أثر مرض الطاعون على العديد من الأماكن في انجلترا وخاصة العاصمة لندن ولكن قرية صغيرة في دير بيشاير “Derbyshire” تسمى قرية إيام يذكرها التاريخ دائماً بالتضحية البطولية التي قام بها أهلها من أجل إيقاف انتشار العدوى ، كان الطاعون الدملي مرضاً مروعاً في أوروبا في العصور الوسطى عرف بالموت الأسود كان جلد المريض يتحول إلى بقع سوداء ويصاحبة التهاب بالغدد والقئ والصداع والموت قضى المرض في الفترة ما بين 1346م-1353م على نحو 100 مليون شخص في العالم ، أي ما يقرب من ربع سكان العالم، وفي الفترة ما بين 1665م- 1666م ظهر الطاعون مرة أخرى في لندن على الرغم من صغر حجم التفشي مقارنة بالسابق إلا أنه قضى على 100 ألف شخص تقريباً .
ووصل الطاعون إلى قرية إيام التي تقع على بعد 35 ميلاً جنوب شرق مانشستر في صيف عام 1665م ، وذلك عندما أرسل أحد تجار لندن قطعة قماش مملوءة بالبراغيث إلى خياط القرية ألكساندر هادفيلد “Alexander Hadfield” وقيل إن مساعد الخياط الذي يدعى جورج فيكارس ” George Vicars ” قد فتح احزمة القماش وعلقها أمام الموقد ليجف عن غير قصد انطلقت البراغيث الحاملة للمرض في غضون أسبوع ، مات فيكارس وبعد فترة وجيزة مرضت بقيته أسرته وماتت.
وعندما بدأ المرض في الانتشار في القرية ظهرت حالة من الذعر واقترح بعض الناس أن يفروا منها ولكن كان للقرية رئيساً شجاعاً يُدعى ويليام مومبيوس ” William Mompesson” تدخل وأقنع أهل القرية بعدم المغادرة لأن ذلك من شأنه أن يعرض القرى المجاورة للخطر، ووافق أهل القرية وبدؤوا الحجر الصحي وهذا يعني موت عدد كبير منهم ، وتم وضع محيط من الحجارة حول القرية وتعهد جميع السكان حتى من يتمتعون بصحة جيدة بعدم عبوره وكان أهل القرية يتلقون المساعدات والطعام من القرى المجاورة الذين كانوا يتركون الطعام عند حدود الحجارة وكان أهل القرية يتركون لهم المال في أحواض مملوءة بالماء ، ولا تزال الحجارة الحدودية موجودة إلى اليوم وكذلك أحواض المياه المسماة ” Mompesson’s well “
وبجانب الحجر الصحي اتخذ أهل القرية خطوات للحد من انتشار العدوى داخل القرية فتم نقل الكنيسة لمكان أخر لتكون جانب المقبرة واضطر العديد من العائلات دفن عائلاتهم بأكملها وكان يتم ربط الجثث من القدم وجرها لتجنب الاتصال بالمتوفى وبعد 14 شهر اختفى المرض ولم يتبقى من أهل القرية سوى 260 قروي وكان لعزلهم أثر كبير في تجنب انتقال المرض لآلاف السكان في إنجلترا ، اليوم توجد لوحات ونصب تذكارية في جميع أنحاء القرية تخليداً لذكرى التضحية العظيم التي قام بها أهل القرية .