قصة العروس حورية

منذ #قصص اجتماعية

وسط الزحام الذي يعرفه عصر كل يوم ، شارع المدينة تظهر بين المتسوقين والباعة فتاة لم تبلغ العشرين ، من عمرها وهي فتاة يعرفها التجار وأصحاب المحلات ، في تلك المنطقة ، وإن استمتعت إليها وهي تخاطبهم ، يخيل لك أنها تعرفهم جيدًا ، وكل يوم بعد غروب الشمس ، تظهر تلك التي يسمونها حورية ، وتكرر على مسامع كل ما تصادفهم كلمات نفسها ، وفيها تدعوهم لعرسها على حبيبها .وكانت تذكر كل يوم أنه أت يحمل إليها أجمل باقة ورد ، كانت حورية فتاة ذات شعر أشقر وقوام رشيق ، ووجه في غاية الجمال وكانت تسير ترتدي الفتاة ، ذاته فستان أبيض جميل فيخال للبعض أنها عروس حقيقة.كانت تتولى بنفسها دعوة الناس لعرسها الوشيك ، لكي يكونوا شهود على أجمل لحظات عمرها ، الغرباء من المتسوقين تستوقفهم حالتها  ، فمنهم من يبتسم في وجهها ، ومنهم من ينظر لها في اندهاش من كلامها .بل كانت بكلمات لا تنقصها اللباقة ، تدعوهم أيضا لعرسها وأحيانا تعتذر لهم لأنها لم تحضر معها بطاقات الدعوة للعرس ،  حين يحل المساء وتغلق المتاجر تنصرف حورية ، وتمضي إلى باب عمارة قديمة ، وتجلس القرفصاء تتأمل الناس وهي تعبر من هناك .حكايات كثيرة قيلت عن حورية ، وكل واحدة منها لا تقل غرابة عن الأخرى ومنها ، ما يشبه الخيال ومنها ما يزعم الجن والسحر ، تقول احدي الحكايات أن حورية الفتاة التي استقرت عائلتها في المدينة ، منذ عشرة سنوات وإن والدها توفي منذ ثماني أعوام ، كانت فتاة طبيعية .ثم انقلبت حياتها راسًا على عقب منذ مساء ، ذهبت مع صديقاتها في جولة ما وعادت وبدا لأهلها تصرفات غريبة ، وزعموا جني تملكها منذ ذلك الوقت ، وذلك الجني يعدها بعرس لن يرى أحد مثله من قبل .لكن ما حكته حورية ذات مساء لأحدهم ، وهي تجلس في باب تلك العمارة لم يكن فيه شيئًا ، من ما قيل من تلك الحكايات ، قالت للحاج مهدي وهو من التجار الأقدمين ، في السوق أنها كانت ضحية عصابة ، ويذكر الرجل أنها بكت وهي تنطق كلمة عصابة .وحاول يعرف منها ولو القليل عن تلك العصابة ، ولكنها أمسكت نفسها عن الكلام ، ولم تكمل حديثها وعادت لوضع ، القرفصاء تنظر المارة  فقرر الحاج مهدي ، أن يعاود المحاولة ولكنه تفطن لضرورة اختياره الوقت المناسب.في أحد الأيام بينما الحاج مهدي عائدًا من صلاة الفجر ، رآها تجلس مقشعرة ترتجف من شدة البرد ، فذهب إلى منزله وأحضر لها ، غطاء وعاد به إليها فشكرته قائلة : شكرًا بابا ، صمت مطولا وهو يغالب الدمع وسألها : لماذا لا تذهبين إلى منزلك يا ابنتي ؟ ، فردت : منزلي ؟ لقد اغلق بابه في وجهي منذ زمان بعيد ، سالها : هل لازال في بيتك احد من عائلتك ؟ ، قالت : نعم كلهم هناك ، ولكن اتفقوا على التخلي عني .كما علم الحاج مهدي منها أنها منذ 5 سنوات ، تعرفت على شاب من أبناء الجيران ، ولم تذكر اسمه وذكرت أنها أحبته ، ومال له قلبها وراقت لها كلماته الرقيقة ، بل وقد وعدها بالزواج لكن صار يبتذلها ، مقابل شيء لم تذكره وكانت تجلب له المال ، وكل ما هو نفيس في البيت وتعطيه له.قرر الحاج مهدي أن يستشير زوجته ، في قرار بالغ الأهمية قبل أن يتخذه حيث عرض على زوجته ، ايواء حورية وترددت قليلًا ثم وافقت ، وبعد عدة أيام عرج على مكانها ولم يجدها هناك .وعلى مدى 3 أيام ظل يمر من هناك ، ولم يعثر لها على آثر ولم تظهر في السوق ، ثم علم أنها وجدت ميتة وقد اثبت التشريح ، أنها راحت ضحية جرعة زائدة من المخدرات ، فعلم البعض أن ما كانت تذكره لا يزيد عن كونه تجربة ، حب أليمة ممتزجة بهلاوس تعاطيها المكيفات .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك