دائمًا ما تلعب الضحية دور القاتل حينما يتاح لها ذلك ، فالانتقام أكثر لذة من الموت في صمت وهدوء ، وكارمن وينسيتد لم تكن سوى فتاة في ربيع العمر لم تتخطى الثامنة عشرة من عمرها ، وكانت تحيا حياة طبيعية مع أسرة تحبها وأصدقاء يفهمونها ويسعدون بقربها ، ولكن الرياح دائمًا تأتي عكس سير السفن . فالسيد وينستيد والد كارمن تعرض لبعض المشاكل في عمله ، واضطر للبحث عن عمل أخر ولكن دون جدوى ، فنصحه البعض بالرحيل إلى مقاطعة أخرى وراء الرزق ، وكان هذا ما فعله ، وليته لم يفعل ! فمع انتقال عائلة وينستيد إلى مقاطعة انديانا بدأت المتاعب ، فكارمن لم تستطيع التأقلم مع المدرسة الجديدة التي انتقلت بها ، فقد كان معظم الطلاب يتعاملون معها بنوع من العنصرية والتعجرف ، وهي الفتاة الريفية التي طرأت عليهم ، فاضطرت كارمن لأن تبقى وحيدة فترة من الزمن . ظلت كارمن تعاني من نظرات زملاءها الناقمة واستخفافهم بها ، وشعرت بالدونية وفقدان الثقة ، كل هذا والأب والأم لا يدرون عن عذاب ابنتهم شيئًا ، وبعد فترة استطاعت كارمن الالتحاق بخمس فتيات تقربوا منها وجعلوها تتسكع معهم ، فبدأت أحوالها في التبدل ، وظنت كارمن أنها أخيرًا وجدت أصدقاء يحبونها ويرغبون برفقتها . ولكن كل هذا كان فقط في مخيلة كارمن ، فالحقيقة أن هؤلاء الخمس إنما تقربوا لها ليسخروا منها ويعرفوا أسرارها ، فقد اكتشفت الفتاة أنهم يتغامزون عليها ويسخرون منها في الخفاء ، ويدعون حبها وهم في الحقيقة لا يعرفون سوى الحقد .
ثارت الفتاة حال علمها بحقيقة صديقاتها المزيفة وواجهتهم ، فأظهروا لها الوجه السيئ ، وبدأت المتاعب ، ففي المدرسة وأثناء فترة الراحة تركت كارمن كتبها في الصف ، وحينما عادت وجدت أبشع الشتائم وأسوأ الألفاظ قد كتبت لها على صفحات الكتب . ولم ينتهي الأمر هكذا ، فلم يعد للفتيات الخمس شاغل سوى كارمن ، وأخذوا يفكروا كل يوم في مقلب جديد لها ، فتارة يغرقونها بالطعام ، وتارة يرمون القاذورات بخزانتها ومرة أخرى يضعون الزبادي في ملابسها ، الأمر الذي دفعها للإحباط والصراخ ، وكان هذا يزيدهم إصرارًا على ارتكاب المزيد . وذات يوم كان هناك تدريب على تلافي الحرائق في المدرسة ، فبدأ المعلمون بتجميع الفتيات في الفناء حال الانتهاء من التدريب ، ومع كل هذا التكدس في العدد لم تكد الفتيات فرصة أنسب لإحراج كارمن أمام ذلك الجمع الغفير ، وفجأة قامت الفتيات بزجها في بالوعة الصرف المفتوحة لتسقط فيها وهي تصرخ . لم تتمالك الفتيات حينها نفسها من الضحك على تلك البلهاء التي وقعت في بالوعة الصرف الصحي ، وظلوا ينظرون إليها وهم يضحكون ، وسرعان ما نادى أحد المعلمين اسمها في جملة الفتيات التي يناديها للتأكد من وجودهم ، ولكن حينها كارمن لم تجب . ونابت عنها الفتيات الخمسة قائلات أنهم رأوها تسقط في بالوعة الصرف ! ، وبسرعة تحرك المعلمون لإخراجها ، ولكنها لم تجب حين نادوها ومع الاقتراب أكثر وجدوها ملقاة أسفل البالوعة وجهها مغطى بالدماء وعنقها ملتوي ، فقد كسرت رقبتها حال سقوطها ، وماتت على الفور ، وحين استدعت الشرطة الفتيات ادعوا أن كارمن سقطت من تلقاء نفسها ، وهكذا قيدت الجريمة كحادث لا فاعل له . والجدير بالذكر أن قصة كارمن لم تنتهي بموتها فبعد عدة أشهر تلقى زملاؤها في المدرسة رسائل نصية عبر الانترنت يقول صاحبها : (كارمن لم تسقط بل دُفعت) ، العديد منهم اعتبرها مزحة سخيفة وقلة فقط هم من صدقوا الأمر ، وبعدها بفترة بينما كانت أحد الفتيات الخمس تستحم في منزلها ليلًا شعرت بأصوات غريبة ، وشيء يتحرك معها في الحمام ، فسارعت بالخروج وأنقذها صوت والدتها . وبعدها بقليل دخلت الفتاة للاستقاء بعد أن تركت والدتها ، وبعد ساعات استيقظت الأم على ضجة كبيرة وصراخ ، فسارعت إلى غرفة ابنتها ولكنها لم تجدها ، فقد كانت الغرفة فارغة والشباك مفتوحًا على مصراعيه ، فأبلغت الأم الشرطة وسارعت معهم بالبحث عن ابنتها المفقودة وبالقرب من المنزل كانت الفتاة ممدة داخل بالوعة صرف صحي وجهها مغطى بالدماء وعنقها ملتوي! وتكرر الأمر مع باقي الفتيات الخمس ليموتوا كلهم بنفس الطريقة التي ماتت بها كارمن وينستيد ، والعجيب في الأمر أن سلسلة القتل لم تتوقف بموت الفتاة الخامسة ، فقد ظلت الجرائم تقع بنفس الطريقة للعديد من الفتيان والفتيات الذين كانوا معها في نفس المدرسة ، ولم يصدقوا أمر موتها بفعل فاعل . ونجا من الموت فقط كل من أتته الرسالة عبر الحاسوب وصدق أن كارمن ماتت مدفوعة ولم تسقط سهوًا في بالوعة الصرف ، لذا لن تكون محظوظًا إذا تلقيت رسالة من شخص مجهول عبر حاسوبك الشخصي ، فقط صدق كل ما يقول واحذر من الوقوع في بالوعة صرف مفتوحة .