ما هو الخوف ؟ الخوف هو شعور قوي ومزعج جدًا ، مقارنة بالشعور بالخطر ، فقد يكون الخطر حقيقي أو من نسج الخيال ، بينما الخوف هو العدو الأعظم للإنسان ، الخوف هو السبب خلف الفشل أو المرض ، هناك من يخاف من المرض أو الجنون أو الشيخوخة أو المستقبل ، لكن الخوف في النهاية ما هو إلا فكرة زرعناها نحن بعقولنا . البداية : يقول الراوي ويدعى كامل أنه طالب بالفرقة الثانية في إحدى الكليات النظرية ، ولديه شقيقة تمت خطبتها وبقي القليل من الوقت لتتزوج ، وفي أحد الأيام عاد كامل من جامعته ليجد أبيه جالسًا منطويًا على نفسه وفي عينيه نظرات حزن بالغة ، وكنت شقيقتي جالسة بالغرفة تبكي ، فظننت أنها ارتكبت شيئًا خطأ وعاقبها أبي . وبالمزيد من الاستفسار ، قال لي أبي أن زواج شقيقتي قد تأجل نظرًا لأننا لا نملك ما نستكمل به متاعها ، فطمأنتهما أنني رجل وسوف أساعد في زواج شقيقتي . انطلقت عقب ذلك مع صديق لي نحو مكان يعمل به الصيادون ، يخرجون لجلب الأسماك ، وكانت أول مرة لي أخرج لهذا العمل وبدأت أتعلم منهم ما المطلوب لهذا العمل ، فودعت أبي أنني سوف أبقى بالبحر لعدة أيام ، وانطلقنا بالمراكب في عرض البحر ، وفي اليوم الأول تغير الطقس ، فوعدنا القبطان أن الأمر سوف يتحسن ، فذهبت لكي أخلد للنوم . الأسطورة : أثناء النوم سمعت صرخة قوية ، فخرجت لأرى ما حدث ، فوجدت غيوم سوداء كثيفة للغاية في السماء ، فانطلقت أبحث عمن بالمركب غيري فلم أجد أحدهم ! فجأة ارتفعت الأمواج وعصف الطقس أقوى ، فتمسكت بالحائط حتى لا أسقط ، وفجأة هدأ كل شيء كما بدأ . سمعت الصرخة مرة أخرى ، كانت صرخة لأنثى تتألم ، وأتى الصوت من كابينة الرئيس ، فتبعته حتى وصلت إلى هناك ، والغريب في الأمر أن الظلام كان دامسًا جدًا ، لا تكد ترى يديك ، وبمجرد أن فتحت باب الكابينة حتى رأيتها . أجمل سيدة يمكنك أن تراها في حياتك ، تملك شعرًا طويلاً ووجهًا أبيض ، وكما المسحور اقتربت منها وكأنها حورية من حوريات البحر ، وشعرت بأن الزمن يتجمد ، وكانت عيناها أشبه بعيون الثعابين .
فحاولت أن أعود أدراجي ولكن انغلق الباب فجأة ، وبدأت هي في الاقتراب مني وتحول وجهها إلى شيطان من الجحيم ، ثم بدأت في خنقي بقوة أفظع من قوى البشر ، وبدأت تصرخ في مشهد مهيب للغاية . بدأ فمها في النزيف ، ثم غرست أنيابها في رأسي فصرخت بكل قوتي ، لأستيقظ بين الصيادين ، فأتى صديقي ورويت له ما رأيت ، فقال لي أن هذا تأثير البحر ، فذهبت أمام المرآة ووضعت يدي على رأسي موضع الأنياب حيث آلمتني رأسي ، ووضعت يدي فإذا بدم متجلط موضع الأنياب ! تجربة مرعبة : عقب يومين من الانطلاق كان الصيد قليل ، وبدأ الصيادون في التأفف والحزن ، وهنا قرر القائد أن نذهب إلى جزيرة يمتنع عنها الصيادون ويخشونها بشدة ، فسألت لم هم قلقون ، وقال لي صديقي أن الجزيرة لها قصة أن هناك عاشقان رفض أهلهما أن يتزوجا . فهربا في مركب وغرقت بهما ، بعدها ظهرت تلك الجزيرة ، وانتشرت الشائعات بعدها أن هناك سبعة صيادون قد ذهبوا للجزيرة للصيد ، واختفوا جميعا بعدها وعادت المركب إلى الشاطئ ، بلا أي منهم وكان عليها تحذير بألا يذهب أي شخص إليها ، وقيل أن الجن هو من قادها . ذهبنا بالفعل إلى الجزيرة ، وبدأنا في الصيد وامتلأت الصناديق كثيرًا ، ولكن أثناء مغادرتنا توقفت المحرك دون جدوى في إصلاحه ، فقال أحد الصيادين أنهم الآن في منطقة الموت ، وبدأ الطعام والشراب في النفاذ ، فاضطررنا للهبوط على سطح الجزيرة نفسها ، للبحث عن الطعام والشراب . وجلست مع القائد وذهب الجميع للبحث عما نشربه أو نأكله ، وفجأة سمعنا أصوات صرخات الصيادون ، وفجأة عاد صديقي وهو ينزف وبسؤاله ماذا حدث لم يجب وفقد الوعي ، حاولت أن أحمله معي ولكن فجأة انشقت الأرض من تحتي وسقطتنا . شممت رائحة سيئة فإذا بي في مقبرة بها سبعة هياكل ، فتساءلت في نفسي هل فعلًا الأسطورة حقيقة ؟ فجأة ظهرت لي السيدة التي رأيتها بالحلم ، تضحك بشراسة فأغمضت عيناي وتمنيت أن أستيقظ ، ولكني شعرت بمخالبها تدخل في لحمي ، وسمعت صوتها في أذني تقول لي سأتركك ولكن بشرط ألا تحكي شيئًا مما حدث ، ولا حتى لي اندهشت كيف تركتني ، ولكنها فجأة ظهرت مرة أخرى ففقدت وعيي . فتحت عيناي فوجدتني أطفو على سطح الماء ، وبعد وقت قليل وجدتني مركب صيد وحملتني نحو الشاطئ ، وبسؤالي رويت ما حدث دون أن أذكر السيدة كما قالت لي ، وبالفعل عادت مركب الصيادين إلى الشاطئ كما حدث في الأسطورة ، وعليها نفس التحذير بألا يقترب أحدهم من الجزيرة . وتم تعويضي من نقابة الصيادين بمبلغ ما عن الضرار التي لحقت بي ، وبالفعل أخذت المبلغ وساعدت في زواج شقيقتي ، واستكملت دراستي وتم ما أردت ، دون أن يعلم أي شخص ما حدث ، خاصة عقب أن ذهب رجال الشرطة بالقرب من الجزيرة ولم يجدوا أي أثر لأية جثة .