قد تذهب إلى مكان ما من أجل العمل ، والحصول على الرزق الوفير حامدًا الله وشاكرًا له على أنعمه ، فتصادف ما قد يغير قناعاتك وما تؤمن به حقًا . البداية : يقول الراوي ، أنا شاب في أواخر العقد الثاني من العمر ، أدعى مازن لي شقيقتين تصغراني ببضعة أعوام ، منهما واحدة على وشك الزواج ، ووالدي رجل مسن لا يستطيع العمل وحده ، ومن ثم فقد اتخذت قراري مبكرًا بترك تعليمي وحصلت على قدر متوسط منه ، ثم انطلقت إلى سوق العمل . وللحق عملت في أكثر من مهنة ، وكانت النية هي خير ملاذ ، فكلما تركت عملاً ذهبت لأفضل منه من حيث الدخل بالطبع ، فكافة أعمالي مهنية حيث تعلمت بعض الأمور من إصلاحات الكهرباء ، وتركيب صنابير المياه ، بالإضافة لبعض الأمور الأخرى من نقاشات ودهانات وغيرها . استمرت الأحوال على ما يرام ، حتى قرأت إعلانًا بإحدى الصحف أن بلدًا شقيقًا تطلب بعض العمالة ، هنا تأهبت وجهزت أوراقي كاملة واستعددت للسفر ، تاركًا والدي وشقيقتاي من أجل الكسب الوفير . المنزل : سافرت أخيرًا وبدأت استلام عملي كأحد العاملين في ديكور وتشطيب أحد المنازل ، كانت المنطقة نائية بعض الشيء ، فكنا إذا أردنا الحصول على بعض الطعام الجاهز ، كنا نرسل أحدنا على التوالي ليأتي بالطعام للجميع . استلمت عملي وهناك تعرفت إلى زميل ، من قرية تجاور بلدتي ويدعى محمد ، شاب في العقد الثالث من العمر ، أتى أيضًا للعمل من أجل تحسين دخله ، فهو أب لثلاثة أطفال صغار ، وليس وحيدًا مثلي . توطدت علاقتي بمحمد سريعًا وصرنا كما لوكنا نعرف بعضنا بعضًا منذ أعوام طويلة ، وقد اعتدت منه أن يعمل قليلاً ثم يذهب ليرتاح ، ومن حسن طالعنا أننا كنا نبيت في المنزل الذي نعمل على تجهيزيه ، توفيرًا لثمن ركوب الحافلة حتى الشقة التي استأجرناها سويًا . في أحد الأيام جلسنا نتسامر ونحن نعمل ، ثم تركته وذهبت لأحضر الطعام لنا ، كانت مسألة شاقة بعض الشيء ولكننا كنا نقوم بها حتى لا نتضور جوعًا . استقللت الحافلة وذهبت لإحضار الطعام ، فوجدت رفيقي جالسًا منزويًا في أحد أركان الغرفة ، فسألته ماذا به فنظر لي نظرة غريبة ، بأن هذا المنزل غريب ولا يبعث على الراحة ، نظرت له متأملاً ثم قلت له أن شعوره صحيح ، فمنذ أن وطأت قدماي المكان وأنا لا أشعر بالراحة ، ودائمًا أشعر بأن هناك ما يجثم فوق صدري ، أومأ صديقي موافقًا ثم جلسنا نتناول طعامنا . في مساء اليوم ، قال لي صديقي أنا لن أستطيع العمل اليوم ، وسوف أنطلق نحو المطار في الغد ، فزوجتي سوف تلد ولابد أن أكون بجوارها ، ويجب علي المغادرة صباح الغد .
الصدمة : في صباح اليوم التالي استيقظت ، فوجدت رفيقي مازال بالمنزل ، سألته لمَ لم تسافر ؟؟ أجابني بأن طائرته سوف تقلع بالمساء وأنه قد يؤجل سفره بوجه عام ، تأملته ثم تساءلت هل الأمور على ما يرام ، فنظر لي بهدوء وقال بلى . أرسلت صديقي ليأتي بالطعام ، حتى أنتهى من العمل ريثما يأتي رفيقي ساعتين تقريبًا ثم أتى بيده الطعام ، فقلت له قم وجهز الطعام فقد أرهقت بشدة نتيجة العمل طوال اليوم وحدي ، فأومأ برأسه ودخل إلى غرفة الطهي ، ثم فجأة خرج من غرفة النوم! نهضت متسائلاً في دهشة ما هذا ؟ هل غرفتي الطهي والنوم مفتوحتان إلى بعضهما البعض ؟؟ لم يرد ثم أتى وجلس وقال لي هل تخاف مني ؟ دُهشت لسؤاله وقد بدأت أتوتر قليلاً ، وقلت له كيف أخاف منك وأنت رفيقي ، لا داع لهذا الحديث . استأذن مني رفيقي وذهب إعداد الطعام ، وفجأة سمعت صوت هاتفي ، وعندما نظرت وجدت رفيق محمد! فتحت الاتصال وقلت مازحًا ، ما هذا هل تذهب إلى غرفة الطهي لإعداد لطعام ، ثم تتصل بي من الداخل ، هل أنت مجنون ، فأجابني محمد مندهشًا وصادمًا إياي ، أنا سافرت إلى البلدة وأحدثك الآن من منزلي ، فقد أردت أن أطمأنك بأن زوجتى قد أنجب صبيًا أسميته مازن تمينًا بك !.