عالم الأسرار مليء بالعديد من الروايات التي يصعب تصديقها ، ولكنها تحدث رغم كل شيء ، لذا لا تتعجب إن رأيت بيتًا لا يبتعد في وصفه عن المتاهة التي تراها عبر صفحات الجرائد ، وتحاول فيها الوصول مرارًا وتكرارًا ، ولذلك البيت قصة غريبة ، فهو لم يبنى لمجرد التسلية أو التخليد وإنما لإيقاف لعنة الموت ، فهكذا ظنت صاحبته !! منزل وينشستر هو واحد من المنازل الأمريكية الشهيرة ، التي تعود ملكيتها لسارة وينشستر ، وقد بني ذلك البيت عام 1884م ، ولكن الغريب فيه أن عدد الغرف التي يحتويها تعد لغزًا محير . وتعود القصة إلى اختراع بندقية وينشستر التي توصل لها زوج سارة ، وبفضل اختراعه هذا اغتنت أسرته جدًا ، ولكن لم تدم سعادتهم طويًلا فسرعان ما توفت أني ابنتهما الوحيدة ، وبعد توفي زوج سارة بعد إصابته بمرض السل . لم تستطيع سارة تحمل تلك الصدمة فوقعت في غيبوبة ، وبعد فترة تعافت وهي تظن أن ما حدث كان لعنة سيطرت على عائلة وينشستر بسبب اختراع البنادق المدمرة التي استخدمها الناس في القتل ، فبحثت عن وسيلة للاتصال بروح زوجها الميت . وأخبرتها الوسيلة أن شبح زوجها يقول أنه الطريقة الوحيدة للتخلص من تلك اللعنة ، وتهدئة الأرواح الشريرة هو الاستمرار في بناء المنزل ، وإن حدث وتوقفت أعمال البناء فستموت سارة على الفور . وكان زوج سارة قد ترك لها ثروة هائلة ، فاستخدمتها في بناء المنزل لمدة 38 عامًا متصلة ، والعجيب في الأمر أنه لم يكن هناك تخطيط معين لبناء المنزل ، فقد كانت الفكرة الرئيسية هي مجرد استمرار البناء ، وقد جاءت النتيجة غريبة وجميلة فكانت غرف المنزل غريبة وطرقاته ملتوية . وقد استمر منزل وينشستر في النمو عامًا بعد عام ، فأضيفت إلى الغرف غرف ، وإلى الأبواب نوافذ ، وارتفعت الطوابق إلى قمم وأبراج حتى صار البيت مكون من سبعة طوابق عالية بها سلالم لا تؤدي إلى أي مكان وفتحات في باطن الأرضيات ، ومداخن لا تخدم أي مكان بالمنزل ، وبداخل الغرف بنيت غرف ، وبداخل الجدران انتشرت الخزائن .
وكان للرقم 13 الحظ الأكبر في منزل وينشستر ، حيث كانت سارة مهووسة بذلك الرقم ، فكانت النوافذ تحتوي على 13 قطعة من الزجاج ، والأرضيات تحتوي على 13 لوحًا من الخشب ، والغرف بها 13 نافذة من النوافذ ، كمان كانت السلالم تحتوي على 13 درج . وكان الهدف من تصميم المنزل هو جعله أشبه بمتاهة عملاقة ، لا تستطيع معها الأرواح الشريرة الوصول إلى سارة ، وقد كان المنزل هكذا بالفعل ، عاشت به سارة في عزلة عن العالم ، لم يكن لها أصدقاء سوى الخدم الذين يعملون معها والبنائين الذين استمروا في توسعة منزل وينشستر. وظلت سارة تحيا بمنزلها الغريب ، حتى وافتها المنية عام 1922م في سن 83 سنة ، العديد من الناس يعتقدون أن شبح سارة هائم بمنزل وينشستر مع الأرواح الشريرة التي طالما طاردتها في الحياة . فمنذ فتح ذلك المنزل أمام الجمهور زعم الموظفون والزوار ، بمواجهة نشاط خارق بداخله ، حيث سمع بعضهم خطى غامضة وضجيج لأبواب مفتوحة ومغلقة مع همس فظيع لبعض الأصوات وتحرك لمقابض الأبواب دون أن يقترب منها أحد ، وهكذا ظل منزل وينشستر لغز يحير جموع القادمين إلى أبوابه.