لكل مكان قصة وتاريخ يعبران عنه ، فهناك أمكان قد ترغب في زيارتها بمجرد سماع بعض القصص والروايات عنها ، وأماكن أخرى قد تخشى من مجرد الاقتراب منها بمجرد أن تعرف قصتها ، ومن تلك الأماكن مزرعة الغزلان بسانت فرانسيسفيل التي وقعت بها العديد من جرائم القتل الوحشي ، وانطلق بها شبح معذب يبحث عن الانتقام . بدأت قصة مزرعة الغزلان منذ سنوات عديدة ، وتحديدًا خلال فترة العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكانت تلك المزرعة موطنًا للقاضي ودروف وزوجته وابنتيه ، وقد بدأت سلسلة الأحداث حينما مل القاضي من علاقته بزوجته . وبدأ علاقة مع واحدة من العبيد الزنج ، وهي فتاة سوداء البشرة تدعى كلو ، حاولت التهرب منه في البداية ، ولكنها لم تصمد كثيرًا أمام سطوته ونفوذه ، فهو القاضي الأبيض وهي العبده الزنجية الفقيرة. ونظرا لمجاراتها سيدها في تلك العلاقة عفاها من العمل بالحقول ، وأعطاها وظيفة أسهل تقوم فيها برعاية الأسرة وإتمام الأعمال المنزلية ، وكعادة القاضي الملول لم يطل علاقته مع كلو وسرعان ما أنهاها باحثًا عن غيرها .
حينما لفظها القاضي شعرت أنه سيعيدها للعمل بالحقول ، وستعود للأعمال المرهقة بعد أن اعتادت الراحة ، فتلصصت عليه ذات يوم بينما كان يحادث زوجته لعلها تسمع شيئًا عن مصيرها ، فلما شعر بها القاضي غضب لذلك غضبًا شديدًا ، وعاقبها عقابًا فظيعًا حينما قام بقطع أذنها التي كانت تسترق بها السمع . كان لتلك الحادثة وقع رهيب على نفس تلك الفتاة التي أضحت مشوهة بين عشية وضحاها ، فاضطرت إلى ارتداء حجابها الأخضر بشكل دائم لتخفي جرحها الرهيب ، وقررت أن تنتقم من القاضي فاختارت يوم عيد ميلاد ابنته لتنفذ خطتها . وكانت الخطة أن تعد كلو كعكة عيد الميلاد ، وتضع فيها نوعًا من السم الذي يجعل كل أفراد الأسرة مرضى ، حتى تظل كلو بالمنزل لرعايتهم ولا تعود إلى عمل الحقول مرة أخرى ، ولكن لحظ كلو العاثر وضعت الكثير من السم بطريق الخطأ في كعكة عيد الميلاد . وبمجرد أن أكلت منها زوجة القاضي وابنتيها توفوا في غضون ساعات قليلة ، فشعرت كلو بالذنب وبكت على فراقهم ، ولم تستطع كتمان الأمر فأخبرت عبده أخرى أنها كانت تريد أن تمرضهم فقط ، حتى تظل في المنزل لرعايتهم ولا تعود مرة أخرى للعمل بالحقول . ولكن للمرة الثانية يخون الحظ كلو حينما تبث بسرها للشخص الخطأ ، فقد انتشر السر بين العبيد وأصبح الجميع يعرف أن كلو من سممت الأم وبناتها ، فلما نما إلى علمها ذلك هربت إلى الغابة المحيطة ، ولكن القاضي ودروف لم يتركها بل تبعها ومعه العديد من الرجال الغاضبين ، وأمسك بها وشنقها في غصن شجرة . ومثل الرجال بجثتها فقطعوا الفرع الذي شنقت عليه ، وقاموا بربط الصخور بذراعيها وأرجلها وبعد ذلك ألقوا بها في النهر ، أما القاضي ودروف فقد أغلق الغرفة التي تم فيها الاحتفال بعد الميلاد ، ولم يسمح لأي شخص بدخولها في حياته ، فباتت محرمة على الجميع . ومنذ ذلك الحين وشبح كلو يطارد كل الموجودين في مزارع الغزلان ، فهناك كثيرون أفادوا برؤيتها تحوم حول بيت المزرعة وهي ترتدي حجابها الأخضر المثبت حول أذنها المقطوعة ، كما أن هناك امرأة التقطت صورة للمنزل . فظهرت فيها بطريق الصدفة صورة غامضة لفتاة سوداء شبحيه تقف بالقرب في المنزل ، ويعتقد أنه شبح كلو ، ومنذ ذلك الحين وكل من يدخل مزرعة الغزلان يفيد بوجود نشاط غير طبيعي يحدث في بيت المزرعة .