إذا كنت على وشك السفر من مدينة تولوكا المكسيكية إلى بلدة إكستابان دي لاسال ، ستجد طريقًا سلسلًا وممهدًا يريحك في السفر ، ولكنه لم يكن هكذا قبل سنوات فقد كان الطريق بين البلدتين جبلي وعر لا ينبسط أمام الحافلات ، وعلى جانب الطريق الضيق كان هناك صخرة ضخمة مدببة ، وعلى الجانب الأخر كان الهواء ، وأسفله انخفاض حاد إن هوى منه أحد ، فإنه هالك لا محالة . وحدث منذ سنوات عديدة أن حافلة غادرت من إكستابان دي لا سال إلى تولوكا في رحلة معتادة ، كانت الرحلة في المساء لذا أخذ الركاب على متن الحافلة قسطًا من الراحة ، وعندما وصلت الحافلة إلى قاعدة الجبل ، كانت تتسلقه ببطء دون أي مشاكل ، والعديد من هؤلاء الركاب قاموا بتلك الرحلة مرارًا وتكرارًا لذا بدا كل شيء مألوف . ولكن حينما بلغت الحافلة أعلى نقطة في الجبل ، حدث ما لم يكن بالحسبان فقد هطل مطر غزير ، حاول السائق معه أن يسيطر على الحافلة ويتحرك ببطء ؛ لأن الحوادث التي وقعت بهذا الطريق كانت بالكاد مميتة إلا أنه لم يستطيع ، فأخذت الحافلة تنزلق بسرعة وعم التوتر جميع الركاب ، وتعالت الصيحات الكل ينادي على السائق ، لكنه لم يرد فالفرامل لم تعد تعمل . الحافلة بدأت تهوي من أعلى المنحدر كل شيء حدث بسرعة وفجأة أخذت الحافلة تصطدم بالصخور حتى استقرت أسفل المنحدر الصخري ، ولقي معظم الركاب حتفهم ومن ظل على قيد الحياة كان جريح ، ولكن ما هي إلا دقائق قليلة حتى اشتعلت النار بالحافلة وقضت على كل من كان بها .
منذ ذلك اليوم والناس يزعمون روية تلك الحافلة في الليل على الطريق من إكستابان دي لا سال إلى تولوكا ، وإذا أشرت لها بيدك للركوب ستتوقف أمامك ويفتح الباب ، ستجدها حافلة قديمة بعض الشيء لكنها ليست متهالكة ، بداخلها يجلس الركاب ولكن هناك دائمًا مقعد فارغ . إذا ركبت بداخلها ستجد الصمت يخيم على المكان ، لا أحد يتحدث فيها فقط المسئول عن التذاكر يمر لأخذ الأجرة من الركاب ، ولكنه لا يمر بك ، وقبل أن تصل الحافلة إلى تولوكا تتوقف ويؤمرك السائق أن تنزل منها وإلا ستبقى فيها للأبد ، فتحاول دفع ثمن التذكرة ولكنها يعيدها إليك ، بعدها يؤمرك ان ترحل ولا تنظر للوراء مهما حدث . إذا استمعت لنصيحة السائق ولم تلتفت للخلف ، ستسمع صوت إغلاق الأبواب وحركة المحرك وصوت الحافلة تسير إلى الأمام ، أما إذا عصيت النصيحة واستدرت فستجدها متفحمة من الداخل والركاب ما هم إلا هياكل عظيمة تجلس فوق المقاعد وتبدو كما لو أنها تحدق بالنوافذ . وبعدها بثلاث أيام ستتعرض لحادث وتموت ويصبح لشبحك مقعد دائم على تلك الحافلة ، لذا إذا ساقك حظك للسفر إلى تولوكا عبر ذلك الطريق لا تسافر في الليل ، وإن سافرت فاتبع تعليمات السائق ولا تحاول مخالفته ، وإلا ستظل على متن تلك الحافلة للأبد .