يتعب القلب إذا زادت كمية الدم الذي يجب أن يضخها في الشرايين، أو
أن الشرايين قد تقلصت وضاق قطرها، مما يحمل القلب مسؤولية زيادة
قوة الضخ، الأمر الذي يوحي للقلب أنَّه غير قادر على تأدية واجبه، فتنشط
هرمونات النمو، ويزداد القلب حجماً وسمكاً، الأمر الذي يترتب عليه قلة
قوة ضخه ومرونته؛ وهنا نقول إنَّ القلب قد تضخَّم، أي أصبح أكبر حجماً،
ولكنه أقلّ فعالية، ويترتب على ذلك باقي المضاعفات.
ساعد قلبك وشرايينك بما تقدر عليه :
-أكثر من تناول الخضار والفواكه وخاصة تلك التي تحتوي على البوتاسيوم،
مثل الموز والبرتقال.
-قلل من الأملاح أو الأطعمة التي تحتوي على الأملاح أو قوم بتحليتها، أي
بتركها بالماء مدة كافية لخروج الملح منها قبل تناولها، مثل المخللات
والأجبان المالحة؛ لأنَّ زيادة الأملاح في الجسم تحجز الماء وبقية السوائل،
الأمر الذي يزيد من الحمل على القلب وعلى جدران الأوعية الدموية التي
هي بدورها تزيد من سماكتها، ولكنها تفقد ليونتها ومرونتها وهذا ما
يسمَّى بتصلب الشرايين.
-قلل وزنك: خلق الله الأوزان مختلفة، لكنه خلق لكل ما يلزمه لاستمرار
حياته على سطح الأرض، فإن ولد مولود وكانت قدمه طويلة فيتوقع من
ذلك أنَّ يكون جسم هذا المولود طويلاً أو ضخماً؛ لأنَّ الله خلق له أقداماً
كبيرة حتى تحمل الجسم الكبير. وإن كانت الأقدام قصيرة جداً يفهم من
ذلك أنَّ هذا المخلوق سيكون قصيراً. بناء على هذه القراءة نقول: إنَّ
الذي يزيد وزنه بدون أن يكون مهيأً لذلك الوزن، فهذه الزيادة تصبح
عبئاً على القلب والمفاصل ..لأنَّ القلب والمفاصل مثلاً خلقت لتعمل مع
جسم يزن ٧٠ كجم، فإن كان الوزن ١٠٠ كجم فإنَّ هناك ٣٠ كجم زيادة
تتعب القلب والمفاصل والكبد والكلى و..... وتقصر عمر هذه الأعضاء
وتقصر عمر الإنسان حسب علم الإنسان. وقد يقتل الإنسان نفسه مثل أن
يتمارض فيمرض فيموت، وفي الأثر: "لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا".
فهذا زجر عن التمارض؛ لأنه يؤدي إلى الموت، فإن انتهى الإنسان عن
التمارض لم يصبه الموت في هذا الباب؛ لانعدام السبب وهو التمارض. من
هذا الاشتقاق نقول إن زيادة وزن الجسم هو عبء يؤدي إلى تلف الأعضاء
وتقصير العمر أو الموت. والله اعلم .