تلك القصة تتحدث عن رفقة من الصبيان الذين كانوا يعشقون التجول واستكشاف الأماكن الغريبة من حولهم ، ومنهم الطفل جون الذي كانت عائلته تتنقل كثيرًا من مكان إلى أخر عندما كان صغيرًا ، وحدثت وذات مرة أن استأجر والده شقة بالقرب من جبل صغير ، وهناك وقعت قصته التي سردها لنا . لم يمض وقت طويل على انتقالي لتلك البلدة الجديدة ، كنت غالبًا ما استكشف الجبل مع أصدقائي ، ولكن والدي كان يحذرني دائمًا ألا اذهب بعيدًا عن المنزل خوفًا علي أنا وهم من أي خطر داهم . وفي يوم من الأيام ابتعدت أنا وأصدقائي كثيرًا عن المنزل ، ويبدو أننا مشينا أكثر من 30 دقيقة حتى وجدنا فجأة أمنا منزل مهجور ، كان يبدو من الخارج مجرد منزل عادى دهاناته قديمة بعض الشيء ، لكني أردت دخوله ووافقني أصدقائي لذا قررنا أن نستكشفه معًا . وعند دخولنا إلي المنزل لم يكن هناك أي مشاكل ، ووجد أصدقائي بعض المجلات والكتب القديمة فراق لهم الأمر وبدؤوا تصفحها ، لكني لم أكن مهتم بذلك فكل ما فكرت فيه هو مواصلة استكشاف المنزل . دخلت إلى الغرفة المجاورة ولكنها كانت خاوية ، فلم أجد بها أي أثاث مجرد خزانة صغيرة مع باب جرار ، وعندما ذهبت إلي الخزانة وقررت فتح الباب الجرار ، وقعت عيني على سيدة صغيرة جالسة علي كرسي وظهرها لي . فصرخت من المفاجأة ، وتعجبت لماذا تختبئ مثل تلك السيدة بالخزانة ، ولكن رغم صرختي لم تلتفت إليّ ولم تحرك ساكنًا ، الأمر الذي زاد من دهشتي وجعلني لا أدري ماذا أفعل ؟ ، فقد كنت أخشى من الوقوع وحاولت غلق الباب الجرار بهدوء ، ولكن قبل أن أغلق الباب تحولت السيدة فجأة ، ونظرت إليّ . لا زال يمكنني حتى الآن تذكر ذلك الوجه بوضوح ، فلم يكن لديها عيون في وجهها ، فقط مجرد ثقوب سوداء فارغة ، وفمها كان فارغًا بلا أسنان وكان الدم يتدفق من كل مكان في وجهها .
حين رأيتها بوضوح صرخت وفررت من المنزل بأقصى سرعتي ، وتبعني أصدقائي وهم لا يدرون ماذا حدث ، فأخذوا يهرولون ورائي وهم يصرخون في : ماذا حدث ؟ ماذا رأيت في الأعلى ؟ ، ولكني من فرط خوفي كنت أعدو مسرعًا وأنا أبكي ، ولا أدري كيف استطعت يومها الوصول إلى المنزل . وحينما تيقنت أني في بيتي وبين أسرتي هدأت قليلًا ، لكنني كنت أخشى أن أخبر والدي بما رأيت ، فقد كنت علي يقين بأنه سيغضب مني لأني تجولت بعيدًا عن المنزل ودخلت بيتًا مهجورًا . لذا قررت أن أغلق فمي وحاولت نسيان الأمر ، وبعدها ذهبت إلى غرفة الألعاب وبدأت ألعب ألعاب الكمبيوتر ، وفي تلك الغرفة كان هناك خزانة مع باب جرار ، وبينما كنت ألعب علي الكمبيوتر شعرت أنني أسمع صوت صوت فتح باب جرار ، وعندما نظرت إلى الوراء كان باب الخزانة يفتح ببطء . ورغم ظلام الخزانة من الداخل كان هناك ضوء يصدر منها ، وعندما نظرت بها فوجئت بوجه السيدة العجوز التي رأيتها بالمنزل المهجور ، فصرخت وقفزت من على الكرسي مهرولًا ، ثم دخلت إلى المطبخ حيث كانت والدتي تعد العشاء ، وقلت لها بصوت مختنق : هناك شبح مرعب في الخزانة ، وبعد أن هدأتنى أمي ذهبت إلى الخزانة لتتحقق منها ، أما أنا فكنت خائفًا جدًا ولذلك بقيت في المطبخ ولم أذهب معها . وبعد دقيقة عادت أمي وقالت لي : لا أرى شيئًا علي الإطلاق فعدت معها إلى الغرفة حيث الخزانة والشبح ، وفتحت أمي الخزانة أمامي ولم نجد شيء . وبينما كنا نخرج من الغرفة نظرت صدفة إلى الخلف ، فإذا بي أرى هذا الشبح يحدق في ، فصرخت وقلت لأمي إنها هنا أنا أراها ، ولكن أمي لم تستطيع رؤيتها أنا فقط من كنت أراها ، انتابني شعور بالفزع ولم أعرف بالتحديد ماذا يحدث معي ؟!. بعد ذلك تجنبت تمامًا تلك الغرفة ، ولم أحاول دخولها مرة ثانية فقد صار لديّ هاجسًا بشأنها ، وبعد فترة قصيرة ذهبنا في عطلة بعيدًا عن المنزل ، وعند عودتنا كانت لدى مشكلة مع تلك الحجرة ، فلم استطع الوقوف لفتحها خوفًا مما يمكن أن أجده بداخلها .