هناك في سنغافورة يقبع هذا المكان في منطقة باسير ريس المعروفة ، وهو من أكثر الأماكن المسكونة في البلاد ، حيث وردت عنه العديد من الروايات بأن هناك ظلال سوداء بعيون متوهجة تحوم في المكان ، وتماثيل تتحرك وأصوات لدمى تبكي ، وضحكات شريرة تفزع كل من اقترب ، وعلى مدخل البيت يقبع تمثلان من الحجر لأسدين يقال أنهما حراس المكان . لذا تم إغلاق البيت الأحمر لأكثر من أربعة عقود وهو الآن في حالة مهجورة ، على أبوابه تستقر السلاسل الحديدية المقفلة بأقفال صدئة ، وكتب عليها لافتة : أملاك خاصة ممنوع التعدي عليها ، وكثيرًا ما كان يتسلل المراهقون في الليل لمحاولة استكشاف البيت الأحمر ، فهم يتخذونه وسيلة لإثبات الشجاعة وعدم الخوف . لا أحد يعرف ما حدث هناك بالضبط خلال تلك السنوات ، ولكن يشاع أن هناك جريمة قتل جماعي وقعت في ذلك المكان ، فخلال الحرب العالمية الثانية كان المبني عبارة عن مركز لرعاية الأطفال ، وحينما غزا اليابانيون سنغافورة ذبحوا كل من فيه وأحرقوا المدرسين والأطفال وهم أحياء ، ويقولون إنك إن بحثت عن كثب في ذلك المكان ستتمكن من رؤية بصمات متفحمة للجثث المحروقة على الجدران . بعد فترة من الزمن تم إصلاح المكان وتحويله لمنزل سكني ، عاشت فيه عائلة مكونة من زوج وزوجة ومجموعة من الأبناء ، ولكنهم يقولون أن الزوج قتل الزوجة والأطفال ودفنهم تحت شجرة بالفناء الخلفي ، وبعد ذلك لم يهدأ شبح الزوجة المقتولة فعاد لينتقم وقتل الزوج ، ومن يومها والأشباح لا تهدأ داخل البيت الأحمر . ووفقًا للأسطورة ، إذا ذهبت إلى البيت الأحمر بعد منتصف الليل ، فستحرك تماثيل الأسود رأسها وتحدق بك إن حاولت المرور من بينها لداخل البيت ، ومن أجل الدخول بأمان عليك أن تضع بعض الحلوى في أفواههم ، ويقولون أنك لا يجب أن تحاول دخول ذلك المنزل أبدًا إذا كنت ترتدي أي ملابس حمراء ويجب عليك الدخول مع جماعة ، لأنك إن دخلت منفردًا ونظرت إلى ظلك في الأرض ستجد ظلًا أخر يشهر سلاحًا خلفك . وهناك من يصف البيت الأحمر من داخل بأنه بيت صغير ومعتم ، تعم به الفوضى في ردهته كرسي هزاز تجلس عليه دمية صغيرة ، هناك من يقول بأن عينها تتوهج في الظلام ، وآخرين يقولون أنك إن حركتها من على الكرسي فإنها تبكي دمًا ، وهناك صرخات لأطفال وضحكات شريرة تصدر من قلب المنزل على حسب العديد من الروايات . ويعتقد أن المنزل مسكون من قبل ثلاثة أشباح ، وهي امرأة تحمل فانوسًا أحمر ، وصبي صغير وفتاة أصغر يقولون عنهم أنهم تلك الزوجة وطفليها ، فغالبا ما يظهروا بالقرب من شجرة قديمة خلف المنزل ، وأحيانًا تظهر كظلال بيضاء فقط . وإذا عبرت الممر وأردت الدخول إلى المنزل عليك أن تصلي بالخارج ، وتضيء كشاف الإنارة ثم ترمي بقطعتين من النقود في الأرض لطلب الإذن بالدخول ، فأن حوت أحدهما صورة والأخرى كتابة هذا معناه أنه يمكنك الدخول ، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الخروج من ذلك المنزل . فكثير من الناس يواجهون مشكلة كبيرة عند محاولة الخروج من المنزل ، فبعضهم يصاب بالحمى أو ألم حاد في الرقبة ، وهناك من تراوده الكوابيس المرعبة ويستيقظ من شدة التعرق ، وهناك ما هو أفظع فذات ليلة ذهبت مجموعة من 20 مراهق إلى البيت الأحمر ، وقرروا التسلل عبر القفز من على البوابة ، ومن بين هؤلاء صبي لم يكن يعرف بأمر الأسود حراس المنزل ، فلم يجلب معه شيئًا من الحلوى ليضعه في فمها . استطاع الصبية التسلل والدخول للمنزل ، وبالداخل سألوا ذلك الصبي إن كان على ما يرام ، فقال لهم بالطبع في أحسن حال ، وبينما كان يتكلم سقطت الدماء من فمه فجأة ، وحينما غادرت المجموعة توقف النزيف وأثناء خروجهم لاحظوا أن الأسود تدير وجهها في الاتجاه المعاكس . وبعد شهر تقريبًا وقعت حادثة فظيعة لذلك الصبي الذي كان معهم ، حيث سقط عليه عمود الإنارة في الشارع وهشم رأسه ، فنقل الصبي في حالة خطيرة وتوفي تقريبًا في نفس التوقيت الذي دخل فيه البيت الأحمر دون أن يهتم بحراسه .
وهناك قصة لفتاة أخرى حاولت الدخول مع مجموعة من الأصدقاء ، ورغم علمها بأمر حراس البيت إلا أنها لم تصدق بأمرهم ، وقالت أنها مجرد ترهات وأخطأ بحق الأسود ، وحينما دخلت المنزل انتابتها حالة من الهدوء فظن أصدقاءها أنها متعبة أو خائفة ، ولكنه فجأة سقطت على الأرض مغشيًا عليها ، فسارع أصدقائها بحملها إلى المنزل . وحينما وصلوا هناك بدأت الفتاة في الصراخ ، كانت ترتعش وتهتز وفقدت السيطرة على نفسها وبدأت بضرب رأسها في الجدران ، فأخذ من معها يصرخون في وجه الشيء الذي يفعل بها هذا لكي يتركها ، وأحضر أحدهم بعض الماء مع عشبه معينة وأخذ يرشها عليها . وأخذ أصدقاؤها يصلون من أجلها ، وفي تلك الليلة لم ينم أيا منهم عدا تلك الفتاة ، وفي الصباح استيقظت تلك الفتاة ، وهي لا تتذكر أي شيء فحكوا لها ما حدث منذ أن أساءت للأرواح الشريرة بالمنزل ، مما جهلهم غاضبين وأرادوا تعليمها درسًا لا تنساه . وفي قصة أخرى لصبية أرادوا دخول المنزل ولكنهم كان يخشون المغامرة والعواقب التي قد تحدث بالداخل ، فوقفوا ينظرون إليه من الخارج ، وبينما هم كذلك لاحظوا وجود شخص مظلك يقف في أحد النوافذ ، ولكن بعين متوهجة حمراء وشعر طويل . فعلى ما يبدو أنها كانت امرأة ، كانت تبتسم لهم ابتسامة شنيعة لم يستطيعوا معها الدخول ، لكنهم أيضًا لم يستطيعوا المغادرة ، فكان هناك شيئًا يجذبهم رغم الخوف الشديد ، ولكن سرعان ما تبدد ذلك الشعور عند وصول سيارة الشرطة ، فأفلت الأولاد من أمام البيت وهربوا . فالمنزل ملكية خاصة للشرطة ، وهذا معروف لجميع الدوريات التي تلاحق المتسللين ، لذا إذا كنت تقطن بسنغافورة فلا تقترب للبيت الأحمر ، ولا تحاول إزعاج حراس المنزل حتى لا تتعرض لك الشرطة أو الأرواح الشريرة .