قصة وحش في الخزانة

منذ #قصص اجتماعية

كانت ساندي التي تبلغ خمسة أعوام تخبر والديها باستمرار أن هناك وحش في خزانة غرفتها ، وكان والديها يعتقدان أن الأمر محض خيال أطفال ، وأنها تتدلل عليهم وتريد فقط أن تكسب تعاطفهم لتنام في عرفتهم .كانت الأمور عادية وكان والديها يتناوبان على وضعها في السرير ، ولكن الفتاة كانت تتعبهما بالفعل ، طوال اليوم هادئة مطيعة إلا وقت النوم تبكي وتصرخ وتصارعنا حتى لا نتركها في غرفتها وحيدة .وكان الأمر مرهق ويقول والدها وصلنا لمرحلة من اليأس فنحن نحاول أن نقنعها أن لا وجود الوحش ، وأن كل ذلك خيالها فقط لكنها لم تقتنع ، بدأت تصمت في كثير من الوقت وتفقد اهتمامها بالأشياء كلها .ولكن على الرغم من ذلك كان الأمر الطبيعي الوحيد الذي تفعله هو البكاء والصراخ قبل النوم ، فكرت أنا وزوجتي أن نعرضها على طبيب نفسي ، هناك جلست وتحدثت معه وكان رأيه مشابه لرأينا أنها مجرد أوهام .ولكنه بعد عدة جلسات قال لنا الطبيب أن هناك شيء أو شخص بالفعل يخيفها ، هي تصفه بأنه مهرج عجوز يرتدي ملابس متهرئة وقديمة ، انشغلت أنا وزوجتي كثيرًا ، خاصة أن كافة الرسوم التي تقوم ساندي بها هي لمهرج يضحك بلوؤم .أو مهرج يقف بالقرب من سريرها ويلمسها ، في هذا اليوم قررت أن أرسلها إلى جدتها وعدت مع زوجتي إلى المنزل ، صعدت مباشرة إلى غرفة ساندي وبدأت بالبحث في أوراقها ، فوجئت بعدة رسوم لها .كانت الرسوم كلها لمهرج ولكنه يقف بجوار فتاة نائمة ويلمسها في أماكنها الخاصة ، شعرت برأسي سينفجر من الغضب من هذا وأين ومتى يفعل ذلك !! كيف يفعل هذا بملاكي الصغير .ذهبت في اليوم التالي إلى المدرسة وتحدثت مع معظم العاملين لأسألهم هل تم استضافة أي عروض لمهرجين في وقت قريب ، وكانت الإجابة بالنفي ، ذهبت إلى الساحة الرملية التي تلعب بها ساندي وإلى النادي ولكن الإجابات كلها كانت بالنفي .حينها جلست في غرفتي أفكر في طفلتي وكيف يمكن أن أساعدها في ما تمر به ، وفكرت أن أتحدث معها لكنني لا أعرف ماذا أقول لها ، فكرت أن أخبر زوجتي لكنني أيضاً خائف عليها من الصدمة .في هذا المساء وحين أعدت ساندي إلى المنزل وذهبت لأضعها في سريرها كانت تبكي كالعادة ، ولكني أمسكت بيدها وأخبرته بأني أصدقها وبأني سأقتل وحش الخزانة في أقرب وقت ، نزلت إلى الأسفل شارد الذهن لا أستطيع أن أبيح لزوجتي بما أفكر فيه ، كيف أخبرنا بأن صغيرتنا تتعرض للإساءة ، كيف أخبرها أن هناك من يتحرش بطفلتنا .صعدنا إلى غرفة النوم لكني لم أستطيع أن أغمض عيني ولو دقيقة واحدة ، مع أول شعاع الشمس كنت قد توصلت للحل ، في هذا اليوم لم أذهب إلى عملي ، بل توجهت مباشرة إلى أحد محال الأدوات الإلكترونية وقمت بشراء كاميرا صغيرة .عدت إلى المنزل وقمت بتركيبها فوق سرير ساندي وحتى لا ترتاب زوجتي في أي شيء أغلقت المنزل وأعدت كل شيء كما كان وتوجهت إلى عملي ، أنهيت يومي كالمعتاد وأنا أفكر فيما سيحدث ، كان هناك شيء ما يحيرني لا أعلم ما هو .فمنزلي آمن ولا يمكن أن تتعرض طفلتي للأذى بالمنزل ، ولكن كل ما كانت تقوله عن وحش الخزانة وخوفها من النوم وحيدة دفعني لأفعل ذلك ، آتى الليل ببطء وصعدنا للنوم كان دور زوجتي في وضع ساندي في سريرها .دخلت زوجتي إلى الغرفة بعد أن تركت ساندي تبكي كالعادة وخلدت إلى النوم مباشرة ، وضعت سماعات الأذن وقمت بفتح التطبيق الخاص بكاميرا المراقبة ، توقعت أن أنتظر طوال الليل وألا يحدث شيء ، لكن توقعاتي لم تكن في محلها فبعد خمسة عشر دقيقة من نوم ساندي شاهدت أسوء كوابيسي .فتح باب الخزانة وخرج مهرج ملطخ الوجه يسير بثقل وبطء شديد وتوجه مباشرة إلى سرير ساندي وكأنه يحفظ الغرفة عن ظهر قلب ، وأقترب منها وبدأ يلمس جسدها ، رأيتها تستيقظ فزعة وتغطي وجهها بالغطاء ، لكنه لم يتوقف واستمر فيما يفعل .لم أشعر بنفسي إلا وأنا ألتقط مضربي من أسفل السرير وأتوجه ببطء إلى غرفة ساندي ، فتحت الباب بحرص وتوجهت مباشرة إليه بضربة على الرأس أفقدته الوعي ، حملت طفلتي إلى زوجتي وعدت بسرعة إلى المهرج الملقى على الأرض .اتصلت بالشرطة التي أتت في أقل من خمس دقائق ، تم القبض على المهرج الوحش والذي أتضح أنه جارنا العجوز ، والذي أعترف أنه يفعل ذلك منذ أكثر من عام ، وأنه كان يدخل إلى الغرفة من فتحة قام يصنعها في الحائط لا يعرف عنها أي أحد غيره.قررنا أن نعيد ساندي للطبيب النفسي ليساعدها فيما تعرضت له ، وقررنا غلق الفتحة في الحائط وأخيراً قررنا ترك المنزل والانتقال إلى منزل جديد ، كل ما أندم عليه اليوم هو أني لم أستطع إلى طفلتي وأصدقها منذ البداية .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك