عادة ما ترتبط قصص الرعب والأساطير بمناطق محددة كطريق مظلم أو قصر مهجور أو منزل مسكون ، وبليرسدن قصر له قصة غريبة نسجت حولها الأساطير بسبب وقوع حادثة قتل جماعي بين جنباته ، وهناك من يقول بأن أشباح بليرسدن ما زالت تطارد الناس حتى وقتنا هذا. وتعود القصة إلى عام 1903م حينما تم بناء بليرسدن من قبل قطب من أقطاب سوق البورصة وتداول الأوراق المالية يدعي كلينتون ليديارد بلير ، وقد تم بيع القصر بعد وفاته عام 1949م لمجموعة من الراهبات أخوات القديس يوحنا المعمدان ، وذلك لعدم قدرة الورثة على تحمل تكاليف الصيانة الباهظة لهذا القصر . يقولون أن هؤلاء الراهبات قاموا بتحويل القصر إلى دار للأيتام ، عاش فيه 25 راهبة و25 يتيمًا لسنوات عديدة ، ونادرًا ما كانت الراهبات تتصل بالعالم الخارجي ، فقد كان القصر هو محور حياتهم ، وعُرف عنهم الهدوء الشديد والعزوف عن الجمهور . وتحكي الأسطورة عن وجود جسر قديم خلف القصر يقوم من خلاله صبي البقالة بتسليم الطعام للقصر من الباب الخلفي كل أسبوع ، حيث كانت تنتظره دائمًا الأم الكبيرة للراهبات وذات مرة ذهب الصبي ولكنه لم يجدها ، ظل لفترة طويلة لكن دون جدوى ، فانصرف وعاد في الأسبوع التالي ، ولكنها أيضا لم تظهر ، الأمر الذي أقلق الصبي وجعله يخبر الشرطة . وحينما زارت الشرطة موقع القصر كان المنظر مرعبًا ، أشلاء جثث الراهبات الممزقة ، ودماء متناثرة ، وغرقى عائمين على صفحة المياه ، ولكن الأمر الغريب هو بقاء جثة الراهبة الأم دون تمزيق ، فقد اكتشفت الشرطة جثث الراهبات وبعض زوار الدار في ذلك الوقت مترامية في أنحاء القصر بالإضافة إلى 25 جثة من الفتيات والفتيان وجدتها الشرطة غارقة في بحيرة القصر . لم تستطيع الشرطة حل اللغز ومعرفة سبب تلك المذبحة ، ولكن بدأت الشائعات تدور بين السكان المحليين في المنطقة عن تخلي الأم المسيحية عن ديانتها وتورطها في ممارسة الشعائر الوثنية التي جعلتها مهووسة بتطبيق بعض الطقوس كالتضحية بالأطفال من أجل الإله ، لذا ألقت باليتامى في البحيرة وهي على علم بعدم قدرتهم على السباحة .
فغرقوا جميعًا واحدًا تلو الأخر ، بعد ذلك عادت الأم الكبرى إلى القصر وأخبرت الراهبات بما فعلته ، وطلبت منهم اعتناق الوثنية وعندما رفضن عذبتهن وقتلتهن دون رحمة هم وزوار الدار اللذين تواجدوا في القصر آنذاك ، وبعدها قتلت الأم نفسها . وتزعم الأسطورة أن هناك شبحين يحومان حول الباب الخلفي للقصر ، الأول شبح لرجل معاق ذهنيًا كان يزور بليرسدن وقت وقوع المجزرة ، وتعرض للقتل والتعذيب ، ويقال أنه يظهر لتحذير الناس ومنعهم من الاقتراب من ذلك القصر الملعون ، وهو يظهر في منتصف الطريق بين الأشجار الموجودة بالقرب من مدخل القصر . أما الشبح الثاني فيظهر لمن قرر إكمال الطريق ولم يلتفت لنصيحة الشبح الأول ، إنها الأم الكبرى التي تنتظر أسفل القصر وتجذب كل من اقترب من بليرسدن لكي تعذبه وتقتله كما فعلت بزملائها الراهبات ، والجدير بالذكر أن قصر بليرسدن هو أحد الأماكن الممنوع الاقتراب منها . ولا أحد يدري هل مسكون فعًلا أما أنها مجرد روايات نسجها السكان المحليون من خيالهم الجامح ، ولكن ما هو مؤكد في تلك القصة الحظر المفروض على بليرسدن واعتقال كل من اقترب منه وإلزامه بدفع مئات الدولارات ، لذا نصيحة لا تقترب من ذلك القصر لأنك إن نجوت من الأشباح لن تنجو من الاعتقال .