة أعوام ، ولم يرزقنا الله بأي طفل ، الأمر الذي جعلنا نلجأ لكافة الطرق والوسائل المتاحة ، وتجريب العلاجات والعقاقير والمحاقن ، التي جعلت جيوبنا خاوية على عروشها ، وفي المقابل لم نعدم بابًا أو وسيلة تقربنا من حلمنا ، ولم نطرقه حتى الطب البديل لجأت أنا وزوجتي إلى وصفاته ، حتى يأس كلانا من الأمر . وفي أحد الأيام وبينما أنا جالس برفقة صديق قديم لي ، ونتبادل أطراف الحديث بشأن الأمر ، فإذا به يقول لي الشهر القادم هو شهر يوليو ، حاول أن تذهب إلى المحافظة المجاورة لنا ، ففيها يقام مهرجان ديني ، ويجلس به المجذوب ، فسألته من هو المجذوب ؟ قال لي هو رجل بركة ، معروف عنه أنه يستطيع أن يحل لكل شخص مشاكله التي تواجهه ، ولي أقارب ذهبوا إليه في أمور مختلفة ، وقام بحلها ، فلا بأس من أن تجرب . ظللت طوال الليل أفكر في كلام صديقي ، أنا رجل متدين وأعرف أن كل شيء بيد الله فقط ، ولن يستطيع مخلوق مهما حدث أن يبدل إرادة الله ، لأي شخص فإنه يجعل من يشاء عقيمًا ، ويرزق من يشاء بغير حساب ، وقررت ألا أنفذ ما نصحني به صديقي . ولكن وقبل شهر يوليو ، قابلت صديقي هذا مرة أخرى ، وأخذ يلح علي بأن أذهب ، فذهابي لن يكلفني شيء ، فالرجل لا يأخذ مالاً وإنما يساعد لوجه الله فقط ، وإذا حدث وأنجبت يكون الفضل لله أولاً وأخيرًا ، وهذا الشخص مجرد سببًا . أقنعني صديقي فقررت أن أذهب ، وبالفعل انطلقت نحو المولد الديني ، وفوجئت بأعداد مهولة من البشر بينما مسبح ومستغفر ، ومن يجذب الناس ببعض الألعاب السحرية والنصب أيضًا ، تجولت بينهم وسألت عن خيمة الشيخ المجذوب فدلني البعض . وصلت إلى الخيمة لأجد البعض نائمون على الأرض ، فجاءني رجل يسألني عما أريد ، فقلت له أرغب في مقابلة المجذوب ، قالي لي أين الهدية ؟ فقلت مندهشًا أن أعلم أن الشيخ يساعد لوجه الله ، فقال لي نعم وما سوف يفعله لك لا يساوي ما سوف تدفعه لنا ، فقلت له ماذا تريد وأعطيته خمسمائة جنيهًا وفقًا لطلبه . انتظرت قليلاً وسألت أحد الجلوس من هو هذا الرجل ، فقال لي أحدهم أنه كان رجلاً طبيعيًا جدًا ، حتى رأى في أحد الأيام جان وقام بتسخيره ، ومن هذا اليوم وهو يسخر عشيرة كاملة من الجن لخدمته ، وخدمة البشر ، فابتسمت وجلست انتظر . جاء دوري فذهبت إلى الداخل ، لأشاهد ضبابًا لا أكاد أرى يداي من خلاله ، وجاء الرجل ، كان عجوزًا يرتدي بعض الثياب المهترئة ووجهه شاحب اللون ومخيف حقًا ، قال لي استعد للزيارة قلت له ، ما هي الزيارة ، فإذا به يضغط على رقبتي براحتيه ، حتى كادت تنخلع وقبل أن أقل له لا أرغب في الزيارة ، حتى فقدت وعيي . وأنا فاقد الوعي وجدت نفسي أسير في غرفة ، وبها ستائر بيضاء ، فأزحتها