قصة شبح جورج

منذ #قصص رعب

اختبرنا جميعًا مسألة فقد شخص عزيز ، أو قريب من قلوبنا إما ابن أو شقيق أو أم أو أب ، وهكذا حتى الأجداد يكن لهم لدى البعض نصيب من المحبة والعشق والخاص في نفوس الحفدة ، ولكن هل مر أحد منكم بتجربة التواصل مع روح من يحب عقب وفاته ؟ قد يبدو الأمر مرعبًا بعض الشيء. أن تجد من توفاه الله يتواصل معك ويحاول أن يحدّثك ، ففكرتنا العامة عن الأرواح أو الأشباح تكمن في ظهور المعذبة منها ، أو التي قتلت غدرًا وتحاول التواصل لتبين حقيقة قاتلها ، ولكن أن تحاول الروح أن تثبت لك شيئًا ما لتجعلك تؤمن به ، فهذا هو الغريب . تروي السيدة جان مورنييه قصة التواصل مع شبح ابنها جورج ، حيث فقدت تلك الأم المكلومة ابنها جورج ذو التسعة وعشرون عامًا ، في عام 1973م إثر حادث سير أليم ، وعانت عقب وفاته من آلام نفسية وجسدية شديدة ، ومعاناة طالت جعلتها ترقد بالفراش طويلاً . وعقب مرور عدة أشهر روت السيدة مورنييه بأنها قد بدأت تسمع أصواتًا خافتة بالمنزل ، وجدير بالذكر أن السيدة مورنيه لديها ابنتان متزوجتان وتعيشان في منطقة قريبة منها ، بينما تعيش هي وزوجها فقط بالمنزل ، وليس لديهم خدم أيضًا . في المرة الأولى التي سمعت فيها البسيدة مورنيه تلك الأصوات ، ظنت بأنها تمر بحالة من الهلوسة التي دفعتها إليها العقاقير المضادة للاكتئاب ، ولكن تكرار الأمر لأكثر من مرة جعلها تعزم على إيقاف تلك العقاقير حتى تتبين ما الأمر .

بالفعل ظلت السيدة مورنيه لا تتناولها أدويتها المضادة للاكتئاب ، على أمل أن تعرف هل هي مجرد أعراض جانبية أن حقائق ، وبالفعل تكررت الأصوات مرة أخرى ، والتي تبين أنها أصوات لطرق خافت على حوائط غرفة الموسيقى التي كانت قد خصصتها لجورج . تطور الأمر لأن بدأت السيدة مورنييه في مشاهدة أغراض جورج تتحرك من أماكنها ، فقد تترك قميصه على الفراش لتعود وتجده قد عُلِّق بين أغراضه مرة أخرى! ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط ، ففي إحدى الليالي استيقظت السيدة مورنيه على صوت ارتطام مفزع ، فنهضت خائفة وهي تظن بأن لصًا ما قد اقتحم المنزل . حاولت إيقاظ زوجها بول دون جدوى ، فهو لم يسمع شيئًا وظنها تمر بحالة من الهلوسة ، ولكنها نهضت حاملة مطرقة لتنظر من بالمنزل ، وأثناء هبوطها على الدرج بدأت السيدة مورنيه في سماع صوت عزف خافت على البيانو آتيًا من غرفة جورج ! خفق قلب الأم بشدة ، وهي تقترب من الغرفة ، تلك النغمة والمعزوفة هي تعرفها جيدًا ، نعم فهي المقطوعة التي ألفها جورج بنفسه وعزفها في حفل تخرجه من الجامعة ، ما الذي يحدث بالضبط ؟ تساءلت السيدة مورنيه بينها وبين نفسها في محاولة لفهم ما يحدث هل يمكن أن يكون جورج يحاول التواصل معها من الحياة الأخرى ، التي طالما آمن بوجودها ؟ هل بالفعل هناك حياة أخرى كما كان يقنعها جورج ، وقد أتى اليوم ليثبت لها فقط صحة معتقداته ؟ صعدت السيدة مورنييه للخلود للنوم ، وعندما استيقظت كانت تظن أنها تمر بحلم ما ، ولكنها أدركت سريعًا بأنها لم تكن تحلم ، عندما شاهدت غرفة نوم جورج ، وغرفة الموسيقى خاصته ، قد انقلبتا رأسًا على عقب ، فاضطرت لإبلاغ رجال الشرطة ، الذين أتوا وظلوا يفحصون المكان ، ولكنهم ذهبوا وهم يؤكدون بأن لا أحد اقتحم المنزل ، ولم يُسرق من المكان أي شيء ! استمرت الأحداث الغريبة في الحدوث خاصة مع شقيقتي جورج ، فإحداهما لديها طفلاً صغيرًا يبلغ عامين فقط من عمره ، وروت أنها كانت تجلس بجواره في غرفته حتى يخلد إلى النوم ، وفجأة وجدت إحدى ألعابه وكانت سيارة تتحرك بسرعة جنونية ذهابًا وإيابًا داخل الغرفة ، فاحتضنت طفلها وفرت هاربة من الغرفة ، ولكنها توقفت فجأة فتلك السيارة كان جورج شقيقها قد اشتراها للطفل قبل وفاته بشهر واحد فقط ، وكعادة الأطفال فقد تكسرت اللعبة تمامًا من قبل وفاة جورج ، وليس بها بطارية! هنا استدارت الشقيقة وتساءلت بصوت مرتفع ، إذا كان جورج هو من بالغرفة فليضيء كشافات السيارة الأمامية ثلاث مرات ، وهذا ما حدث بالفعل ، وجعلها تقفز من مكانها وتنطلق صوب منزل أمها . اجتمعت السيدات في منزل السيدة مورنيه ، وبصحبتهن أحد علماء الميتافيزيا ، الذي أخبرهن بأنهن تعانين من حالة نفسية دفعت أجسادهن لإطلاق طاقة في المكان ، تحرك كل ما حولهن . بالطبع لم تقتنع السيدات بهذا الحديث ، ولجأن إلى أحد الوسطاء الروحانيين من أجل التواصل مع جورج ، وطلب منهن الوسيط الروحاني بأن تقمن بالصلاة أولاً قبل الاتصال مع الروح ، ثم اجتمعوا حول مائدة مستديرة وأغلقت الأضواء ، وبدأ الوسيط في التحدث بصوت جورج ! ما أن تحدث الوسيط حتى انهارت الأم قائلة هذا هو صوت جورج إبني ، فقال لها نعم يا أماه اشتقت لكم جميعًا ، وقد جئت لأخبرك بأن هناك حياة أخرى كما اعتقدت ، ولنا رب عظيم ورحيم جدًا ، ويجب على الجميع أن يصّلوا وألا يتركوا الصلاة أبدًا فهي المفتاح للنعيم ، وبعد أن أتممت مهمتي ، فلن أعود لك مرة أخرى ، وداعًا يا أمي . وفتح الوسيط عينيه ، وأبلغ الأم بأن ما حدث كان رسالة من ابنها ، وقد لا يعود مرة أخرى ، وهو ما حدث بالفعل .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك