دائمًا ما يتولد لدينا اعتقاد ذهني يربط بين القطط والشياطين خاصة السوداء منها ، وهناك العديد من الأساطير التي رسخت هذا المعتقد خاصة في اليابان ، فالكثير من الناس هناك يعتقدون أن القطط يمكنها أن تتحول إلى شياطين بشعة ، ويطلق على تلك القطط باليابانية (بيك نيكو) ، وهي التي تعيش في مكان ما لمدة ثلاثة عشر عامًا ويصل وزنها إلى 8 جرامات . والقط الشيطان هو مخلوق خارق للطبيعة اشتهر في الفلكلور الياباني ، وهو عبارة عن قط عادي تحول إلى شيطان وحشي ، وتزعم الأسطورة أن القط الشيطان يستطيع المشي على قدمين وليس أربع ، ويمكنه أن يتحول ويأخذ شكل الإنسان ، وأحيانًا يقتل الناس ويتقمص هوياتهم ، وهو يشبه تمامًا القط المنزلي الذي يمكن أن ينخدع فيه أي فأر . وللأسطورة قصة شهيرة عن الشيطان القط ، وتحكي أنه ذات يوم وقع الأمير ضحية لبيك نيكو ، فبينما كان يسير مع الجارية المفضلة له في حدائق القصر ، وهي فتاة تدعى تويو ، كان هناك مخلوق عجيب يرقبهم ويقبع في الظلال خلف الأشجار . بعد دخول الأمير إلى غرفة نومه تسلل القط إلى غرفة الجارية وانتظر تحت السرير حتى غطت في النوم ، وفي منتصف الليل خرج القط ، وتحول إلى شيطان رهيب خنق الفتاة وسحب جسدها بالخارج وحفر لها حفرة في الحديقة ودفنها فيها . بعد أن قام القط بفعلته تلك تجسد في شكل الفتاة ، وخدع الجميع حتى ظنوا أنه هي نفسها ، وأخذ يمني نفسه بشرب دم الأمير ، في تلك الفترة كان الأمير يشكو من مشاهدة كثير من الأحلام السيئة كما تعرض للشحوب والضعف بصورة كبيرة لم يستطيع تفسيرها الأطباء . طلب الأمير من حراسه أن يظلوا واقفين على بابه ريثما يسترد عافيته ويصبح قويًا ، فوقف الحراس على باب غرفة الأمير ولكن مع حلول الليل بدأ النعاس يصيبهم بشكل غريب ، فحاولوا مقاومته ولكن دون فائدة .
وكان في جيش الأمير جندي شجاع علم بأمر مرضه ، فتطوع لحراسة الأمير ، فلما جاء إلى غرفته وجد الحراس قد غلبهم النعاس ، فحاول إيقاظهم لكن دون فائدة ، وفجأة بدأ الجندي نفسه يشعر بالنعاس فأخرج خنجره وطعن فخده حتى يشعر بالألم ولا يستطيع النعاس ، وكان كلما غلب عليه النوم جرح نفسه أكثر حتى يظل مستيقظًا . وفي منتصف الليل رأى الجندي الفتاة الجميلة تمشي بهدوء في غرفة الأمير وهي تقترب منه ، فدخل عليه وخنجره بيده فانصرفت في هدوء دون أن تنطق بكلمة ، وظل الجندي على باب الأمير لمدة ثلاث ليال متتالية ، وكان كل ليلة يطعن نفسه حتى لا ينام ، وفي ذلك الوقت استرد الأمير عافيته . فحاول الجندي أن يخبره عن أمر الجارية وتسللها لغرفته في الليل ، ولكن الأمير لم يسمع لكلام الجندي المخلص ورفض أن يشكك أي أحد في ولاء صديقته المفضلة ، ولكن الجندي لم يستطيع أن ينسى أمر تلك الفتاة ، فذهب إلى غرفتها في نفس اليوم وطرق بابها ، وقال لها أن معه رسالة من الأمير . وعندما فتحت الباب استل خنجره وحاول طعنها لكنها صدته بقوة ، وسرعان ما تحولت إلى بيك نيكو (قط شيطان) ، فاندهش الجندي ولكنه لم يفقد عزيمته فخاض القتال بعنف ضد القط واستطاع أن يقهره ، ولما شعر القط الشيطان بقرب هزيمته إزاء إرادة الجندي الصلبة انطلق هاربًا من النافذة وتسلل للسطح ومنه إلى الحديقة ثم اختفي في ظلمة الجبل . في اليوم التالي حكى الجندي للأمير كل ما حدث ، وفي نفس الوقت بينما كان البستاني يحفر في الحديقة وجد جسم الفتاة الحقيقية التي كان يعشقها الأمير ، فأصاب الأمير حزن شديد وقرر لانتقام لها من ذلك القط ، وأمر حراسه بمطاردته وقتله ، وبالفعل عثروا عليه وتمكن الجندي الشاب الذي كشف سره من قتله وتخليص المملكة منه تمامًا .