لأرى شخصًا ما يحمل دورقًا مليئًا بالمياه ، وقام برشه في وجهي ، استيقظت لأجد الشيخ جالسًا أمامي ، ووجهي ممتلئ بالمياه ولا أحد سوانا بالغرفة ، فقال لي ماذا رأيت ، حاولت أن أشرح ولكني لم أستطيع ، فقال لي المشكلة الإنجابية ليست منك ، أرجو أن تأتيني بزوجتك المرة القادمة ، وعلى فمه ابتسامة مقبضه للغاية . عدت إلى زوجتي وأصرت على ألا تطاوعني ، ولكن أمام إصراري جاءت معي إلى المجذوب وهي كالمخدرة ، وعقب مرور بضعة ساعات في انتظار موعدنا ، بدأت تتحدث بلهفة وشوق إلى لقاء المجذوب ! جلسنا وطلب منها الرجل مثلما فعل معي أن تذهب للزيارة ، وما أن أغمضت زوجتي عينيها حتى رأت أجسادًا سوداء تزحف على الأرض أمامها ، قصيرة الطول ومتسعة العينان ، ولها أنياب مدببة جعلتها تصرخ ، حتى فتحت عينيها ، هنا نظر إلينا الرجل بغضب شديد ، وصاح في كلانا لقد أفسدتما ما أفعله ، ولابد أن تقوما بعمل ترضية لهم ، فقلت له ما المطلوب منا ، قال لي إذا أردتما أن يتم لكما المراد وأن تحمل زوجتك فلابد لكما من اتباع الطقوس التالية . وطلب منا الرجل ألا نصلي لفترة أسبوع ، نقوم خلاله بنفس بعض الآيات القرآنية على أيدينا وأرجلنا ، وعندما سألته كيف ندخل إلى الحمام وعلى أجسادنا تلك الآيات خلافًا لعدم الصلاة ، قال لي الرجل هذه هي طلباتهم حتى يستطيعوا اختراق جسديكما ويتم لكما المراد . ذهبنا إلى المنزل وطفقنا نلوم بعضنا بعضًا أننا ذهبنا لهذا الرجل ، وما أن استرحنا حتى بدأن في تنفيذ طلباته كالمحسورين ، ومر يوم واثنان وثلاثة ، وبدأت زوجتي في رؤية ، ظلال سوداء صغيرة تتحرك داخل المنزل ، وعندما أخبرنا الرجل هلل وفرح وقال سوف تسعدان بخبر الحمل قريبًا ، طالما أنكما شاهدتما الصغار ! لم نفهم ما يعنيه ، ولكن زوجتي بعد يومين وأثناء ذهابها للاستحمام ، سقطت مغشيًا عليها ، وعقب أن استفاقت كنت أبكي بشدة وظللت أعتذر لها بشدة ، فنهضت تتساءل ماذا حدث ، فقلت لها أن الشيخ قال لي أن أفتح محبس الغاز بالحمام قليلاً ، ثم أضيع الرائحة ببعض العطر القليل وأترك الغرفة مغلقة ، فعندما أتيت أنت لتناول حمامك ، قمت بإدخال كلبًا عليك ، فصرخت وسقطت فاقدة الوعي ، فهالني المنظر وذهبت وهاتفت أخي .
قال أخيه لقد أبلغت عن هذا النصاب فهو أراد استغلالكما ، ولا أدري كيف تمكن من ذلك مع أشخاص متعلمة مثلكما ، فقالت الزوجة لحظة واحدة أن لم أرى كلبًا واحدًا ، بل رأيت كلابًا كثيرة ، بالإضافة إلى الظلال ، فقال لها أخي لأنكما ببساطة شربتما من المشروب الذي أعطاكما إياه ، مما ساعد على تزايد حدة الهلوسة ، وكان لابد لكما من أحذ الحيطة والحذر ، فلا بشر يستطيع أن يغير إرادة الله سوى المولى عزوجل وحده.