مهما اختلفت الآراء يظل فيلم العرّاب The Godfather ، من أقوى الأفلام التي أخرجتها هوليود فهو من الأفلام الأسطورية والتاريخية المؤثّرة في مجرى السينما العالمية .فيلم العرَّاب ” The Godfather ” :
إخراج : فرانسيس فوردكوبولا .
بطولة : مارلون براندو ، آل باتشينو ، جيمس كان ، روبرت دوفان ، ديان كيتون ، ستيرلنج هيدين .
سيناريو : فرانسيس فوردكوبولا ، ماريو بوزو .
إنتاج عام : الجزء الأول عام 1972 م ، الجزء الثاني عام 1974 م ، الجزء الثالث عام 1990م.يحتل فيلم العراب المرتبة الثالثة في قائمة معهد الأفلام الأمريكي ، لأفضل مائة فيلم ، ويتصدر المرتبة الأولى في قائمة مجلة إنترتينمينت الفنية الأمريكية ، لأفضل الأفلام في تاريخ السينما ، حيث تشكل الأفلام التي يشترك مخرجوها في كتابة السيناريو لها ، نسبة عالية من الأفلام المتميزة التي قُدّمت عبر تاريخ السينما الأمريكية .ومن المؤكد أن الدور الذي يلعبه المخرج في كتابة سيناريو فيلمه ، يضعه في موقف قوة ، لأنه يساعده على التحكم بصورة أكبر في المقومات التي تصنع من فيلمه قصة عظيمة ، والذي يمكِّنه من أن يعكس رؤيته الحقيقة التي تدور بذهنه تجاه الفيلم .قصة الفيلم :
تم إنتاج الفيلم على ثلاث أجزاء ، كل جزء بمثابة مرحلة منفصلة من حياة الشخصيات ، وحكاية الفيلم ، وتقدم قصة فيلم العراب عرضًا لحياة واحدة من أسر عصابات المافيا في مدينة نيويورك الأمريكية ، وتغطي أحداث القصة فترة عشرة سنوات من العام 1945م -1955م .حيث تلقي قصة الفيلم نظرة ثاقبة على حياة إحدى أسر المافيا ، من الداخل ومن الخارج وعلى الحروب الداخلية وعمليات الانتقام ، والتصفيات بين عصابات المافيا خلال تلك الفترة الزمنية .وتجنب الكاتبان ماريو بوزو وفرانسس فورد كوبولا ، استخدام كلمة المافيا ، بشكل كلي بالفيلم ، وحيث تنظر أسرة فيتو كورليوني إلى كل من لا ينتمي إليها كعدو محتمل ، والعراب هو صاحب القرار النهائي بممارسة السلطة والحكم على الآخرين .أحداث الجزء الأول :
تدور الأحداث في منتصف الأربعينات من القرن العشرين ، حيث الدون (فيتو كورليوني) صاحب الشخصية المميزة ، وكبير إحدى عائلات المافيا الخمس في نيويورك ، لا يريد لابنه الأصغر (مايكل) ، أن ينخرط في حياة الإجرام المنظم التي يعيشها هو ، و(مايكل) أيضًا لا يريد أن يكون له أية علاقة بأعمال والده الإجرامية ، وتبدأ القصة بعودة مايكل ، من الخدمة في الحرب العالمية الثانية.والذي يصادف زفاف ابنة زعيم الأسرة ، مايكل الوحيد الذي أكمل دراسته الجامعية ، ومع تصارع القيم التي يحملها العراب ومع التغييرات الجديدة ، التي يفرضها الزمن لابد من التضحية ومع دفع ثمن كبير ، من قبل مايكل من أجل مصلحة الأسرة .ولكن تتغير الأمور بسرعة ، حين تفشل مفاوضات بين عائلة الدون (كورليوني) ، وعائلات آخرى حول توزيع المواد المخدرة ، وتبدأ حرب عصابات داخلية ، تلتهم الجميع بنيرانها وتغير من الأوضاع والشخصيات .أحداث الجزء الثاني :
تدور أحداث الجزء الثاني حول قصتين متوازيتين :كيف يصعد الابن مايكل ، ليتولى عمل الأسرة ومهام والده مع شقيقه سونى ، وبمساعدة المستشار القانوني ، وكاتم أسرار الأسرة في قيادة إمبراطورية مبنية على العنف ، وانتهاك القانون .الأولى : تتعلق بالابن (مايكل كورليوني) في الخمسينيات من القرن الماضي ، بعد نهاية الأحداث الأولى ، إذ يسعى للتوسع في نشاط عائلته في أماكن جديدة مثل لاس فيجاس ، وهوليوود ، وكوبا.والثانية : عودة للماضي لتاريخ الأب (فيتو كورليوني) ، وطفولته في (صقلية) بإيطاليا في بداية القرن العشرين ، هجرته لأمريكا مجبرًا وتأسيسه لعائلة كورليوني الإجرامية ، في مدينة نيويورك .أحداث الجزء الثالث :
في نهاية السبعينيات ، نجد أن (فيتو كورليوني) قد شارف على الستين من العمر ، يدمره الشعور بالذنب عن أفعاله القاسية والحادة ، خصوصًا القيام بقتل أخيه (فريدو) ، و قد تقاعد (مايكل) عن كل الأعمال الخاصة بأسرة كيرليوني .وترك الأمور الإجرامية ليديرها مساعده (جوي) ، ويحاول استخدام ثروته الهائلة في تحسين سمعته عبر القيام بالعديد من الأعمال الخيرية ، وفي النهاية (مايكل) وزوجته (كاي) انفصلا ، وترك (مايكل) لـ (كاى) حضانة طفليهما (مريم) و(أنتوني) .أهمية فيلم العراب :
يتميز فيلم العراب بعدد من مقومات الفيلم المتكامل من براعة الإخراج ، والسيناريو ، وإيقاع السرد السينمائي ، والحوار والتشويق والموسيقى التصورية ، إلى تفوق ممثليه القديرين في أداء أدوارهم بواقعية يندر أن يراها في مثل هذا العدد من الممثلين .إنجازات سلسلة أفلام العرَّاب :
حققت سلسلة أفلام” العرَّاب ” نجاحًا كبيرًا ، واعتبره النقاد من أعظم الأفلام التي أنتجتها هوليود على الإطلاق رغم أن المخرج فرانيس كوبولا قال أن شركة الإنتاج لم تصرف كثيرًا على الفيلم ، إلا أن الفيلم حقق إيرادات عالية لم يكونوا يتوقعوها .قد رشح أربعة من ممثلي الفيلم لجوائز الأوسكار ، وفاز أحدهم ” مارلون برادندو ” ، بجائزة الأوسكار ، لأفضل ممثل دور رئيسي عن القيام بواحد من أشهر الأدوار في تاريخ السينما ، ولكنه رفض استلام الجائزة احتجاجًا على الطريقة المهينة التي صورت فيها هوليوود الهنود الحمر في أفلامها .فاز فيلم العراب بعشرين جائزة سينمائية ، ورشح الفيلم لإحدى عشر من جوائز الأوسكار ، وفاز بثلاث من تلك الجوائز ، وهي جوائز أفضل فيلم ، وأفضل سيناريو مقتبس ، بجانب أفضل ممثل ، كما تم ترشيح العراب لسبع من جوائز الكرات الذهبية .وبعدها بسنوات عديدة أصدر الكاتب ” توم سينابرتو ” كتاب بعنوان ” تأثير العرَّاب (The Godfather Effects)”، والذي يتحدث فيها عن مدى تأثر المجتمع الأمريكي برواية فيلم العرّاب .وعن أسباب نجاح الرواية والفيلم وأسباب تعلق هو تعلق الجمهور وانبهارهم بشخصية الدون “فيتو كورليوني”، الذي يجمع بين القوة و الحكمة ، و علق الكاتب ساخرًا أن بعد هذه الرواية لا يوجد بيت في أمريكا لا يتمنى أن توجد في عائلته شخصية مثل فيتو كورليوني .